رأي

فوق رأي

والفاعل ضمير مستتر
هناء ابراهيم
من الغباء أن أحاول إعراب جملتك الموسيقية وكل مَحال الإعراب تتمناك شاهداً في محل رفع أشواقها ونصب نظراتها وجر آهاتها.
المفعول به سعيد أيما سعادة كونك تنصب عليه والمضاف إليه لن يجره (ونش البعاد) إن لم تجره أنت.
أنت أيها الفاعل الغائب، الذي يفعل كل شيء بـ(ريموت غيابه).
يجعلني أسرح شعري بمشط هواه، وأرتدي أزيائي من دولاب ذوقه و(الإستايل) الذي يحب.
وأتناول شاي الصباح بطعم مسائه.
قل لي: ما حكايتك مع محال الإعراب التي (جهجهت أمن الطلبة) وهي تهرب من أوراق إجاباتهم لتسكن عيون سؤالك؟! وما قصتك مع ذبذبات انشغالي التي تركت كل علامات الإعراب الظاهرة لتنشغل بضميرك الغائب عني؟!
هوي أحسن ليك..
أنا بحذّرك والله..
جعلتني أجن بهذا الشكل : أعرب جدول حداشر، أسمع المعادلات الآنية، أرسم خرائط الفيزياء واستخرج نتائج مركبات الفيزياء.. كل هذا والفاعل ضمير مستتر.
هوووووي..
لا تشغلني إلى هذا الحد.
على سبيل الأمر: أمسح ملامحك التي رسمتها في كافة اتجاهاتي وعلى مدى رؤيتي، والله يهديك ويرضى عليك لا تجعلني خبراً لمبتداك.
أعلم أن لك (حنك يعمل على كل الشبكات) وتعلم أن استيعابي حين أعاند يعمل خارج الشبكة، فقط انشغالي لا أستطيع السيطرة عليه، لكن إذا دعت الضرورة سوف أقطع الجوابات وأمسح الإيميلات وأحظر المكالمات، تلك التي تجمعني مع الانشغال على سنة حاجات غريبة فرضها علينا فاعل له ضمير مستتر..
مستتر وين ما بعرف..
خليك قاعد قبلك في غيابك دا، إن شاء الله الغربة تضوي ليك..
أقول قولي هذا من باب العمل بقواعد المرور والضمائر التي تختبئ في السجن الطائر.
و…….
حذاري تألمني حذاري
لدواعٍ في بالي .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية