حوارات

المشير " البشير : "الصادق المهدي" زعيم ومثقف لا يمكن من تجاوزه

نحن نرى للأسف مؤامرة لتقسيم العالم العربي.. لكننا لم نقم بالدور اللازم لإحباطها
لدينا من المشاكل ما يكفينا.. ولا نقبل أن يُقسّم المسلمون في السودان بين شيعة وسنّة
الأصابع الصهيونية والموساد ليست بعيدة عن تنظيم “داعش”
سد النهضة لتوليد الكهرباء.. وليست هنالك مياه ستُستخدم حتى تؤثر على حصة السودان ومصر

أجرت قناة (سكاي نيوز) حواراً أمس الأول مع رئيس الجمهورية، المشير “عمر حسن البشير”، تحدث فيه، عن مواقف السودان تجاه العديد من القضايا الراهنة، المحلية والإقليمية والدولية، وعن علاقاته بمحيطه العربي والدولي، حيث تناول بالتوضيح حقيقة موقف السودان من مصر وما يتصل بذلك من تداعيات قضية بناء سد النهضة الإثيوبي، وعلاقة السودان بإيران، في ظل التقارب الجاري والمضطرد في علاقة السودان ببلدان الخليج العربي، ومشاركته في عاصفة الحزم لاسترداد الشرعية في اليمن، وعن موقفه من الوضع الراهن في ليبيا. وتحدث الرئيس عن (داعش)، وما تردد عن التحاق طلاب بها، مشيراً إلى  أنها لا تختلف كثيراً عن القاعدة في علاقتها بالمخططات الغربية والصهيونية، التي أشار إلى أنها تستهدف تمزيق العالم العربي. وامتدح الرئيس زعيم العارضة “الصادق المهدي” مثلما أشاد بذكاء “الترابي”، ونوه بإيجابياته. وأكد اتساع مساحة الحريات في البلاد وفيما يلي نص الحوار:
رصد ـــ محمد جمال قندول
{ أنت اليوم في الإمارات في زيارة جزء كبير منها رسمي وجزء شخصي.. ما طبيعية الزيارة؟
ـــ كما ذكرتِ هي في إطار رسمي، كالعلاقة التي تجمع البلدين.. وكثير من القضايا التي تجمع الوطنين، خاصة اليمن، بالإضافة إلى القضايا التي تدور في العالم العربي، على غرار سوريا واليمن وليبيا.. والجزء الشخصي، يرجع لذكرياتي الخاصة في هذه الدولة، حيث خدمت ثلاث سنوات من 75 وحتى 78 في القوات المسلحة الإماراتية، وشاهدت فيها بداية الدولة التي يعود الفضل فيها، بعد الله تعالى، إلى سمو الشيخ “زايد” الذي جمع الإمارات السبع وخلق منها دولة كبيرة لها مكانة إقليمية وعربية.
{ عندما نرى واقع العالم العربي كما ذكرت.. واليوم تقول لي إن الإمارات كانت مقسمة وصارت دولة واحدة.. ما هي كلمة السر وهل هنالك درس ممكن نستقيه من رؤية تقسيم السودان؟
ـــ نحن نرى للأسف، مؤامرة لتقسيم العالم العربي، وكلنا مطلعون على تفاصليها، ولكننا لم نقم بالدور اللازم لإبطال هذا المخطط الجهنمي، وكلنا كنا نعلم مخطط تقسيم العراق لثلاث دول، وكلنا نعلم تقسيم سوريا إلى كيانات، وكذلك ليبيا، والسر في قيام دولة الإمارات ومفتاح السر الشيخ “زايد”، رحمة الله عليه، بحكمته وبذله. ولم تكن عملية سهلة.. ونحن عشنا بداية الدولة وصبر الشيخ “زايد” وقيادته لإخوانه قادة الاتحاد، والتي أقنعت القيادات بالإمارات المختلفة بجدوى هذه القصة، وكذلك صهر الإمارات كلها كقبائل.
{ لماذا لم تنجح السودان في الحفاظ على وحدتها؟
ــ السودان تم تقسيمه من العام 1930 حينما أصدرت القوى الاستعمارية قانون المناطق المقفولة، وهذا القانون خبيث جداً، حيث قفل جنوب السودان، بأن لا يسمح للمواطن من الشمال بالذهاب إلى الجنوب، وإنشاء منطقة عازلة بعرض (10) كيلومترات بين الشمال والجنوب. وتم حرق كل القرى والمدن في هذا الحزام، ومنعت الأسماء العربية في الجنوب، وكل مواطن كان عليه أن يغير اسمه من عربي. ومنع المواطنون من التحدث باللغة العربية.
