"الحسن الميرغني".. هل تفيدك الشكوى من المؤتمر الوطني؟!
بقلم _ عادل عبده
السيد “الحسن الميرغني” وقف كسير الخاطر في مشهد درامي يشكو من ظلم المؤتمر الوطني وعدم تكليفه من الرئاسة بأي ملف سياسي يديره منذ دخوله القصر!! كانت صورة مساعد أول رئيس الجمهورية في لقائه مع مجموعة من الصحفيين بجنينة السيد “علي الميرغني” في اليومين الماضيين تعكس أوجاعاً مؤلمة وقضايا شائكة في دواخله!!
وضع “الحسن الميرغني” كل البيض في سلة قطار المشاركة من خلال روح متفائلة وآمال خضراء، فتحدث عن إسعاد العباد ومحاربة الفساد، فضلاً عن إعداد برنامج التغيير الشهير للبلاد في غضون (180) يوماً، غير أن الرجل استيقظ على ظهور مطبات ثقيلة جعلت جميع أفكاره وتصوراته مجرد أحلام خرافية على سجل الواقع.
لم يجد “الحسن” الطريق مفروشاً بالورود، ولم يجد الآلية التي تساعده على تحقيق تطلعاته.. كان عليه أن يجلس في القصر يقضي يومه كيفما يشاء دون أن ينجز عملاً لا يروق لأصحاب التدابير في السلطة!!
قبل المشاركة دخل عليه الأستاذ “طه علي البشير” قائلاً له: “لا تُجرب المُجرب.. فالدرس البليغ موجود في انتخابات 2010م”، علاوة على النصائح التي وردت إليه من القيادات التاريخية على رأسهم الخليفة “ميرغني بركات” والدكتور “علي السيد” و”أبو سن الدابي” والمهندس “محمد فائق” والمحامي “بابكر عبد الرحمن”، لكن “الحسن” رفض التجاوب معهم الشيء الذي دفعهم لتأسيس كيان داخل الاتحادي الأصل مضاد لخطواته ومنهجه.
كان أمام “الحسن” قضيتان تستوجبان إيجاد المبررات والحجج التي تساعد على خروجه من الحرج الذي وقع فيه ارتكازاً على حساباته الخاطئة وتقديراته المتوهمة، وهما الإهمال الحكومي لدوره في القصر.. ومساءلة الجمهور له حول نجاح مشروع النماء الذي نادى بقيامه في الـ(180) يوماً، سيما وأن ميقاته قد جاء!!
في القضية الأولى قدم الرجل شكواه قائلاً إن الرئيس لم يكلفني بأي ملف!! فكيف وماذا أعمل؟! فـ”الحسن” لم يدرك أن السلطة الحاكمة لا تريد دستورياً مشاركاً يتولى ملفات سياسية فاعلة ومحددة، هم يحبذون الدستوري الضيف أو الدستوري المشغول بالملفات الثانوية!! فهل يا مولانا “الحسن” تفيد الشكوى من المؤتمر الوطني؟؟
وفي القضية الثانية شعر “الحسن” بأن عليه أن يجد مبرراً معقولاً يخاطب به العقول بعد انتهاء موعد وعود الحلول الشاملة للقضية السودانية التي حدد إنجازها في (180) يوماً.. ماذا قال؟ لقد رمى اللائمة على حرمانه من الإمساك بأي ملف!! وقال إن هنالك شيئاً قد أنجز وإن هنالك تقييماً في الأيام القادمة لحصاد المشاركة!! كانت الإجابة خارج المسار!!
مؤتمر جنينة السيد “علي” السريع لم يحقق أهدافه.. حسابات الخسارة كانت أكبر من حصاد الأرباح الذي لم يكن موجوداً أصلاً.
لا يمكن إخضاع العقل السوداني على كل المستويات بالصور السينمائية ومسوغات الانبهار.. إنه عقل ذكي وعميق.
أمام “الحسن” فرصة مواتية لمراجعة خططه وبرامجه وأهدافه، فالأمطار الحمضية التي تهطل من أصحاب التدابير لن تتوقف!!