مسألة مستعجلة
عندما تتحول الكرة لبزنس!!
نجل الدين ادم
تابعت الأنباء المتواترة عن مصير كابتن “هيثم مصطفى”، ما إذا كان سيتوجه للتسجيل في إحدى أندية الممتاز بعد فترة انتماء غير موفقة للفرقة الحمراء، أو أنه سيقرر إنهاء عمره الرياضي قبل أن يصبح في عداد الميئوس من عطائهم، وإذا بتلك التكهنات يحسم الكابتن “هيثم” مصيره ويعتزل الكرة ويوافق على أن يكون مساعداً للمدير الفني لفريق الهلال الذي غادره إلى غريمه فريق المريخ ثم أهلي شندي، وخيراً فعل.
استفزتني الإفادات غير الواقعية للنجم “هيثم” في حوار له أمس بصحيفة (السوداني) وهو يقول (الهلال بيتي وجماهيره ناسي وما حدث أمنية انتظرتها طويلاً)، والهلال هو النادي الذي نشأت وترعرعت فيه. وكلام كثير يعكس تضارب المواقف للنجم “هيثم”. فقد نسي يوم أن اعتصمت جماهير الهلال في النادي تطالبه بأن لا يسجل للند التقليدي لهم فريق المريخ، البرنس لم تثنه رجاءات شعب الهلال ولا موقفهم فوقع في كشوفات فريق المريخ وقبض الثمن ولكن المريخ لم يقبض ثمن ما دفعه وهكذا حدثنا الميدان، فكانت خسارة المريخ أكثر من مكسبه وكذا هو فقد، فقد بريقه وتوارى. حدث كل ذلك ويأتي سيادة “هيثم” ليحدث جماهير الأزرق عن الولاء والعودة لبيت الطاعة والعشق الأبدي، بعد أن جرع تلك الجماهير المتلهفة كاس الحنظل وهو يوقع في كشوفات فريق المريخ.
هذه المواقف لا تنبي بنجاح للرجل في مهمته الجديدة وهو يحدث الناس بما ليس في القلب ولكن يحدثهم بلغة المصالح، كما فشل في فريق المريخ العريق فإن مصيره حتماً سيكون ذات المصير بل فشل مبكر، ليس عيباً أن يتحول الشخص من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين والعكس في عالم الكورة ولكن العيب في أن تتحول الكرة إلى مصالح وبزنس، شأنها شأن السلع في السوق ما هكذا تكون قيم الرياضة والرياضة بما تحمله من روح بريئة من هذا.
في الماضي كان لاعبو الكرة يموتون على دين أنديتهم ولا تكون الإغراءات سبيلاً للمراودة على الالتحاق بأي نادي غريم، أما اليوم، فالمال بات السبيل لذلك ومعها تزيف للمواقف والولاء.
على أية حال أتمنى أن تسامح الجماهير الزرقاء الرجل حتى لا تقع الخسارة الثالثة، ويكتب الفشل نهاية لتاريخه الرياضي.