{ تحدثت عن بارقة أمل لإنقاذ اليمن.. واليوم القوات السودانية مشاركة في التحالف.. كيف ترى الوضع الميداني.. وما هي طبيعة هذه القوات؟
ـــ الحقيقة، أننا منذ بداية الأزمة في اليمن من أيام الربيع العربي، تربطنا مكونات قوية مع دول الربيع العربي. وكسودانيين، كانت تربطنا علاقات قوية مع اليمن، على أساس هجرات السودانيين، ووجود جالية هناك، ومعظم اليمانيين، الذين تعلموا في السودان. وبالتالي أصبح الانشغال باليمن قوي جداً من الشعب السوداني والمسؤولين، وحينما بدأت قضايا الربيع العربي حاولنا التدخل ما بين حزب “عبد الله صالح”، وحزب الإصلاح، وحاولنا لمّ الطرفين وفشلنا.. لكن في النهاية، المبادرة الخليجية نجحت، وتنحى الرئيس “عبد الله صالح”. لكن عندما بدأت الأزمة الأخيرة بزحف الحوثيين إلى صنعاء واحتلالها، كنا نشعر بالخطر، كونها مجموعة أقلية تحاول فرض هيمنتها على أكثرية باليمن. ونحن نعلم طبيعة هذا البلد وأهلها، وأنها ستخلق حمام دم.. وكنا في تشاور مستمر مع إخواننا في السعودية والإمارات، وحينما اتخذ القرار بـ”عاصفة الحزم”، كنا مسبقاً مقررين أن نشترك في أي عمل يعيد الأوضاع إلى طبيعتها باليمن. ورغم ظروفنا كان لابد من المشاركة، كرغبة من الشعب السوداني.. والآن لدينا قوات مشاركة، وأنا كرجل عسكري أعلم تضاريس الأرض اليمنية والصعوبة في القتال فيها.. ونحن سنكون قوات مساندة للمقاومة والقوات الوطنية.
{ بعد مرور فترة على المبادرة الخليجية بما يتعلق بـ”علي عبد الله صالح” من خروجه من اليمن وعلاجه وعودته ومحاولته استعادة السلطة.. هل ترى أن التعامل مع “علي عبد الله صالح” كان صائباً؟
ـــ “علي عبد الله صالح” حينما قبل بالمبادرة الخليجية، وأن يتنحى،  والتي أعتقد بأنها كانت عادلة، حيث لم يجرد من ماله ولم تضعه في السجون أو وضعته في المحاكم، وخرج بكرامته، وأعتقد أن الحوار حينما وصل معه إلى نهاياته، وبدلاً من الاستفادة من مخرجات الحوار لقيام دولة مدنية مستقرة متفق عليها من جميع مكونات الشعب اليمني، في هذا التوقيت ظهر تحالفه مع الحوثيين، الذين حاربهم  من قبل. وواضح بأن “علي عبد الله صالح” يكن الحقد، للطريقة التي خرج بها، ويريد الانتقام من بعض خصومه السياسيين، والضحية كانت اليمن والشعب اليمني.
{ الحل السياسي.. هل ترى أن نجاحه كبير؟
ـــ الحل السياسي، احتمالات نجاحه ضعيفة، لإصرار “علي عبد الله صالح” وحلفائه الحوثيين على القتال والتدمير.. أنا لا أقول مستحيل، لكن مع إصرارهم يبقى احتمال الحل ضعيفاً.
{ وما الذي يستطيع كسر هذا الإصرار؟
ـــ أنا أقول إن هزيمة عسكرية تلحق بهم، وأن يصلوا إلى قناعة بأن بهذا الطريق لن يحققوا به أهدافهم، وأن يجلسوا ويقبلوا بالحل السلمي بتسليم الأسلحة للقوات المسلحة اليمنية، وعودة الشرعية.
{ هل يمكن أن نرى مثل هذا التحالف أو التجمع العسكري داخل سوريا؟
ــــ  لا.. لن نراه الآن.
{ فخامة الرئيس.. تحدثنا عن الحل السياسي وأريد أن أسألك هل هنالك وساطة بشكل مباشر تقوم بها السودان؟
ـــ لا.. أنا أقول إنه لا توجد أية وساطة، لأننا أصبحنا جزءاً من القوات، لكن قطعاً إذا كانت هنالك بادرة أمل مع قبول طرف بإمكاننا أن نقلب في دفاتر علاقتنا مع الأشقاء اليمنيين، خاصة “علي عبد الله صالح”، وإلى أن يظهر أن هنالك بادرة أمل، نحن على موقفنا.
