مسألة مستعجلة
لن يرضوا عنا حتى لو!!
نجل الدين ادم
لن يكون الغرب والولايات الأمريكية سعداء بأي حال من الأحوال بانفتاح العلاقات السودانية مع الدول الأخرى، أو أي تقدم اقتصادي يمكن أن يحدث استقراراً في البلد، لذلك كان الرد سريعاً على ما حققته الحكومة من انفتاح واسع في العلاقات مع الخليج مؤخراً واتساع دائرة التعاون مع دولة الصين وعودة المياه الى مجاريها مع الجارة دولة جنوب السودان، بأن سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى رسم فخ لمنع هذا التقدم السوداني إلى الأمام وهي ترسم سيناريو لإعاقة تصدير الذهب عبر مشروع قرار من داخل مجلس الأمن لمخاوف تعرفها لوحدها، إلا أنها وعندما أحست بإمكانية سقوط المقترح بسبب تعثر الإجماع والتدخل الروسي، عجلت بوضع مشروع قرار آخر بإعادة القرار السابق بحظر السلاح وتقييد حركة الجيش في السودان بالمرة، حيث ينتظر أن يصوت عليه صباح اليوم، وفي المقابل حركت بريطانيا مشروع قرار آخر أول من أمس يطلب إدانة السودان على خلفية العمليات العسكرية التي نفذت ضد التمرد في منطقة جبل مرة بدارفور، لكن أسقط مشروع القرار بفضل التحركات الدبلوماسية ومساندة الدول الأعضاء في المجلس. وأتوقع أن يستمر سيناريو الحصار الأمريكي، ويتبين من خلال هذه المواقف المتناقضة أن خطوات “واشنطن” في تحسين العلاقات مع السودان كانت فقط لكسب الوقت.
لم أكن متحمساً في يوم من الأيام بأن نهاية مطاف الحوار مع الولايات المتحدة ستكون سعيدة بتطبيع العلاقات وكف الأذى عن السودان، ذلك لأن قادة أمريكا يحركهم اللوبي الصهيوني، والرفع الجزئي للحظر الأمريكي علينا لم يكن إلا مسكناً موضعياً بغية البحث عن سيناريو حصار جديد، سيما وأن الانتخابات الرئاسية هناك قد اقتربت. “واشنطن” لا تريد للسودان أن يخرج من عنق الزجاجة، تريده أن يعيش في دوامة عدم الاستقرار لن يعجبها انتهاء التمرد في دارفور أو في جبال النوبة والنيل الأزرق.
لذلك لن يجدي مع الولايات المتحدة وحلفائها طالما أن الحال سيكون (حصار – حصار) إلا التعامل بالمثل. حسناً أن صعدت الخارجية من موقف الحكومة وهي تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي على جنح السرعة وهذه رسالة سيفهمونها، مطلوب مزيد من الخطوات التصعيدية وهي (خسرانة خسرانة)، أفضل أن نكون عزيزين وأصحاب إرادة.
نحتاج أيضاً أن نرسل لدولة بريطانيا رسالة مماثلة نحتج فيها على موقفها المعادي للسودان ويفترض ان لا يمر مشروع القرار الذي أرادت به معاقبتنا مرور الكرام، يحتاج سفير المملكة المتحدة هو الآخر أن يسأل سؤال منكر ونكير من قبل وزارة الخارجية، السودان تتبع كل مما من شأنه أن ينجح الحوار مع “واشنطن” ومع بريطانيا من أجل إنهاء حالة العداء هذه، لكن الأمر لم يجدِ وكانت النهايات غير السعيدة لأي حوار بدأ، وكأنما هو (سراب بقيعة)، لذلك لم يتبقَّ أمامنا إلا اتباع سياسة المعاملة بالمثل حينها سيعرفون السودان والله المستعان.