مسألة مستعجلة
السرطان.. نسب إصابة مخيفة ولكن..!!
نجل الدين ادم
اطلعت، أمس، على تقرير محبط للغاية وولاية الجزيرة تسجل رقماً مخيفاً بحالات الوفاة والإصابة بمرض السرطان اللعين حمى الله الجميع منه وشفى المصابين منه.
التقرير الصادر عن المعهد القومي للسرطان بود مدني يشير إلى زيادة حالات الإصابة بالمرض خلال العام المنتهي 2015 إلى (2028) حالة في مقابل (1590) حالة في العام 2014، وذات التقرير يبين أن (189) شخصاً ماتوا بالمرض بمستشفى الذرة بود مدني.
نسب الإصابة بالمرض تدعو للقلق، ما يستوجب القراءة في أسباب تفشي المرض، سيما وأن علاجه مكلف للغاية ومرهق لجيوب أسر المرضى وللحكومة على السواء. التقرير أشار إلى تمدد حالات الإصابة في الولايات المختلفة بنسب كبيرة أيضاً، حيث تلت الجزيرة ولاية الخرطوم في المركز الثاني، ثم ولاية سنار فالقضارف.. إلى آخر القائمة.
في أوقات سابقة كانت التقارير تشير إلى تزايد حالات الإصابة بالمرض في الولاية الشمالية، وأنها الأكثر تضرراً، وقد ذهب البعض إلى أن السبب هو وجود نفايات سامة تم دفنها في الولاية الأمر الذي أوجد حالات إصابة بنسبة كبيرة.. هذه المزاعم لم تثبتها معلومات رسمية أو إحصاءات، الآن الشمالية لا تشارك في الولايات ذات النسبة الأعلى من حيث عدد حالات الإصابة، بما يعني عدم صحة التكهنات.
إذن هناك أسباب غير معروفة تعمل على تفشي هذا المرض اللعين وتجعله يتمدد بصورة مخيفة، يستوجب على السلطات الصحية في البلد البحث عنها والتقصي بصورة عميقة، سيما وأن كلفة العلاج كما أشرت عالية جداً، بجانب أن المرض يقود في أحيان كثيرة إلى إزهاق أرواح المصابين خاصة الذين لم يكتشفوا المرض مبكراً.
لا أعرف كم تنفق الحكومة من ميزانيات لقاء معالجة هذا المرض، لكنها بالتأكيد أموال ضخمة. ومؤشرات الموت والإصابة بالمرض تنبئ بأن هناك زحفاً للمرض دون أن تكون هناك أسباب حقيقية.. مطلوب من الحكومة أن تحوّل ذات نسبة الصرف الذي تنفقه في العلاج إلى ميزانية للتقصي عن المرض وتتبع آثاره لمعرفة أسبابه.. وفي كل الأحوال فإن القاعدة الطبية السليمة تقول إن الوقاية خير من العلاج.. الحكومة بالتأكيد لا تستطيع وحدها القيام بهذا الدور الكبير، بل تحتاج إلى دور موازٍ من منظمات المجتمع المدني والمنظمات العالمية المهتمة بالمرض، لكن تبقى مهمة أخذ زمام المبادرة هي مسؤولية الحكومة عبر أجهزتها المختلفة في وزارة الصحة والمالية والوزارات ذات الصلة والبرلمان.
أتمنى أن يكون هذا العام الجديد هو فتح جيد للنظر في مشكلة تزايد حالات الإصابة بالسرطان، وأملي أن يجد الباحثون والعلماء علاجاً ناجعاً للمرض الذي يأتي بتبعات نفسية على المجتمع بسبب تعقيداته وآثاره على الصحة العامة.. والله المستعان.