{ ماذا عن الحوثيين.. ربما ليس لديكم تواصل مباشر معهم.. لكن المعروف أن إيران تدعم الحوثيين.. وكان لديكم علاقات مع إيران.. أين هي اليوم؟
ـــ العلاقات مع إيران كانت طبيعية ودبلوماسية سياسية، على مستوى التعاون في المؤسسات الإقليمية والدولية. وهذه العلاقة بدأ فيها نوع من التوتر، حينما بدأنا في اكتشاف أن هنالك عملية نشر مذهب شيعي بالسودان. ونحن لدينا من المشاكل ما يكفينا، ولا نقبل أن يُقسّم المسلمون في السودان بين شيعة وسنّة، وابتدأنا نحجم هذا النشاط..  وكان ردة الفعل أن تجعل العلاقات تتراجع، لكن ليس لدينا معها تبادل تجاري كبير., ونحن تجارتنا الأصلية مع الدول العربية ودول شرق آسيا.
{ لديّ رقم (150) مليون دولار العام الماضي؟
ـــ (150) مليون دولار في علاقات دولية.
{ كيف تري وضع العالم العربي.. علاقات السودان مع مصر لها حيز مختلف علاقات قديمة.. لكن في الآونة الأخيرة نسمع عن بعض التوتر في العلاقات خاصة في سد النهضة وأنكم ساندتم إثيوبيا خاصة وأنها ستؤثر على مصر أيام تخزين المياه؟
ـــ نحن لم  نساند إثيوبيا، وحينما ظهرت فكرة سد النهضة لدينا خبراء ومهندسون درسوا هذا المشروع وأكثر الأشياء السلبية تقع على السودان.
{ هل صحيح إذا هُدم السد ستغرق الخرطوم؟
ـــ أكيد.. ونفس الحديث (اتقال) عن السد العالي والمياه في السد العالي ضعف المياه في سد النهضة. وهي مقولات تقال. و(البهمنا) في سد النهضة ثلاثة أشياء الأول سلامة السد، وأن يكون مبنياً على أسس سليمة لا تؤدي إلى انهيار، و(الحاجة التانية) برنامج ملء البحيرة على أساس أن لا يؤثر سلباً على منشآت الري في السودان ومصر، وبرنامج تشغيل السد، أن يكون على برامج تشغيل السدود  في السودان ومصر. ومياه سد النهضة لتوليد الطاقة الكهربائية فقط، وبالتالي ليست هنالك مياه ستًستخدم حتى نقول إنها ستؤثر على حصة السودان ومصر.
{ بس ملء الخزان سيؤثر؟
ــ فقط البداية.
{ البداية.. يعني إذا كانت بشكل سريع ستكون من (3 لـ5).. وإذا كانت بشكل بطئ (12) سنة؟
ــ لذا نقول إن هذا موضوع دراسة الفنيين لبرنامج ملء البحيرة، وأن نكون متفقين.
{ ما مستوى تعاونكم مع حكومة “السيسي”.. وما هو الذي يدفع البعض إلى القول أن العلاقة بينكم نوع من المحاصرة؟
ـــ نحن نقول إن الإعلام المصري إعلام رديء وهو يؤجج الصراع.
{ بس كدا بدك تعادي كتار؟
ـــ لا.. أنا بقول الإعلام المصري سيئ. وهو يؤجج الصراع.. الإعلام المصري نقل وروج لانتخابات “حلايب”، وهي استفزت الشعب السوداني، وأحرجتني. والحديث أننا متحالفون مع إثيوبيا لم يحدث.. (نحن بنتكلم عن قناعتنا)، ونحاول أن نوفق بين الموقف المصري والإثيوبي بما يجمع ويحق العلاقة والحقوق بين الشعبين.
{ هل البعد الإخواني هو السبب الثالث للانطباع بصعوبة أن تكونوا حلفاء لـ”السيسي”؟
ـــ نحن نتعامل مع الحكومة المصرية سواء أنها كانت مع “السيسي” أو “مرسي”. وعلاقتنا مع مصر لا تتأثر. وبمبادرة منا خلقنا الاتفاقيات، الحريات الأربع وأجزناها وطبقناها، والمصريون حتى الآن لم يطبقوها.
