عز الكلام
مبادرة واستجابة!!
أم وضاح
لست ميالة ولا حريصة على حضور الاجتماعات التي تكون ما بعد مواعيد الدوام مهما كانت أهميتها، لأنني أعدّ الوقت ما بعد الرابعة عصراً ملكاً لأسرتي بالكامل، ولا أقبل أي وقت مستقطع منه، لكنني بالأمس كنت حريصة بل مستعجلة لتلبية دعوة الأخ “حسن إسماعيل” وزير الحكم المحلي لاجتماع تعقده لجنة تطوير حي الصافية بمنزل الأخ الدكتور “حسام شمبول” مساءً، وحرصي كان منبعه أن مثل هذا الاجتماع سيجعلنا وفي حضور الوزير المختص نفرغ ما في صدورنا من الهواء الساخن في ما يخص الخدمات المقدمة للحي أو حتى التي تخص بحري في العموم.. وفي الموعد كنا هناك ليكتمل عقد الحضور رجالاً ونساءً وشباباً، واكتمل المشهد بحضور السيد اللواء “حسن” معتمد محلية بحري، وبدأ الحضور في سرد تفاصيل ما يعانيه الحي، وهي قضايا ظللنا نعيدها ونلوكها مع كل معتمد سابق، لكن الحال كان كحال من يصفق بيد واحدة، وظلت مشكلة النفايات قائمة لا تبارح مكانها، وظلت كارثة المصارف في الأمطار تهدد المارة راجلين أو راكبين على حد السواء، وظلت شوارع الصافية مثالاً للتردي وسوء السفلتة حداً جعلها عبارة عن مطبات ليس لها أول ولا آخر، والأسوأ من ذلك أن كسورات المياه أصبحت شعار الحي و(اللوقو) الذي هو بمثابة لافتة مكتوب عليها “مرحب أنت في حي الصافية”!! لكن دعوني أقول إنني متفائلة جداً بأن ثمة حراكاً حقيقياً سيحدث رغم أن حماس المواطنين هو ذات الحماس السابق لكنه لم يفرز في الماضي نتائج على أرض الواقع، أقول إنني متفائلة لأن ثمة لاعباً جديداً ظهر في الملعب وأقصد الأخ الوزير “حسن إسماعيل” والرجل حماسه عجيب وإصراره على الفعل محير، جاء للحي في ظرف أسبوع واحد مرتين وحدد الثالثة في بداية الأسبوع القادم، لفتتني عبارة قالها ما بسويها إلا زول (مقرم) وقلبه على المواطن، حيث قال إنه وبهاتفه صور (حمامات) المدرسة الابتدائية بقلب الحي العريق (ووراها) للوالي ليدرك حجم المأساة التي يعانيها بناتنا وأولادنا!! وخلوني أقول كلمة في حق المعتمد الذي قابلته لأول مرة، وللأمانة الرجل محترم ويحمل أخلاق المؤسسة العسكرية من تواضع وطولة بال وديل أنا بعرفم طوالي، لأني تربيت في هذه المؤسسة.. المهم أنه ورغم نقدي العنيف له كان مثمناً لدور الإعلام ومصراً على أن نواصل بذات الفهم، وقلت ليه في دي يا سعادتك ما توصيني!! المهم أن الاجتماع طُرحت من خلاله القضايا كافة التي تهم الحي، ودق المجتمعون صدورهم بأن يقودوا هذا العمل الكبير يداً بيد مع المحلية! لكن يبقى دور مهم يلعبه المواطن نفسه، وأقصد السلوك اليومي له وحي الصافية تحديداً من أكثر الأحياء التي يغسل سكانها حيشانهم المرصوفة (السيراميك الما خمج) وتذهب المياه إلى حيث تؤذي الشارع العام وتأكل الأسفلت وتحوله إلى قطع بسكوت متناثرة!! وكثير من سكانه يرتفعون في البناء طوابق متعددة لكن يستخسر الواحد أن يزيل الأنقاض من أمام منزله ليقفل الطريق ويشوه الشارع العام. أعتقد أن هذه الأنانية في السلوك هي العامل الهدام الأول لأي تطور أو نهضة حقيقية لتظل مجرد حراك مؤقت وتعود ريما لعادتها القديمة.
في كل الأحوال سلوك المواطن أيضاً يحتاج لمن يضبطه بالتشريعات والقوانين لأية مخالفة كالتي ذكرت آنفاً، ويبقى الرهان الحقيقي أن تصبح المحليات هي مؤسسات تقدم الخدمة وتتابعها وتراقبها وليس مجرد أدوات للجباية دون مقابل، وده السبب الحقيقي لخلق الجفوة بينها والمواطن، ولنبدأ من حي الصافية وتصيب الغيرة بقية الأحياء لتصبح بحري جوهرة في جبين الخرطوم.
{ كلمة عزيزة
أمس قرأت في واحدة من الصحف أن ولاية البحر الأحمر ستتجه للاستعانة بأطباء مصريين لرفض الأطباء السودانيين العمل هناك.. وبصراحة الخبر بهذا الشكل ما قدرت أبلعه ويحتاج لإجابات، فعل هؤلاء الأطباء قدمت لهم شروط للعمل مجزية ورفضوا الذهاب؟ وهل ذات الشروط هي التي قدمت للمصريين ولّا أولادنا أدوهم (الفتات) وبعد الرفض ارتفعت المخصصات والبدلات والحوافز للأطباء المصريين؟!
{ كلمة أعز
والله المؤسسة التي تستحق أن ترفع لها القبعات تقديراً وعرفاناً لأفرادها بأنهم محترفون وعارفين شغلهم، هي هيئة الأرصاد الجوي الذين أصبحوا مرجعاً لصدق تنبؤاتهم الجوية ارتفاعاً وانخفاضاً لدرجات الحرارة، ومؤكد هم ما بقروا الكف ولا الفنجان لكنها نتائج طبيعية لاجتهاد علماء ممسكين تماماً بالملف الذي يديرونه.. فألف شكر وتقدير واحترام.