رأي

عز الكلام

محكمة.. درس.. اعتذار!!
أم وضاح
 
ليست العبرة ولا الغاية هي في سن القوانين والتشريعات بقدر ما أن الغاية والهدف هو أن تتنزل هذه القوانين إلى أرض الواقع تطبيقاً وإنفاذاً، وهذا أيضاً لا يتأتى إلا بالإرادة والتصميم على أن تمضي بين الناس حقاً وعدلاً دون مجاملة أو التفاف أو تحايل، لذلك فإن إنشاء محكمة مختصة لحماية المستهلك أعدّه خطوة إيجابية لحماية المواطن السوداني الذي أصبح كاليتيم بلا يد تقوده نحو حقه معرفة به أو اختصاماً له في ساحات العدالة.
ودعوني أقول إن معظم حراك البني آدم السوداني أصبح يمشيه في ممر من الأشواك التي أدمت قدميه وهو صابر عليها، ولنأخذ دليلاً على ذلك ما يحدث في الأسواق التي أصبحت حرة لدرجة الانفلات، والمواطن منقاد لها غصباً عنه رغم أنه عارف الغلط وشايفه بي عينه، لكنه عاجز عن أخذ حقه خوفاً من التعرجات والمنعطفات التي تصاحب أخذ هذا الحق، وفي هذا يضيع وقته وجهده وغالباً ما يطلع بدون أي نتيجة!! بنظرة فاحصة لحالة السوق السوداني فإن القصور قد طال معظم ما هو معروض من سلع، والمسألة ما عادت انفلاتاً فقط في الأسعار، لكن حتى الجودة والصلاحية أصابها ما أصابها من حالات انعدام الضمير والاستهانة بالمستهلك، وأصبح العنوان الرئيسي “عاجبك عاجبك وإذا ما عاجبك ما تشتري”، وهي بالتأكيد سياسة فرض الأمر الواقع ولي الذراع التي تجد مناخاً تعيش فيه في حال انعدام القوانين الرادعة والمحاكمات الناجزه!! لذلك فإن قرار إنشاء هذه المحكمة سيشجع المواطن على تصحيح الأوضاع الخاطئة التي أصبحت تمارس بحكم العادة، فتحول اللا منطق إلى منطق واللا مقبول إلى ممكن ومقبول ومعقول.
لكنني أعود لحديثي الأول بأن مثل هذه المحاكم ينبغي أن تتحلى بالإرادة الكافية لتجعلها ناجزة، تسمع وتحكم دون تطويل يفقدها سرعة البت في ما تنظر من قضايا المواطنين التي تعرض أمامها، لأن التأخير في إصدار الأحكام يصيب المواطن بخيبة الأمل، لأنه ما منطقي الواحد يمشي ويجي المحكمة أكثر من مرة ليفصل له في نزاع حول مائة جنيه مثلاً فرق سعر قد لا تعني شيئاً بالحساب المادي، لكنها بالتأكيد تعني الكثير بحسابات ترسيخ القانون وحق المواطن في أن يعرف بكم يبيع وبكم يشتري.
في كل الأحوال أتمنى أن يمثل قيام هذه المحكمة خطوة لتخويف المتلاعبين بالأسعار والأوزان والجودة، وأن تكون مدعاة ليعرف المواطن حقوقه ويصر على أن يدافع عنها.. ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
{ كلمة عزيزة
العاقل من اتعظ بغيره.. حكمة ينبغي أن يتدارسها السياسيون حكومة كانوا أم معارضة، لأن ما حدث لدول كثيرة حولنا بسبب (ركوب الرأس) والإصرار على المواقف (المشاترة) خصماً على وحدة الوطن وسلامه أوصلت هذه البلدان إلى الدرك الأسفل من الأحوال الأمنية والاقتصادية والاجتماعية البائسة، لذلك الإصرار على الاختلاف والخلاف وادعاء البطولات الكاذبة لن يمنح الوطن إلا الدمار والانهيار.. ودعونا بكثير من الإعجاب نرصد الإحساس الوطني العالي الذي تحلى به الأخوة اللبنانيون وهم يتسامون على جراحاتهم ويرتفعون فوق مستوى خلافاتهم من أجل لبنان آمن وواحد والمعارض “سمير جعجع” يرشح العميد “ميشيل عون” لرئاسة الجمهورية اللبنانية وكلاهما يقف على النقيض في الممارسة السياسية، لكن مصلحة الوطن تقدمت على مصلحة الأحزاب وارتفعت الأرزة البيضاء عنواناً للسلام بدلاً عن الرصاص ومشاهد الدماء!! تعملوا يا من ترفضون حتى الجلوس للحوار وماخدينها سداري.
{ كلمة أعز
لخطأ في الجمع تحولت كلمة (تذبح) إلى (تنبح)، وأنا أقول إن “ندى بخيت” (تذبح) الصحف.. والفرق كبير في المعنيين.. فللقراء  ولها كامل التوضيح والاعتذار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية