مجرد سؤال ؟؟
الإلكتروني.. آن لنا أن نقيمه بالأرقام
رقية أبو شوك
الآن نستطيع القول إن التحصيل الإلكتروني قد سار خطوات كبيرة رغم تخوف البعض بمن فيهم شخصي الضعيف من فشل التجربة، وكان تخوفي من عدم الاستعداد لإطلاق التجربة.. والاستعداد يكمن في عدم التدريب الكافي وتوفر أجهزة التحصيل الإلكتروني و(طشاش) الشبكة في الولايات الطرفية، لكن عزيمة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي كانت أقوى للتنفيذ، وتجاوز تطبيقه حالياً أكثر من (6) أشهر.
نعم التحصيل الإلكتروني يضبط الإيرادات.. دخولها وخروجها، كما يؤكد ولاية المالية على المال العام الحكومي وغير الحكومي ويطمئن المواطن السوداني بأن ما يدفعه قد دخل إلى المكان الصحيح، أو كما قال مدير عام ديوان الحسابات “هاشم آدم مهدي” في ورشة تقييم مشروع التحصيل الإلكتروني التي انعقدت مؤخراً بالخرطوم. فالعمل الإلكتروني مهم للغاية لكونه دقيقاً ويضع كل النقاط على الحروف كما أنه لا تكون هنالك موارد وإيرادات خارج الخزينة.. ووزارة المالية كانت قد أعلنت في وقت سابق قبيل التطبيق عن أن هنالك فاقداً في الإيرادات التي يتم تحصيلها ورقياً بنسبة تقدر بـ(40%).. ولعمري هذه النسبة كبيرة جداً خاصة في ظل شح الإيرادات التي يعاني منها اقتصادنا.
وهذه دعوة سادتي لتعميم التحصيل في كل المرافق والوحدات التي لم يشملها التحصيل مع توفير الأجهزة الكافية ومعينات العمل، خاصة وأن عدم توفر الأجهزة والمحاسبين الكافيين من شأنه أن يؤدي إلى ضياع الكثير من الإيرادات التي نحن في حاجة ماسة إليها كما أشرت، مع الوضع في الاعتبار أيضاً توفير أجهزة التحصيل في المواقع الإيرادية كأسواق المحاصيل مثلاً باعتبار أن هذه الأسواق واردها اليومي من المحاصيل والمشترين أكثر، وبالتالي فإنها تشكل مورداً إيرادياً أكبر للولاية المعنية بهذه الأسواق وللمالية.
أيضاً كنا نريد تقييماً أشمل بحيث يشمل التقييم الفاقد خلال الفترة الماضية من بداية إطلاق التجربة وحتى الآن وما هي الترتيبات التي تمت حالياً لسد العجز في الأجهزة!! والخطة التي وضعت لتلافي الفاقد الإيرادي، على أن يتم الإعلان عن هذه الأشياء بالأرقام، لتتحدث الأرقام بعد ذلك.. ففترة التطبيق التي تجاوزت الـ(6) أشهر تعدّ كافية لكي نقيمها بالأرقام مع ذكر الإيجابيات والسلبيات معاً حتى نضع خطة للعمل الجديد خلال العام 2016 نعالج فيه السلبيات التي وضعنا أيدينا عليها، خاصة وأن لكل تجربة جديدة إيجابيات وسلبيات، لكننا مع العزيمة سنتجاوز ونعالج مواقع الخلل لنعلن الانطلاق الحقيقي.
الآن وموازنة 2016م قيد التنفيذ نتمنى أن تزداد الإيرادات من مواعين أخرى غير الضرائب المباشرة وغير المباشرة مع تحريك القطاعات الإنتاجية التي باتت (مشلولة)، فالقطاعات لا أظنها ستمانع إذا توفرت لها أسباب (التحريك) فالمال يساعد على الحركة.. ولنبدأ بالموسم الزراعي الصيفي القادم ونزيد المساحات الزراعية بالعروة الصيفية والشتوية مع ضمان توفر المياه التي عادت كما أشرت إلى مكانها الطبيعي (وزارة الموارد المائية والكهرباء).. والقطاع الزراعي إذا نجح فإن قطاعات أخرى ستتحرك وتنجح، فنجاح القطاعات ذو ارتباط ببعضه البعض.. كذلك لابد من التركيز على قطاع الثروة الحيوانية وفتح أبواب الصادر مع الكثير من الدول خاصة وأن السودان معروف بجودة لحومه (الحية والمذبوحة) أو كما أكدت المنظمات الصحية العالمية خلو السودان من الأوبئة.. فنحن لا نحتفل بأشيائنا الجميلة التي تجعل الآخرين يأتون إلينا دون أن نقدم لهم دعوة.
الصمغ العربي مثلاً.. نحن دولة معروفة بإنتاجها المتميز فيه، حيث يعادل إنتاج السودان منه كما درسنا في المراحل الابتدائية (80%) من إنتاج العالم، وهي نسبة كبيرة جداً، لكن الآن لا أظن هذه النسبة متوفرة مع المستجدات التي حدثت للسلعة الإستراتيجية المهمة ذات العائد الدولاري المباشر.