رأي

عز الكلام

يا سعادتك أمرق لي بره !!
أم وضاح
أشهد الله أن معتمد بحري السابق دكتور “الناجي” كان رجلاً متفاعلاً ومنفعلاً بكل ما تكتبه الصحافة حول محلية بحري، وكثيراً ما اتصل علىَّ وعلى عدد من الزملاء الصحفيين مستفسراً عن قضية كتبنا عنها وغالباً ما يوجه بحلها فوراً. ولن أنسى يوماً خريفياً ماطراً اتقفلت فيه أحد شوارع حي الصافية تماماً وأصبح لا يودي ولا يجيب رغم أنه شارع رئيسي، فقمت بتصوير الشارع بهاتفي الجوال وأرسلته على (واتساب) المعتمد، وبعد دقائق جاءني منه هاتف يستفسرني عن الشارع لترسل المعدات فوراً وتم فتحه وتصريف المياه. ورغم ذلك ظللنا نطمح في أداء أفضل وإنجاز أكبر تشهده هذه المحلية الواعدة المترعة بكل الخصال التي يمكن أن تجعلها ماسة تبرق بين المحليات، وانتظرنا أن يتحقق ذلك على يد القادم الجديد معتمد بحري في عهد حكومة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، لكن الرجل حتى الآن لم تظهر له بصمة على مستوى المدينة الكبيرة. ومن يتابع حراكها يتهيأ له ويتخيل أنها مدينة بلا شخص يقودها وكل ما فيها يوحي بالسكون والجمود، ويكفي أن تأخذ الانطباع الأول من مستوى البنية المتردي في كل الأحياء بلا استثناء، لكن الكارثة الكبرى نشاهدها في موقف الحافلات الذي تحيط به الأكشاك والدكاكين التي تتخلص من نفاياتها في الموقف، ليبدو بهذا الشكل المتخلف اللا حضاري. والكارثة البيئية الأكبر تتجسد عند سوق الخضار وزنك اللحمة، حيث تتدفق النفايات بشكل يهدد الصحة ويجعلها ملاذاً آمناً للذباب والبعوض وكل البلاوي الطائرة والزاحفة. وهذا المشهد يفترض أنه معلوم ومعروف عند المعتمد باعتبار أنه المسؤول عن المحلية ويعرف ويسمع دبيب النمل فيها، فلنفترض أن الرجل ليس لديه من يبلغه سوء الحال الذي تبدو عليه شوارع المدينة وسوقها الكبير، ولنفترض أن الرجل ما قاعد يمرق من مكتبه هل معقول أنه لا يقرأ الصحف، ولا يتفاعل مع الأخبار التي ترسم هذا المشهد البائس لمحلية بحري. الغريبة أنني سمعت أنه قد قام بزيارة إلى منزل الراحل “محمود عبد العزيز” ففرحت وقلت أهو السيد المعتمد مرق لي بره ورأى بعينه كم هي المدينة في حاجة إلى إنقاذ عاجل قبل أن تغرق في شبر نفايات. ومؤكد أن العمال وبتوجيه منه سيملأون الشوارع كنساً وترتيباً، لكن تفاؤلي لم يكن في محله والحال يا هو ذات الحال وغالباً عربية المعتمد زجاجها مظلل مما لا يجعل الرؤيا واضحة، وغالباً على ما يبدو الزيارة تمت من بره لبره وشارع الإنقاذ لا يسمح بالكشف عن حقيقة شوارع المحلية الداخلية، فأصبح الملاذ الآمن لأي مسؤول داير يخارج نفسه ويعمل ما شايف!!
في العموم لا أدري متى يفتح المعتمد ملف هذه المحلية ويواجه قضاياها العاجلة بحلول سريعة. وملف موقف شندي واحد من الملفات التي يمثل التلكؤ في حسمها أمراً غير مبرر، وموقعه أصبح خطراً على المارين والمسافرين وكل ما هو حول المنطقة، وهو ملف ظل يلفه الغموض في عهود كل المعتمدين السابقين مما يفتح المجال لبذل علامات الاستفهام والتعجب بلا حدود. أما قضية النفايات فأحسب المعتمد الجديد قد فشل فيها وعليه أن يعترف بذلك، ويستدعي ما أمكن من الأفكار والمبادرات التي تعيد للمدينة خصلة من خصال الإيمان وهي النظافة، والمعتمد مطالب أيضاً أن يشكل حضوراً على المشهد العام ويلتقي باللجان الشعبية وبمواطني الأحياء ليسمع منهم ويسمعوا منه، لأنه يا سعادتك بهذا الشكل سيكون الوضع غير طبيعي وغير محتمل، فإن كنت سعيداً بالمنصب فإننا والله لا نبادلك الشعور!!
كلمة عزيزة
عندما تمنح دولة شخصاً ما مميزات استثنائية ووضعاً بروتوكولياً لافتاً فذلك مؤكد لأنه يحمل من الصفات والمؤشرات الدالة على أهميته وتأثيره على الأحداث بفكره وثقله، ومدى قدرته على ترجيح كفة الميزان لصالح الحكومة التي احتفت به، أو لربما يكون وجود هذا الشخص في الجانب الآخر معارضاً ومنافحاً يمثل خسارة للبلد بوزنه وقيمته، وربما له من الأدوات والمكانة ما يؤلب الآخر عليك. بهذا الفهم ظللت أتابع زيارة “تراجي مصطفى” والهليلة واللقاءات مع الدستوريين والرسميين والشعبيين واللقاءات التلفزيونية وهلمجرا، طيب وفي النهاية أها وبعدين؟؟
كلمة أعز
والجميع مشغول بشطرنج السياسة المرهق يمارس السيد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد الرئيس حراكاً إنسانياً مهماً ودوراً سلمياً غاية في الحضارة والرقي.
 

  
   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية