رأي

بكل الوضوح

حوار مع دمعة
عامر باشاب
 
بكيت يوماً من كثرة ذنوبي، وقلة حسناتي فانحدرت دمعة من عيني
 وقالت: ما بك يا عبد الله؟
 قلت: وما الذي أخرجك؟
قالت: حرارة قلبك.
 قلت: حرارة قلبي وما الذي أشعل قلبي ناراً.
 
قالت: الذنوب والمعاصي.
قلت: وهل يؤثر.
الذنب في حرارة القلب؟
قالت: نعم… ألم تقرأ دعاء النبي “صلى الله عليه وسلم” دائماً اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. 
فكلما
أذنب العبد اشتعل القلب ناراً ولا يطفئ النار إلا الماء والثلج.
 قلت: صدقت… فإني أشعر بالقلق والضيق وأظنها من حرقة القلب بكثرة المعاصي.
   قالت:  نعم… فإن للمعصية شؤماً على صاحبها فتب إلى الله يا عبد الله. 
قلت: أريد أن أسألك سؤالاً.
قالت: تفضل.
قلت: إنني أجد قسوة في قلبي فكيف خرجت منه؟
قالت: إنه داعي الفطرة يا عبد الله، وإن الناس اليوم تحجرت قلوبهم فلم تكد
 ترى قلباً نقياً دائم الاتصال بالله إلا في ما ندر.
قلت: وما السبب يا دمعتي؟
قالت: حب الدنيا والتعلق بها، فالناس كلهم منكبون عليها إلا من رحم ربي، ومثل الدنيا كالحية تعجبك نعومتها وتقتلك بسمها والناس يتمتعون بنعومتها ولا ينظرون إلى السم القاتل فيها.  
قلت: وماذا تقصدين بالسم؟
قالت: الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب سموم القلوب فلابد من إخراجها وإلا مات القلب.
قلت: وكيف نطهر قلوبنا من السموم؟
قالت: قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)  
  { وضوح أخير:
{ الحوار أعلاه وجدته في موقع الركن الإسلامي ومصدره مجلة (الدعوة)، وهو بالحق حوار عجيب يحتاجه كل منا نحن المسلمين في هذا الزمن الصعب الذي انشغل فيه الناس بالحياة الدنيا ونسوا
(الآخرة والأبقى).
{ كل من قرأ هذا الحوار ولم تنزل منه دمعة لابد أن يراجع قلبه ويحاول أن يزيل ما به من شوائب، والقلوب المتحجرة دائماً ما تسد منافذ الدموع. وتلاوة القرآن تجلي القلوب وتفتح مساماتها فتنهمر الدموع. 
{  نسأل الله أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا  لأن الانشغال بها يبعدنا عن حقيقة الحياة وسبب وجودنا فيها، وهي العبادة الحقة لله الواحد القهار ونسأل الله أن يجعلنا من الذين تتعلق قلوبهم بالآخرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية