رأي

مسألة مستعجلة

التلويح بالطعن لا يجدي!!
نجل الدين اد م
آخر الكروت التى أخرجها اتحاد وكالات السفر والسياحة بعد قرار وزارة الإرشاد والأوقاف بوقف الحج عبر الوكالات، هو تحريك إجراءات قانونية ضد قرار الوزير والدفع بطعن إداري بالخصوص، لاعتبارات أنها ترى أن القرار الوزاري فيه تعسف بحق الوكالات التي تقوم على أمر إجراءات الحج والعمرة.
وزارة الإرشاد لم تصدر قرارها اعتباطاً، بل جاء على خلفية ما أسمتها بالتجاوزات وكثرة البلاغات من قبل الحجاج والمعتمرين وتعرضهم للغش، بجانب المغالاة في تكلفة الحج والعمرة.
صحيح أن تعميم الاتهامات على كل الوكالات غير سليم، ولكن بالتأكيد هناك تجاوزات لا تخطئها العين نشرتها الصحف مرات ومرات، أين كان هذا الاتحاد والمئات من الشكاوى والبلاوى التي حملها أصحابها إلى الصحف وإلى قاعات المحاكم من جراء تعرضهم لعمليات احتيال من قبل بعض الوكالات التي تنضوي تحت لوائهم، والمثل يقول (البصلة المعفنة بتبوظ الشوال)، وإذا سلمنا أن هناك فقط وكالة واحدة أو وكالتين هما اللتان تمارسان هذه التجاوزات، لماذا لم يطهر الاتحاد هذا الشوال من هاتين البصلتين المعفنتين؟ ويترك الأمر حتى تفوح الرائحة ويعم الشر، كل عام يتكرر هذا السيناريو والاتحاد لا يكلف نفسه بتقديم توضيح حيال ما ينشر من تجاوزات ناهيك عن ما هو غير منشور، أضف إلى ذلك أن البعض من الوكالات شطحت في تكلفة الحج والعمرة لدرجة أنها أسمتها بالحج الفاخر والسياحي، وتارة أخرى بالمميز، وكل هذه المسميات من أجل أن يدفع الحاج ملايين متلتلة من الجنيهات لأداء الفريضة، فالحج هو الحج، والعمرة هي العمرة، فالحج مشقة وفي المشقة والعنت هذا خير كبير، لكن هذه الوكالات لا تريد للحاج هذا الخير، بل تريده لنفسها أموالاً طائلة يدفعها مقابل أداء الفريضة لقاء خدمات رفاهية يمكن أن تنتقص من أجر الفريضة، أتعجب ما علاقة الحج بالسياحة؟!  
الاتحاد أعلن وعلى لسان رئيس الاتحاد العميد م.”عبد الكريم إبراهيم” خلال مؤتمر صحفي يوم (الأربعاء)، عن نيتهم تحريك إجراءات قانونية ضد قرار الوزير، فضلاً عن طعن آخر بشأن الاتهامات التي وصفها بالباطلة، وشكا هنا من أن الوزير استخدم السلطة (المفرطة والتعسفية) واستهدف كرامة أصحاب الوكالات رغم أن هناك بلاغات مفتوحة ضدهم.
والغريب في الأمر أن سعادة العميد ذكر في هذا المؤتمر الصحفي أن أصحاب الوكالات الذين يتحدث باسمهم، مستعدون لتقديم خدمة الحج بأسعار أقل من الحج العام، وهنا أقول لماذا الآن.. ومضى إلى أبعد من ذلك وهو يقول إن رجال الأعمال هددوا بمقاطعة الحج العام بعد إيقاف الوكالات عن الحج، وإنهم سيسافرون عبر الزيارات للسعودية .
 عجباً أن يتحدث رئيس الاتحاد بأكثر من لسان، تارة باسم أصحاب الوكالات وأخرى باسم رجال الأعمال، يا أخي دعهم هم من يقولون بذلك وعندها لكل حدث حديث.
أجد نفسي متعاطفاً للغاية مع قرار وزارة الإرشاد، وفقكم الله لحماية الحجاج والمعتمرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية