رأي

بكل الوضوح

الرائع “محمد غريب” والراحل “صلاح يس”
عامر باشاب
 
{ في زيارتي الأخيرة لعاصمة أم الدنيا “القاهرة” سعدت جداً  بمهاتفة الإعلامي والدبلوماسي المصري الخلوق “محمد غريب” ، الذي تقلد لفترة طويلة منصب المستشار الإعلامي  لـ(سفارة مصر) بالخرطوم، وهو الآن يجلس على قمة إدارة أفريقيا، بالإعلام الخارجي بجمهورية مصر العربية.
{ لم يكن غريباً على الدبلوماسي الرائع “محمد غريب”، الحفاوة والترحاب اللذين استقبلني بهما عبر الهاتف وإصراره على زيارته، فهذه واحدة من شيمه الأصيلة منذ أن عرفناه، ولكن الأمر الذي أدهشني حقاً ، وجعل “محمد غريب” يحتل مكاناً أرفع في مساحات قلبي هو سؤاله عن حال أسرة رجل الثقافة والإنسانية الراحل “صلاح محمد عثمان يس” ،مجدد ثورة المنتديات الثقافية، ومؤسس منتدى (الخرطوم الثقافي العائلي) ،وراعي المبدعين، والرئيس السابق لـ(نادي الخرطوم العائلي).
{ ظل “محمد غريب”، لفترة طويلة يعدد مآثر الفقيد “صلاح يس” وانجازاته الباهرة على المستوى الثقافي والإبداعي والاجتماعي وإسهاماته في تمتين علاقة الأخوة بين شعب مصر والسودان، عندها نزلت الدموع من عيني ،دون ان أشعر تقديرا لهذا الوفاء الإنساني العجيب، في زمن انعدم فيه الوفاء، 
 فالكثيرون ممن ظهروا تحت الأضواء التي أنار بها “صلاح يس” (النادي العائلي) ، بعد أن حوله من (خرابة) إلى مركز إشعاع ثقافي ،ظلوا يتجاهلون سيرته المشرفة ، ولم يعودوا يذكرونه حتى عندما تحل الذكرى السنوية لرحيله من هذه الفانية.
{ تخيل عزيزي الرائع “محمد غريب” ، أن الرائع “صلاح يس” صاحب العطاء الثقافي والمجتمعي والإنساني ، الذي ملأ الدنيا بزهو الإبداع والإمتاع عبر الندوات الفكرية والأماسي الإبداعية المبهرة وليالي الوفاء المدهشة، كان نصبه من الوفاء (صورة صغيرة) داخل برواز زجاجي باهت، وضعت بصورة خجولة أعلى البوابة الداخلية لـ(صالة النادي العائلي) ، التي ارتفعت أعمدتها على أياديه الطاهرة والمعمرة.
{ تخيل أخي “محمد غريب” أن (النادي الخرطوم العائلي)، لم ينظم حتى الآن أحتفاء بذكرى تليق بمقام رئيسه السابق “صلاح يس”  ومؤسس منتداه،  الذي ذاع صيته بالداخل والخارج! 
{ وهل تصدق يا صديقي “محمد غريب” أن وزارة الثقافة الاتحادية ووزارة الثقافة بولاية الخرطوم ،فشلتا في رد الجميل للرجل العظيم “صلاح يس” الذي قدم لهما أروع وأفخم وأضخم الليالي الثقافية الإبداعية ورعى واحتفى نيابة عنهما بعمالقة الفن والإبداع ورموز الثقافة في كل المجالات بمستوى عالٍ من التميز.
{ أخيراً يا أستاذ “محمد غريب” أنا علم جيداً أن رجل بقامة ومكانة الراحل “صلاح يس” ، لو عاش بينكم في (المحروسة) (مصر) لنحتم له تمثالاً وأعطيتموه حقه في الاحتفاء بقدر ما قدم للفكر والثقافة والإبداع وللإنسانية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية