عز الكلام
آه يا بلد مقلوبة!!
أم وضاح
قلت أكثر من مرة وسأظل أقول، إن بلدنا دي ماشة بالمقلوب ، وكلٌ ينظر إلى (قلبتها) من وجهة نظره الخاصة.. صديقة كتبت في صفحتها على “فيسبوك”: (آه يا بلد مقلوبة المزة فيك عانس، والشينة مخطوبة)، وواضح مما قالته أنها مكوية بنار اللا منطق، إذ كيف وهي الجميلة الحسناء، ما زالت في انتظار العريس، وعينها على من هن أقل منها جمالاً، يلبسن الفستان الأبيض!! وحال البلد المقلوب، خلوني ألخصه في عدة شواهد ومشاهد.. قبل أيام كنا حضوراً في ملتقى نسوي له علاقة بتفاصيل نسائية، اجتمع فيه وعنده عدد كبير من السيدات من المهتمات بالجمال والأناقة، لكن لفت نظري أنه أثناء تقديم فقرات البرنامج، قُدمت إحداهن للحديث على المنصة بصفتها سيدة أعمال وإعلامية، ولأن سيدة أعمال ورجل أعمال دي أصبحت عند الكثيرين أسهل مهنة تطلع بيها بطاقة أو جواز، رغم أنه الواحدة أو الواحد، لا عارفين ليه أعمال ولا مقر ، ولا أي حراك اقتصادي يضعه في هذه الخانة، ولحدي هنا ما كان عندي بيها شغلة، إن شاء الله تقول هي سيدة سيدات أعمال العالم، لكن لحدي إعلامية دي جاتني في حتتي، وكان لابد لي أن أتوقف وأتساءل إعلامية وين؟ وفي شنو؟ وقدمت شنو من خلال الإعلام مكتوباً أو مسموعاً أو مقروءاً ؟ اللهم إلا إن كانت من تُستضاف في إفادة داخل مهرجان العطور تعدّ إعلامية ، تقدم في المحافل وتعتلي منصات الحديث بهذه الصفة.. وبالمناسبة الأيام دي حكاية إعلامي وإعلامية ، أصبحت مالية البلد وبعضهم وبعضهن ،جايبين الكلام لأصحاب المهنة الحقيقيين، من الشرفاء والشريفات! ملاحظة ثانية ،من حال البلد المقلوبة ، ربما لاحظها كثيرون مثلي وهم بعض الذين يفرضون أنفسهم في مناسبات واحتفالات ،ويتقدمون الصفوف ويقشرون بالجلاليب البيضاء والعمم المفللة، وتلقى الواحد مركب ماكينة، وعايز يقعد في الصف الأمامي حتى في مناسبات الدولة الرسمية . وتسأل منو يقول ليك رجل أعمال وقيادي في المؤتمر الوطني، وكأن الصفة الأولى أو الثانية أصبحت مهنة ووظيفة تميزه عن الآخرين، وتمنحه (برستيجاً) خاصاً، ووصفاً بروتوكولياً رفيعاً، وهو مجرد بني آدم عادي، زيه وزي باقي خلق الله، لكنه (مفتح) وعارف إنه البلد دي ساهل تبقى فيها (قرن) و(هوا)، بس كيف تتقن لعب الدور!! ملاحظة ثالثة أخشى أن تقصم ظهر المجتمع ،وتفقده الثقة في آخر حصونها، التي كنا نظنها حتى وقت قريب منيعة وعالية ولا يجرؤ شخص على المساس بها، وأقصد بعضاً ممن يقدمون أنفسهم بأنهم رجال دين، وأصحاب طرق ،ولهم أتباع ومريدون، وتحوم حولهم الشبهات والأقاويل وتلفهم الضبابية ،ونسمع بفلان قبضوه لأنه يمارس سلوكاً منافياً للأخلاق، أو آخر اعتقل لأنه محتال ، وابن ستين نصاب.. تخيلوا ده حال بلد اهتزت ثقة مواطنها في حكومته ومعارضته، وبعض من شرائح كان يضعها في خانة العلو والمهابة والقدسية.. يا أخوانا نمشي ؟وين تطير عيشتنا!!
{ كلمة عزيزة
جاء في الأخبار أن رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” التقط صورة لنفسه من داخل مكتبه ، وظهرت خلفه ماكينة لصناعة القهوة ثمنها (150) باوند، وعندها انهالت عليه الرسائل للسؤال حول إن كان قد اشترى هذه الماكينة على حساب الخزينة العامة.. وبعد ساعة واحدة ظهر على صفحته نفي للموضوع ، وتوضيح بأن “كاميرون” اشترى الماكينة من راتبه وأرفق مع التوضيح اسم المحل الذي اشتراها منه.. هذا يحدث في بريطانيا البلد غير المسلم ،ولا علاقة له (بقلب الشهادة) إلا من رحم ربي، ونحن في بلد (هي لله)، تضيع معالم قضية فساد هيئة الحج والعمرة، بكل ما فيها من عورات وسوءات، ليظهر “المطيع” في الجزيرة ويقول لحجاجها (أعفو لي)! “أعفولي” ده اسم فيلم..!؟
الغريبة أن الرجل وعد بأن يكون الحج القادم أفضل! يعني يا شيخنا إنت ضامن قاعد.؟. ألم أقل لكم بلد كل حاجة فيها بالمقلوب!!
{ كلمة أعز
أمس صباحاً كادت أن تصيبني بالضغط مذيعة النيل الأزرق في الـ(إف.أم) الصباحي ،وهي تكرر الأخطاء اللغوية والنحوية في قراءة الصحف، وحولت المستطيل الأخضر للمستطيلة الأخضر، لكن أطرف ما قالته ، وهي تحول (انفراج) في الغاز (بانفجار) في الغاز.. يا بتنا : الانفجار والله في محلك القاعدة فيه ده!!