العام الجديد
العام 2015؛ عام حزين لأشخاص وسعيد لآخرين؛ محبط لشخص وحامل بشارة لآخر؛ حاضر بالسعادة لك وقد يكون شؤماً على جارك؛ ولكن المهم أنه قد مضى ودخل غرفة التأريخ والذكريات؛ فلم يعد سوى عام ماضٍ.
بالنسبة لي – ولا أعرف التطير- فإنه عام لم يك سيئاً ولم يك جيداً؛ شيئاً وسطاً؛ نجحت وفشلت؛ وفرحت ثم انتكست؛ ربحت وخسرت؛ ذقت تمام العافية ثم ابتليت في نفسي؛ لي أيام سعد وساعات وبكيت وغمرتني الأحزان غير مرة. لكن أقول إن العام المنصرف هذا اكتسبت فيه خبرة تقييم الأشياء والناس؛ تعلمت أن الأنانية رغم أنها بشعة لكن تجوز فقط في مقام الاستخدام في معاني ألا تثق إلا في نفسك؛ في هذه كن أنانياً؛ أنت وثقت في غيرك فغدروك وباعوك بثمن بخس.
تعلمت من العام الماضي المنصرف أن صنعة العلاقات العامة والإكثار من مرق المداهنة مهم ولازم؛ هذه (عدة شغل) لازمة ومهمة؛ واعذروني سادتي إن ملت للخاص لكنه جرد سنوي أظن أن فصوله تتشابه عند كثيرين وكثيرات. وأقول إن العام الجديد إن كتب الله فيه أعماراً تستوفيه، سيكون سانحة للتصحيح والمراجعة وقياس أوزان البعض من البشر بالمقياس الصحيح والمناسب، فيوضع الشريف في مقام الشريف والوضيع حيث يستحق ويجلس أو يمر ويسير في أضيق الطريق.
في العام لفت نظري ظاهرة انتشار بائعة الأعلام – علم السودان – في أكثر من طريق وشارع ومنعطف يقف الباعة يلوحون بالأعلام ويتوقف المواطنون يشترون حسب أحجام مختلفة؛ ظاهرة جميلة؛ سبق بها العوام بعض مؤسسات الحكومة التي تركت الأعلام تبلى وتتمزق ويعلوها الغبار ولم تنتبه للتغيير والحرص عليها، إلا بعد أن أتت المناسبة فسارعت غالب الوحدات والمؤسسات لممارسة نفاق التظاهر بالوطنية! وستنتهي مناسبة الاستقلال وتنسى تلك الأعلام التي بعضها يرفع خطأ ومقلوب! وستنسى للعام المقبل لتخفق ممزقة (مشرطة)، رغم أن ميزانية استبدالها أقل قيمة من المرصود لعطور و(لوشن) بعض المديرين العامين في حماماتهم!
كل عام والسودانيون بخير والسودان فوق الجميع وأمامهم، ومرحباً بالعام 2016 والذي نسأل الله فيه حسن العمل والبيان وأن نرى جديداً مفيداً.