رأي

عز الكلام

شكراً أمين عام ديوان الزكاة
أم وضاح
لا شيء يسعدني ويطربني ويجعلني أطير بجناحي الفرح والحبور أكثر من أن يتصل عليّ شخص ليخبرني أن مظلمة رفعت عنه عقب تناولها والحديث عنها عبر هذه الزاوية، أو جهة ما أعلم فيما بعد أن قضيتها قد وجدت الاهتمام وعاجل الحلول بعد أن طرحناها وفصلناها، وهذا الإحساس ليس من باب الزهو أو الفخر لكنه نابع من شعوري العميق وإيماني المطلق أن هذا القلم يجب أن يؤدي رسالة كبيرة تجاه المجتمع وتجاه الوطن، والمسألة عندي ليست فصاحة لسان ولا بلاغة بيان أو فلاحة في كتابة الإنشاء ورص الحروف والعبارات والجمل، بقدر ما أنها مسؤولية كبيرة وعظيمة تجاه قراء افترض أن نكون أكثر الناس قرباً من مشاكلهم وإحساساً بأوجاعهم وسعياً لحل مشاكلهم بعرضها على من يستطيع أن يتخذ فيها القرار العاجل والعادل.. لذلك أمس كانت الدنيا بالنسبة لي زاهية (ومزهزهة) وهاتف صباحي جميل كدواخل صاحبه يأتيني من العم المجاهد الشاعر “شجرابي” من منظمة (النزيل) يخبرني من خلاله أن عم “آدم” قد خرج من محبسه بعد استجابة أمين عام ديوان الزكاة “محمد عبد الرازق” لمناشدتي له عبر هذه الزاوية.. وخلوني أرجع الشريط وأذكركم بقصة عم “آدم”.. هو رجل (تسعيني) رمته الأقدار في شرك ضائقة مالية جعلت حريته رهينة بمبلغ يزيد عن السبعين مليوناً، وظل هناك رغم أنف المرض وفقد البصر رهيناً حتى السداد، ويومها اتصل عليّ العم “شجرابي” ليخبرني بالقصة، ثم أعقبه اتصال آخر من الأخت “أحلام” ابنة حاج “آدم”، وكتبت عندها التفاصيل ووجهت نداء للسيد أمين عام الديوان، ولما لم يستجد في الأمر جديد والحال كما هو عليه كتبت نداءً آخر، وانشغلت بعدها لفترة وفي نيتي أن أكتب الثالث حتى بلغني الخبر اليقين بأن عم “آدم” قد تنسم نسائم الحرية بعد أن وجه أمين عام ديوان الزكاة إدارته في الولاية وفي المحلية بحل الأمر فوراً، ووجه مساعده المسؤول عن إدارة المصارف السيد “عبد الحليم” بمتابعة الأمر شخصياً، بل إنه- أي الأمين العام- تساءل كيف لم يصله موضوع عم “آدم” منذ أن كتبنا عنه في المرة الأولى، ليقود الأخ “عبد الحليم” المفاوضات ويتم الاتصال بالطرف الآخر صاحب الشيك الأخ “عصام” الذي بادر بعفو (26) مليوناً من أصل المبلغ ليدفع الديوان (50) مليون جنيه في التو واللحظة، ويخرج عم “آدم” ولسانه يلهج بالشكر لأمين عام ديوان الزكاة.
ودعوني أقول إن مثل هذه الاستجابة من أمين عام ديوان الزكاة تؤكد وترسخ قناعة أنا مؤمنة بها أن كثيراً من المسؤولين على استعداد لحل قضايا ومشاكل المواطنين بجرة قلم، لكن كيف تصل ليهم وبأية سرعة تكون على مكاتبهم، بدليل أن أمين عام ديوان الزكاة ما أن وصلته القضية حتى تم حلها في أقل من (72) ساعة.. فالشكر لك أخي أمين عام ديوان الزكاة وأنت تعيد هذا الشيخ لأحضان أسرته وتمسح دموع بناته.. والشكر لك وأنت تعيد ثقتنا في أن هذه المؤسسة الكبيرة تلعب دورها المطلوب على المستوى الجماعي وعلى المستوى الشخصي لأي فرد ترميه الظروف في هكذا ملمات، ويشهد الله ومن باب إحقاق الحق أن الأخ “محمد مكاوي” مدير الزكاة بأم درمان ما رد لنا طلباً لشخص أرسلناه له يحمل شكوى أو تواجهه عثرة، وآخرها حكاية الابن “فتحي” الذي عرضنا قصة قطع أصابعه في حادث عمل، حيث التزم الأخ “مكاوي” بأن نفقات العلاج أو أي طرف صناعي علاجاً لحالته سيكون على مسؤولية الديوان.
في كل الأحوال نجدد الشكر للسيد “محمد عبد الرازق” ونوصي من حوله بأن يعينوه في توصيل معاناة الناس ويكونوا جسراً بينه وبين فئات لا تطرق بابه إلا بعد أن تكون قد قفلت أمامها كل المسالك والدروب.. وشكراً عم “شجرابي” وأنت تتوكأ على عصاك تهش بها حيثما يممت بوجهك مظاهر الحزن والألم والبؤس، وربنا يجازيك بقدر ما مسحت دموع وبقدر ما منحت ابتسامات، ولن أنسى أبداً دموعك يوم أفرج عن عم “عبد الله أبو سليم” بعد استجابة كريمة من وزير العدل ورئاسة الجمهورية لهذه الزاوية، وكنا لحظتها في سجن (كوبر) حتى خنقتك العبرة وقلت ليك لو منك عشرة يا عم “شجرابي” سعياً في الخير بهذا الإصرار لتحولنا إلى المدينة الفاضلة بلا جدال!!
{ كلمة عزيزة
أرجو أن يقوم السيد وزير الحكم المحلي بزيارات مكررة للمحليات ليرى بأم عينه كيف أن بعض موظفيها ومن صباح الله أكبر يتناولون إفطارهم داخل المكاتب والناس (تزوزي) بي بره لقضاء حوائجها ومالو لو كان ساندويتش ولّا (تيك أواي) الحكاية فيها كسرة وفول مضبظ، وصحون الروب الما خمج.. من يوقف (بيوت الصبحية) في المحليات وكثير من المؤسسات الحكومية.
{ كلمة أعز
بكره أحكي ليكم حكاية في بيتنا ممثل!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية