مقتل رجل المباحث "ود الصول" بـ(19) طعنة ونحر والدته داخل منزلهما بالثورة
تفاصيل أفظع جريمة هزت الخرطوم
(المجهر) ترصد تفاصيل الحادثة ميدانياً والشرطة تتوعد بالقبض على الجناة
تقرير – منى ميرغني / الشفاء أبو القاسم
لم يمض شهران من حادثة مقتل رجل المباحث الشهير (بوب) في منزله بالدروشاب حتى أفاقت مدينة الثورة نهار أمس على جريمة قتل أبشع من سابقتها، جددت الأحزان بفقد أميز رجال مباحث شرطة ولاية الخرطوم – وحدة مكافحة سرقة السيارات في فك طلاسم أغمض الجرائم.
محلية أم درمان عاشت نهار أمس أجواءً مشبعة بالحزن باكتشاف تصفية المساعد شرطة “علي حسن حسين” الشهير بـ(ود الصول) بـ(19) طعنة بمنزله وإلى جواره والدته وقد نحرت من الوريد إلى الوريد، وذلك بضاحية الثورة الحارة (18) جامسكا شمال أم درمان.. أجواء الشتاء الباردة التي أجبرت أسر ذلك الحي على البقاء داخل مساكنهم كانت سبباً في عدم كشف الجريمة البشعة، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة من صباح أمس وقد بدأ الدفء يسري، فدبت الحركة في المكان، حضر اثنان من أقارب القتيل لزيارتهم ولحظة وصولهما وجدا الباب موارباً وفي أثناء طرقهما انفتح الباب تلقائياً، فدلفا إلى الداخل لتصدمهما شلالات الدماء تملأ الأرض، فأصيبا بالذعر واستنجدا بالجيران الذين بدورهم سارعوا إلى إبلاغ الشرطة، فأوفدت تيماً من الأدلة الجنائية إلى مسرح الحادث وضربوا طوقاً أمنياً حول المكان، وقام رجال الأدلة الجنائية برفع البصمات، فيما أحيلت الجثتان إلى المشرحة.
وقد توافد رجالات المباحث، وعلى رأسهم مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق “محمد أحمد علي”، ومدير مباحث ولاية الخرطوم اللواء “عبد العزيز حسين عوض”، ومدير جنايات الولاية وزملاء الفقيد إلى مشرحة أم درمان وانتشروا في أرجائها.
{ من داخل المشرحة
وفي داخل المشرحة بمستشفى أم درمان التعليمي كان الحزن مخيماً على الجميع وقد انتشرت عربات الشرطة في المكان وكل يعزي الآخر، وهم ينتحبون على الفقد الجلل، وأمام باب غرفة التشريح وقفت سيارتا إسعاف لنقل الجثمانين، وكان حفار القبور المشهور “درمة” حاضراً، حيث قام بتكفين الجثمانين عقب تشريحهما ومن ثم تم حملها على العربتين تتقدمهما “سارينة” الشرطة في موكب مهيب على رأسه قيادات الشرطة وكانت الوجهة منزل الفقيد ومنه إلى مقابر (أحمد شرفي) حيث وري الجثمانين الثرى.
{ لحظات وصول الجثمانين
كانت حشود النساء من الأهل والجيران قد ملأت الميدان الذي يطل عليه منزل الفقيد من الناحية الشمالية، حيث ارتفعت أصوات النحيب وكل يعزي بعضه، فتم نقل الجثمانين إلى مرقدهما الأخير.
شهود عيان شرحوا لـ(المجهر) كيفية حضور الشرطة التي ضربت طوقاً أمنياً حول المنزل وإحضار الكلاب البوليسية، وأشاروا إلى أن الحادث كان غامضاً، وأن والدة شهيد الواجب (ود الصول) كانت قد حضرت من الولاية الشمالية لتقديم واجب العزاء في أحد أفراد الأسرة لتلقى حتفها طعناً بالسكين، فيما أشارت إلى أن ابنها وزوجته كانا موجودين بالولاية الشمالية.
{ تفاصيل من الحادثة
وحسب مصادر مقربة فإن (ود الصول) كان قد تم العثور عليه موثقاً بالحبال ومطعوناً بنحو (19) طعنة في أجزاء متفرقة من جسده فيما عثر على والدته منحورة ومطعونة، بيد أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل ودوافع الحادث، وأشار مقربون إلى أن المجني عليه ذو كاريزما وشخصية قوية ويفك أصعب طلاسم البلاغات، وأنه من أكفأ رجال الذين تعتمد عليهم الشرطة وهو نظيف ونزيه اليد واللسان.
