رأي

النشوف اخرتا

“حسوني” السيف صايد
سعد الدين ابراهيم
لا ندري منذ متى لصق به لقب السيف صايد.. لكنه عرف به على كل حال لأنه كثيراً ما يردد هذه العبارة.. خلينا في السيف صايد.. في المدرسة لا يتصدى لأي قيادة.. لا في الجانب الأكاديمي ولا الثقافي ولا الاجتماعي أو الرياضي.. حتى الرياضة مارس فيها لفترة محدودة لعبة كرة القدم.. وكان لا يلعب في الهجوم ولا في الدفاع يكون في الوسط.. ويقول يا زول خليني في السيف صايد لا في الهجوم عشان يقولوا ضيعت قون ولا في الدفاع عشان يقولوا اتسببت في قون.. تبنى كل الشعارات الآمنة.. أبعد عن الشر وغنيلو.. الحجاز ليهو عكاز.. ودرب السلامة للحول قريب وخليك في حالك.. وعندما ثار فيه رفاق الشباب ذات مرة إنت لا بتطقع لا بتجيب الحجار قال ببساطة: يا خوي خليني في السيف صايد.. أطقع أفلق لي زول.. ولا أجيب الحجار أدوات جريمة.
عندما شبّ عن الطوق ودخل مرحلة الرجولة.. قال والده لأمه: الود ده سلبي خلاص.. قالت الأم مدافعة: لا سلبي ولا حاجة.. بس ما بحب المشاكل.. غضب الأب وقال: لكن عمرو دا كلو ما يعمل مشكلة واحدة دي ذاتها مشكلة عويصة. فتقول: ولدي مؤدب .. صحي مسكين لكن برضو المسكين سكين.. وفي قمة سخطه هداه تفكيره إلى أن يقوم بتزويجه.. لعله يترك محطة السيف صايد قليلاً.. ولما فاتحه في أمر الزواج قال: يا أبوي خليني في السيف صايد.. زمجر والده وصاح في وجهه: دي ما فيها سيف صايد دي سنّة الحياة.. لازم تتزوج وتكمل دينك.. داير الناس يقولوا عليك شنو؟ وبضغوط من أمه وافق على الزواج.. أصبحت المشكلة اختيار العروس.. تختار له أمه أجمل الفتيات.. فيرفضها لأنها جميلة تقول له أمة: يا ولد الجمال كعب؟ لا لأنها جميلة جداً الناس ح يعاينوا ليها.. وأنا داير أكون في السيف صايد ما داير زول يعاين لى مرتي.. أمه تختار له أخرى مؤدبة وتقية لكنها ليست جميلة.. فيرفضها قائلاً: خلينا في السيف صايد أنا ما داير زول يقول لي مرتك شينة.. بعد أخذ وجذب وجدوا له عروساً متوسطة الجمال لكن لأن (سمعها تقيل) خافت أمه وترددت، ولدهشتها لما قالت له ذلك فرح وقال: كويس جداً كده الواحد يكون في السيف صايد لو قال كلام ما ياهو ما تسمعو.
زوجوه أخيراً.. ربما ترك الوقوف في السيف صايد.. ذات ليلة أيقظته زوجته.. وقالت له هامسة سامعة كركبة في حرامي في البيت.. فقال: ما قالوا سمعك تقيل سمعتي الكركبة كيف.. خلينا في السيف صايد.. قالت سيف صايد شنو في حرامي بيسرق فينا.. قوم يا راجل.. قال: خلينا في السيف صايد ففتحت النافذة وأخذت تصيح: حرامي.. الحرامي.. سمع الجيران وهبوا وقبضوا اللص واقتادوه إلى الشرطة وهو في السيف صايد.. مرت الأيام كعادتها وأنجبوا بنين وبنات.. دخلوا الروضة فأخذ يعلمهم أن يكونوا في السيف صايد.. أوعوا تعملوا حاجة خليكم في السيف صايد.. خاصة ابنه البكر.. حتى استدعت المعلمة والدته وطالبتها بأن تلحلح الولد شوية ليشارك مع زملائه في لعبهم ونشاطهم.. لكن كيف وأبوهم بعودهم على الوقوف في السيف صايد.. اشتكته في المحكمة الشرعية وطالبت بالطلاق.. فاحتار القاضي في الأمر.. عندما سأل عن الأسباب ولم يجد تكأة لتبرير الطلاق.. فاضطرت إلى خلعه عديل كده، فقبل أخيراً حتى يكون في السيف صايد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية