عز الكلام
غريب والغربة أقسى نضال!!
أم وضاح
أنا ما عارفة ليه دائماً بتزعجنا الكلمات التي نمارس فيها جلداً للذات حتى لو كان من نوع الجلد البجيب الدم، وغالباً ما نستمتع ونتفلسف ونحن نوجه النقد أو اللوم والعتاب للآخر، لكن بمجرد ما يهبشنا رأس السوط ونجلس في المقعد الذي يفترض أن نوجه فيه النقد لأنفسنا نبدأ في تنميق الألفاظ وتجميل الكلمات ونتخاذل ونتجابن لنلون الواقع والحقائق.. أقول هذا الحديث على خلفية القضية التي أبداها بعض الأخوة الأطباء كرد فعل لحديث الأخ السفير “حاج ماجد سوار” الأمين العام لجهاز شؤون العاملين بالخارج، حيث قال إن بعض الجهات الخارجية رفضت الاستمرار في إعارة واستيعاب بعض الأطباء السودانيين بسبب المظهر، والرجل بالتأكيد لم يقل هذا الحديث وهو في هذا الموقع المسؤول إلا بناءً على دلائل دامغة ومستندات حقيقية بالتأكيد سيبرزها في الوقت المناسب دفاعاً عن حديثه، لكن كدي خلونا مما قاله الأخ “حاج ماجد سوار” ودعونا نسأل أنفسنا السؤال الصعب: هل ما قاله فعلاً حقيقة أم أنه تجنى على الشخصية السودانية التي للأسف، لا أعمم، لكن بعضها يرسم مشهداً غير جميل لها في الموانئ والمدن والمرافئ قولاً وفعلاً ومظهراً، وغالباً الخير يخص والشر يعم! لكنني أنتهز الفرصة لأقول إن “حاج ماجد سوار” ومنذ أن تقلد هذا المنصب يقود حراكاً حقيقياً لمصلحة شريحة المغتربين، وقد اجتاز التحدي الأول والأكبر بالإشراف على العملية رقم (صفر) بإجلاء السودانيين من اليمن في أحداث مفاجئة وعاصفة، لكن الأهم من ذلك كانت عملية إدماجهم في المجتمع من جديد باستيعاب أبنائهم الطلاب في الجامعات السودانية وهو المحك الحقيقي لترتيب أوضاعهم بالداخل، لكن اللافت للنظر هو العمل الكبير الذي يقوم به الصندوق الوطني لرعاية السودانيين بالخارج الذي كان أحد الوعود الانتخابية في برنامج السيد الرئيس الانتخابي، وهو الذي يحظي برعاية شخصية من السيد الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول للرئيس، والصندوق الذي كاد أن يكمل عامه الأول يمثل الذراع اليمنى واليد الطولى لجهاز شؤون العاملين بالخارج بحثاً عن توفير وإعداد وسائل الاستقرار للعائدين إلى الوطن ودمج أسرهم في المجتمع لا سيما أنه أيضاً يوفر الاستشارات الاجتماعية والحماية التربوية والاجتماعية لأبناء الأسر المهاجرة خارج أرض الوطن. ولعل هذا الصندوق بأهدافه الكبيرة التي من ضمنها عمل الدراسات والإحصاءات حول الأوضاع المعيشية للمهاجرين بالخارج والعائدين منهم، لعله لو تنزلت كل هذه الأهداف إلى أرض الواقع، لما وجد المغترب أية عثرات في سبيل أن يجعل ثمار غربته حصاداً وفيراً وهو الهدف الذي من أجله تغرب ومارس أقسى أنواع النضال، كما يقول الفنان الكبير “عبد الكريم الكابلي” (غريب والغربة أقسى نضال.. غريب والغربة سترة حال)، وسترة الحال التي يرجوها من اغتربوا وبذلوا سنوات العمر بعيداً عن أرض الوطن هي عندهم بيت ومشروع صغير يؤمنون به قوت العيال، لذلك أشد على أيدي الأخوة في الصندوق الوطني الذين وقعوا اتفاقاً مع إحدى الشركات الوطنية الكبيرة المهتمة بالإسكان لتمليك أراضٍ للمغتربين بأسعار مريحة ومقسطة، ويتيحون لهم أيضاً الاختيار بين عدة عروض للبناء منخفض التكلفة وبنظام التقسيط أيضاً، ليبدأ بذلك جهاز شؤون العاملين بالخارج عملاً حقيقياً وتاريخياً ينصب إيجاباً لمصلحة وخدمة المغترب الذي سافر أصلاً ليوفر لأهله ولأسرته كل معطيات الاستقرار والأمان.
{ كلمة عزيزة
توعكت ابنتي أمس الأول واصطحبتها إلى عيادة الدكتور المعروف والمشهور ببحري، ولما لم نجده لأننا حضرنا باكراً قلت لها خلينا نفحص الملاريا لأنها مصابة بأعراض مشابهة لها، وعند دخولنا مركز التحاليل، قالت لي الاختصاصية: عايني يا أستاذة عايزين تفحصوا الملاريا كيف؟.. ولأن السؤال كان غريباً قلت ليها: كيف، كيف يعني؟ فقالت: يعني بالطريقة السريعة والأكيدة والغالية ولّا البطيئة والمجهجهة والرخيصة؟! وطبعاً تدلى فكي بلاهة من هول المفاجأة وقلت ليها: كدي فسري لي.. فقالت لي: عندنا جهاز مختص بفحص الملاريا ذاتياً وآلياً وده سريع وغالي أو بالطريقة التقليدية وده بطيء وعن طريق شوف العين وممكن العين تشوف وإمكن ما تشوف!! وعيني يا عيني أنا عيني، سمحة المقدرة!! تخيلوا أن بعض المؤسسات الطبية أصبحت تضع أمامك خيار أن تكتشف حقيقة مرضك أو لا تكتشفه، وكله على حسب قروشك.. ولك الله يا بلد.
{ كلمة أعز
يا جماعة الخير عجلوا بمطار الخرطوم الدولي الجديد واجعلوه المشروع القومي الأول، لأن المطار الحالي لا يشرف سوداني و(شارط عينا عديل).