{ سيدي الرئيس.. في ليبيا أنتم مع طبرق أم طرابلس؟
ـــ نحن، بكل أسف، كانت علاقتنا مع كل مكونات الشعب الليبي، ونحن لما بدأت الثورة فيها دعمنا حركات الثوار، (لأنو) حينما كان التمرد يعم السودان كان دعمه بنسبة (100%) من “القذافي”. وهو الذي دعم الحركة الشعبية بجنوب السودان موفراً لها الاحتياجات المادية والعسكرية، وحينما بدأ التمرد في دارفور كل الدعم كان من “القذافي”.. وحينما بدأت الثورة في ليبيا دعمنا كل الفصائل، وطورنا علاقات معها.. وحينما بدأ الصراع داخل ليبيا كان موقفنا وإلى اليوم أن نستغل هذه العلاقات لإعادة الوحدة الليبية، لأن الصراع داخل ليبيا خطر، لأنها بلد كبيرة، وسيترك فراغات كبيرة . والأشياء التي كنا نخاف منها تحدث الآن، حيث وجدت “داعش” فرصة كبيرة وعلاقتنا مع طبرق ممتازة ومع طرابلس.    
{ ولكن الاتهامات تطالكم بأنكم تدعمون الحركات المسلحة بطرابلس؟
ـــ وكذلك طبرق تتهمنا بأننا ندعم…
{ بس اتهامات دعمكم لطرابلس أكثر؟
ـــ حينما كانت هذه الجماعات تقاتل “القذافي” دعمناها كلها، ونحن رفعنا حالياً يدنا عن أي دعم عسكري.
{ كيف ترى الحل في ليبيا؟
ـــ الحل في ليبيا حسب الاتفاق.
{ تتوقع التزام الأطراف؟
ـــ الناس في ليبيا اتفقوا على (90%).. فقط الخلاف على تشكيل الحكومة، وأعتقد أنو لو تعرضوا لضغوط لقبلوا هذا الاتفاق وتنفيذه، لأن أي تأخير سيؤدي إلى مشاكل بسبب “داعش” التي تخطط لاحتلال البترول، و”داعش” ليست لديها حدود.
{ توجد بعض الأنباء أن معظم مفجري الحوادث الإرهابية في ليبيا سودانيين؟
ـــ في سودانيين انضموا لـ”داعش”، لكن كل المعلومات أن في واحد فقط من السودانيين قتل في ليبيا.
{ فخامة الرئيس تحدثنا عن “داعش” وكيف يمكن أن تتمدد.. لديّ نبأ الطلبة المنضمين من السودانيين هم من جامعة يملكها وزير الصحة.. ومن بين هؤلاء الطلبة ابنة المتحدث الرسمي باسم الخارجية.. ماذا يعني هذا؟ أن تغض الحكومة النظر عن “داعش”؟
ـــ عندما تحرينا لماذا هذه الجامعة بالذات، كنا (بنلقى) أن طلاب هذه الجامعة بعيدين عن الفعل السياسي، وفيهم أعداد كبيرة أبناء مغتربين، وحملة جوازات بريطانية وأمريكية. ويقال إن طالباً فلسطينياً متخصص تنظيمي، وهو يدعو إلى أن تعود الحضارة الإسلامية من جديد، واستطاع أن يجذب عدداً كبيراً من الشباب والطلاب من هذه الجامعة. وبالرغم من أنه غادر السودان إلا أن لديه علاقة مع الطلاب واستطاع أن يؤثر على عدد كبير. ولدينا تجارب انضمام سودانيين لأفغانستان وباكستان. لكن لأول مرة دخول العنصر النسائي.
{ لغز “داعش”.. هل لديك تفسير؟
ــ قطعاً.. لو رجعنا لتنظيم القاعدة، والـ(سي آي أيه) هي التي كونت القاعدة ودعمت الجهاد الأفغاني، وأنا أقول إن الأصابع الصهيونية والموساد (ما بعيدة من تنظيم “داعش”).
{ لكن أن تقف مع الرأي القائل بتحصين البيت الداخلي وهذا يدعو إلى الحوار والمناقشة مع المعارضة.. سعادة الرئيس كان ضيفي من قبل “الصادق المهدي” وهو معارض سياسي قال إن ما يعاني منه السودان مشكلة أيديولوجية والعسكر.. وتحدث عن الفساد وقوة مركزية لا تعترف بالثقافات الموجودة وانتهازية تنازلت عن الجنوب مقابل البقاء في السلطة؟
ـــ نحن طبقنا نظام حكم اتحادي لأول مرة في الولايات المشاركة الآن  بشهادة كل الناس لم تتح من قبل. وهذا يشمل كل مكونات الشعب السوداني ولا أرد على “الصادق المهدي” بأنه حزب قائم على طائفية وأسرة واحدة، وحتى نوابه في الأقاليم كانوا يخرجون من أم درمان.. و”الصادق المهدي” لا يمكنه أن يتهمنا أننا تجاهلنا الإثنيات، وهي الموجودة بكل مواقع البلد المختلفة، وانظري إلى مكون الحكومة اليوم.
