المشهد السياسى
(زين) والفعل الزين
موسى يعقوب
اليوم تبدأ فعاليات الدورة السادسة لجائزة “الطيب صالح” العالمية للإبداع الكتابي الروائي ومن يتنافسون فيها في الداخل والخارج، إنعاشاً للفكر واللغة والإبداع الذي كان لـ”الطيب صالح” إرثه الكبير فيه، وله شهرته كما يعرف الجميع.
وفكرة الجائزة بمستحقاتها ومردودها الفكري والأدبي ابتدرتها (شركة زين للاتصالات) شأن مبادرات أخرى إنسانية واجتماعية قامت بها الشركة التي لم تحصر جهودها في كسب الربح والمال، وهي مؤسسة قطاع خاص.. فإحياء ذكرى الأديب والروائي الراحل “الطيب صالح” جعلت له (شركة زين) هيئة ومجلس أمناء مقتدر من أهل الفكر والثقافة والأدب، يقف عليه ويؤمه رئيس مجلس أمناء الجائزة الأستاذ “علي شمو” المعروف على كل الصعد والمستويات.
لقد جنى وكسب السودان من إنتاج رمزه الراحل “الطيب صالح” محلياً وعالمياً وهو على قيد الحياة، ولكن ذلك الكسب بعد رحيله والسمعة الفكرية والأدبية والعالمية التي تركها خلفه زاد وتنامى مع السنوات، وقد ظهرت إلى الوجود (جائزة الطيب صالح العالمية)، وهي الآن في دورتها السادسة. فالتنافس على الجائزة بشتى أنواع الإنتاج الأدبي لا يجري على الصعيد المحلي السوداني وحسب، وإنما وصل إلى خارج البلاد عربياً.
إن لجائزة “الطيب صالح” العالمية غير البعد الأدبي والإبداعي أبعاداً أخرى أشهرها البعد الدبلوماسي ذلك أن للجائزة حضورها في تلك الناحية وهي التي يؤمها عدد من المسؤولين والوزراء والمنتجين والمبدعين في الثقافة والفكر في العالم العربي.
ونسوق مثالاً لذلك، هذه المرة (تحديداً) تشريف السيد وزير الثقافة بدولة “الإمارات العربية المتحدة” الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الذي سيشارك في الليلة الختامية للجائزة مساء غدٍ بـ(قاعة الصداقة) بالخرطوم، حيث تقدم الجوائز للفائزين.
وعلى ذكر الفائزين نقول إن الجائزة ليست قاصرة على هؤلاء إنما لها دورها في تكريم الرموز السودانية التي لها مبادراتها الفكرية والأدبية وإنتاجها ومساهماتها المعروفة كالبروفيسور والرمز الأكاديمي والمؤرخ والموثق “يوسف فضل” الذي اختارته الجائزة (شخصية العام للجائزة).
إنه اختيار موفق ويجد ترحيباً وتقديراً من كل من عرف البروفيسور “يوسف فضل” ودوره في المجال الفكري والأكاديمي والمجتمعي السوداني، فهنيئاً له بالتكريم وهنيئاً لجائزة “الطيب صالح” العالمية بحسن القرار والاختيار ومد ظل الجائزة لتشمل مثل أولئك الرموز.
والشكر والتقدير لا ريب لـ(شركة زين للاتصالات) صاحبة مبادرة تخليد ذكرى “الطيب صالح” عبر مشروعها الأدبي والثقافي المعروف بـ(جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي)، والذي ظلت تدعمه بكل ما هو مطلوب أدبياً ومادياً مع عدم التدخل في إجراءات وعمل هيئة مجلس الأمناء.
لـ(زين) رغم كل ما يمكن أن يقال دورها الإنساني وغير الربحي في مجالات أخرى كمبادرة (تكريم الأم المثالية).. فلا يفعل (الزين) إلا من هو (زين).
وكل عام و(جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع) بخير وعافية.. فدورها في تحريك وإنعاش والأدب مشهود ومعروف.