{ شهادات قيادية الشرطة
مدير دائرة الجنايات بولاية الخرطوم اللواء “إبراهيم عثمان عبد الرحيم” قال إن (ود الصول) من أميز رجال الشرطة وقد عمل بالشرطة لنحو (30) عاماً ساهم بجهود مقدرة، وإنه فقد جلل، والشرطة تقدم الغالي والنفيس في سبيل راحة المواطنين وأمنهم، وأضاف إن والدة (ود الصول) هي روح بريئة أزهقت دون أي ذنب جنته، وقال إن الشرطة تواصل تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة.
{ في المقابر
مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق “محمد أحمد علي” عقب مواراتهم الجثمانين شهيدين توعد بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة في أقرب وقت ممكن، وجزم بأن الشرطة ستستنفر أفرادها كافة للتوصل إلى الجناة. وفي السياق أقسم مدير دائرة مباحث ولاية الخرطوم اللواء “عبد العزيز حسين عوض” إن أجفانهم لن ترى النوم إلا بعد القبض على قاتلي رجل المباحث (ود الصول) ووالدته وتقديمهم للعدالة، وقال إنه لا يوجد بعد وفاة (ود الصول) جرائم غامضة وإن الشرطة ستبذل كل جهودها لكشف هوية الجناة، وأضاف إن الراحل عرف بالنزاهة وعفة اليد، وجميع الحوافز التي كانت تعطى له نظير إنجازاته كان يستحي أن يأخذها عادّاً ذلك واجبه الشرطي، وأضاف إن القتيل وقبل عملية اغتياله كان قد شارك ضمن قوة في عملية (ساري الليل).
{ بيان الشرطة
من جهتها أعلنت شرطة ولاية الخرطوم في بيان رسمي جاء نصه: (استشهد، أمس، المساعد شرطة علي حسن حسين الشهير بـ”ود الصول” برفقة والدته على أيدي جناة مجهولين بمدينة الثورة بأم درمان. وأفاد “المكتب الصحفي للشرطة” أن الشهيد ود الصول عُرف بين زملائه بالأخلاق الفاضلة وكان من أميز ضباط الصف بمباحث شرطة ولاية الخرطوم، كما برع الشهيد في فك العديد من طلاسم البلاغات والجرائم الغامضة خاصة بلاغات المتابعة والسرقات النهارية والليلية وسرقة العربات وكان مهاباً من كل معتادي الإجرام بالولاية. هذا وقد كونت شرطة ولاية الخرطوم أتياماً للبحث والتقصي للوصول إلى الجناة في أقصر وقت تحت إشراف النيابة).
{ آخر إنجازات الراحل في دفاتر الشرطة
كان آخر إنجاز للراحل مشاركته في عملية سمتها الشرطة بـ(عملية ساري الليل) التي تمكنت من خلالها مباحث شرطة ولاية الخرطوم من القبض على عصابة متابعة سرقت مبلغ (470) ألف جنيه بالسوق الشعبي أم درمان، التي أفادت متابعات (المكتب الصحفي للشرطة) عنها بأن أحد المواطنين صرف مبلغ (470) ألف جنيه من أحد البنوك وتمت متابعته من قبل عدد من المتهمين كانوا يستقلون عربة، وعند توقفه لشراء بعض الحاجيات تمكن المتهمون من الاستيلاء على المبلغ المذكور عن طريق تهشيم زجاج العربة، وفور تلقي البلاغ قامت مباحث شرطة ولاية الخرطوم بمتابعته وتمكنت من إلقاء القبض على أحد المتهمين، وباستجوابه أقر بالسرقة وأرشد عن شريكين آخرين هربا بالمبلغ، وتمكنت شرطة المباحث من القبض عليهما بولاية نهر النيل وبحوزتهما المبلغ موضوع البلاغ. هذا وقد وقف الفريق شرطة “محمد أحمد علي” مدير شرطة ولاية الخرطوم على هذا الإنجاز مشيداً بالتيم العامل الذي تمكن من استرداد المبلغ في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الخمس ساعات.
{ سلسلة اغتيالات
سلسلة الاغتيالات والاعتداءات التي نفذت في حق رجال المباحث بدأت برجل المساعد الشهير (بوب) الذي اغتيل قبل نحو شهرين، تلاها الاعتداء على أسرة “عبد العظيم أحمد أبو العلا” من المباحث المركزية نهاراً بالعصي والسيخ، انتهاء بمقتل (ود الصول).
وثمة أسئلة تطرح نفسها: هل هنالك مخططات تستهدف رجال الشرطة؟ أم أن الأمر مصادفة؟؟