{ عندما تقول لا تريد الحديث عن الهوية نحن بلد سوداني عربي ونقطة.. ماذا عن الإثنيات والثقافات؟
ـــ نحن (بنتكلم) عن الهوية السودانية وأن نصل لمرحلة أن يصل السوداني حينما يسأل عن قبيلته وجهته بأن يقول (سوداني). وهو واحد من أهدافنا وصهر الشعب ببوتقة واحدة.
{ سألت “الصادق المهدي” ما رأيك في “البشير” قال لي ذكي؟
ــ (أشكرو على هذا الرأي).. “الصادق المهدي” رجل زعيم ومثقف لا يمكن تجاوزه. ونقول ليس هنالك سبب يبقيه خارج السودان، والآن نقول إن الحريات متاحة ومعظم نشاطات المعارضة في داخل دار الأمة، وهو حزب نشط.
{ وماذا عن المعارض الآخر “الترابي”.. قال إن هنالك فساداً؟
ـــ نحن لدينا قانون نيابة المال العام وقانون الثراء الحرام. (ودا قانون ما موجود في أي دولة)، لأن القاعدة القانونية تقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. وفي قانون الثراء الحرام إذا ثبتت مبادئ ثراء غير مبررة من حق أي مواطن أن (يفتح بلاغ فيه).
{ هل لك أن تصف “الترابي” بكلمة واحدة؟
ـــ شخص ذكي لديه كثير من الإيجابيات والسلبيات كأي إنسان،  واختلفنا معه، والاختلاف أساساً حول بعض التوجهات كدولة وليس تنظيماً، وخلفيتنا العسكرية تختلف من نظرة إنسان حزبي ضيقة، والاختلاف كان من الأول إلى أن تمت المفاصلة.
{ هل ترى أن هؤلاء المعارضين سيكونون شركاء في الوطن نتيجة الحوار الوطني القائم؟
ـــ لدينا تجارب مع حركات مسلحة شاركت في الحكم من قبل.. الآن الحكومة المكونة فيها (14) حزباً، وليسوا كلهم من حزبنا.
{ ولكن الأحزاب الأساسية قاطعت الانتخابات؟
ـــ حزب الأمة الآن ستة أحزاب، أما الاتحادي الديمقراطي بجناحيه مشارك بالانتخابات.. الآن التعليم والوعي أضعف الأحزاب التقليدية.
{ لابد أن أسألك عن اتهامات المحكمة الدولية ودارفور.. وصار مفاجأتك أن تذهب إلى أي بلد وتعود؟
ـــ قطعاً هي محكمة سياسية ومخصصة لإرهاب القادة الأفارقة.. وهي قناعة وصل إليها القادة الأفارقة.. وكلها اتهامات كاذبة تتحدث عن تطهير عرقي وإبادة جماعية في دارفور وهي اتهامات باطلة، حتى القبائل التي تأثرت بحرب دارفور (90%) منها نزحت إلى المدن المسيطرة عليها الحكومة، ومعسكرات النازحين في المدن الرئيسية هي أكبر دليل على أن الاتهامات المقدمة ضدنا باطلة.. قلة نزحوا إلى تشاد وكيف إذن يكونون معرضين لتطهير عرقي؟!
{ جملة واحدة.. ماذا تقول لمواطني السودان؟
ـــ أقول لهم إن (الهدف بتاعنا كلو خلق أمة سودانية موحدة متطورة ونامية).
{ هل توجد تنمية واستثمارات؟
ـــ نعم هنالك تنمية.. لأول مرة السودان كله يربط بطرق مسفلتة ونعمل على إحياء السكة الحديد.. الآن التلفزيون يغطي كل البلاد، توجد شبكات اتصالات، وشبكات الكهرباء غطت معظم أجزاء السودان.. ونحن نعمل تنمية كبيرة جداً.. مثلاً في دارفور توجد ثلاثة مطارات دولية.. ونحن نقول إن هنالك تنمية كبيرة (ماشة)، وكان لدينا خمس جامعات الآن لدينا (50) جامعة.. يكفي أن نقول متوسط دخل الفرد سنة 89 كان (350) دولاراً، اليوم (2 ألف و500 دولار).. ونحن لا نقول إننا وصلنا مرحلة الرخاء ولا نمتن على الشعب السوداني، لكن نحن بمزيد من الجهد سنصل إلى الأفضل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية