رأي

مسألة مستعجلة

تفويت الفرصة في أحداث الجنينة
نجل الدين ادم
على غير ما صور البعض بأن الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة الجنينة بولاية غرب بسبب بطء السلطات في التعاطي مع مشكلة الأهالي وتطورت بعد ذلك، كانت النتيجة أن هناك أيادي حولت مجرى الأحداث وأرادت أن تلبسها ثوب القبلية وهذا ما كشفت عنه الأيام الماضية.
احترمت الحديث العميق الذي قال به أمير إمارة العرب الرحل السيد “عيسى” في حوار قصير لمراسلنا النشط في الولاية “عبد الرحمن” عن الحادثة وعن أنه ليس هناك من خلاف البتة بينهم وقبيلة “المساليت” وأنهم جميعاً يحتكمون لسلطان عموم “دار المساليت” وأن ما حدث هو استهداف للحكومة، السلطان “سعد عبد الرحمن بحر الدين” بوصفه المسؤول عن الإدارة الأهلية، لم يتعجل في ارتداء لباس القبلية الذي حيك له، بل تحدث بحكمة ووزن كلامه بميزان الذهب، وأحسب أن هذه الحكمة هي التي قادت إلى كشف خيوط المؤامرة، وفي المقابل كانت حكمة رئيس الإدارة الأهلية سلطان عموم “المساليت” في تأكيده على انتفاء عنصر القبلية في الأحداث برغم إشارته إلى أن عدم سرعة حكومة الولاية في التعامل معها زاد من المشكلة، وهذا شعور طبيعي رغم أن الوالي ربما يكون قد تحسس من الحديث، وآمل أن لا يكون كذلك، لأن مقام الرجل في موقعه وشعوره بوقوع ضحايا في الأحداث جعله يقول بذلك وهو في نهاية الأمر يعرف وعرف بالفعل بالمصيدة التي دبرت.. التحية لك أيها السلطان ولأمير إمارة العرب الرحل على حكمتكما التي عجلت بإطفاء شرارة هذا الحدث الذي أُريد به حرق الولاية بأكملها وأن تعود الاضطرابات للولاية.
حكمة الوالي الدكتور “خليل عبد الله محمد” أيضاً في تدارك الأمر وتحمله للأذى وما لحق به وأصابه كانت عربوناً لإطفاء هذه النار، ودوماً هكذا تكون أخلاق وسلوك القادة الناجحين.. وتهانينا لك السيد والي غرب دارفور.
زرت الولاية مرات ومرات، لكنني كنت أحس بطعم خاص في كل مرة، حيث طيبة أهلها وأنت تزور أحياء العاصمة الجنينة والمحليات الأخرى ومعسكر (كرندنق) الذي تحول الآن إلى حي ولم يعد هناك نازحون بل سكان يتمتعون بالخدمات الأساسية آمنين ومطمئنين.
وولاية غرب دارفور على مدى السنوات الماضية شهدت هدوءاً كبيراً، وهذا ما ولد الغيرة في نفوس الذين لا يريدون لها الاستقرار.. أتمنى أن تكون هذه الحادثة رغم من أحدثته من موت وخراب ودمار محطة يعتبر منها أهل الولاية حتى لا يدخل عليهم ما يشيع الخوف والفزع في أنفسهم.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية