مسألة مستعجلة
اجتماعات السد .. تفاؤل رغم الفشل
نجل الدين ادم
يومان من الاجتماعات المكثفة في الخرطوم بين وزراء الخارجية والري في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، بشأن خلافات سد النهضة انتهت دون التوصل إلى أي نتائج بالخصوص.
فشل الاجتماع السداسي مؤشر غير جيد ولكنه ليس بمزعج سيما وأنه ليس الاجتماع الأول ولا الثاني من نوعه، يأتي اجتماع الخرطوم الذي انفض أمس كفرصة أخيرة لتدارك الخلافات بين الأطراف الثلاثة في مياه النيل، لكن يبدو من واقع الحال أن الشقة كبيرة بين الأطراف الثلاثة حيث لم يتوصلوا إلى أي اتفاق جزئي يمكن أن يبنى عليه.
من ميزات اجتماع الخرطوم هذا أن وزراء الخارجية انضموا إلى الاجتماع الفني لوزراء الري بوصفهم الممسكين بالملف، حيث قدر في مشاركة وزراء الخارجية لتعزيز المواقف حتى تكون هناك مسحة دبلوماسية لإزالة أي تعثر يطرأ خلال اجتماع الخرطوم، ولكنها الدبلوماسية نفسها تفشل في المهمة وتقرر الأطراف أن تعيد الكرة مرة أخرى في اجتماع آخر بالخرطوم في السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وفي هذه المرة ومن خلال التصريحات يبدو أن موقف الحكومة تغير شيئاً ما، حيث أن مصر كانت تعتبر أن السودان أقرب في موقفه إلى دولة إثيوبيا بينما تنفي الحكومة ذلك، لدرجة أن وجهة النظر هذه جعلت من السودان وسيطاً في تقريب الشقة رغم أنه شريك أصيل.
وزير الخارجية بروفيسور”غندور” قال للصحافيين أمس بعد رفع الاجتماع المتعثر وهو يرد على سؤال حول ما إذا كان السودان سيقوم بدور الوسيط بقوله: (لسنا وسطاء أو محايدين أو منحازين). وأضاف (نحن أصحاب حق مثلنا مثل مصر وإثيوبيا نحاول في إطار مصالحنا الوطنية أن نقرب وجهات النظر بين الجانبين). الوزير ذكر أنه توجد بعض الأشياء قال إنها تحتاج لمزيد من التوضيح من قبل الأطراف، يعني السودان كطرف يريد هو الآخر أن يطمئن من عدم وجود تأثيرات سالبة جراء قيام سد النهضة والحصول على بعض الضمانات، وبالتأكيد هذا موقف جيد ويعبر عن روح تفاوض جديدة ولا تنبني على الأهواء واستعجال الحكم.
هذا الاجتماع برغم عثراته وسخط المصريين من خلال ما ظهر من مواقف متباينة خلال الاجتماع الذي استمر إلى يومين، يبدو أنه سيكون نقطة انطلاقة جيدة لتوصل الأطراف إلى اتفاق مرضي لهم جميعاً يزيل كل المخاوف.
أنا متفائل بأن الرسالة في هذه الجولة كانت بالغة وطرفي التفاوض السودان ومصر يعبران عن مخاوف، يريدان أن يعبرا بها إلى بر الأمان. فحسناً فعل السودان هذه المرة وهو يطلب ضمانات للعبور.