"د. إبراهيم دقش" يختار (المجهر السياسي) ليلقي أثقال العمر من الذكريات والأسرار (4)
قصة زواجي منذ نادتني “بخيتة” كمراسلة بـ(جريدة الزمان)
• أكتر زول يشبهني هو الشيخ أحمد عبد الرحمن (طباعنا سوا بشكل غريب)
• “عوض الجاز” أحالني للمعاش و”البشير” قال لي: (علي الطلاق ما عندي خبر)
• نعم صافحت اليهودي “كوهين” وإذا عندو معاي مشكلة كان ممكن يقتلني في العملية
• قصيدة (لا السجن ولا السجان) كتبت قبل أكتوبر لمؤتمر أفريقي
حاوره – صديق دلاي
{ نستمر في علاقاتك مع الرؤساء ونبدأ بـ”عيدي أمين”؟
– كان أكثر من صديق وقف معاي كتير جداً وفي حاجات ما ممكن أحكيها عن الرؤساء، لكنها حكايات حصلت.
{ هل الرئيس الكيني كان متعجرفاً معك؟
– الكينيون بيعتبروا أنفسهم نمرة واحد في أفريقيا، وفيها قبيلتان شرستان جداً في التعالي والاعتبار.
{ من الذي يشبهك بالكامل؟
– الشيخ أحمد عبد الرحمن (طباعنا سوا بشكل غريب).
{ عدت في العام 2001 وخلاص؟
– أصدر الرئيس قراراً بترقيتي للمجموعة الأولى الخاصة، لكن طوالي بعده صدر قرار إحالتي للمعاش، بعد فترة قابلت الرئيس في مناسبة غداء بـ”أديس”، أخبرته بقرار إحالتي للمعاش، فقال لي: (علي الطلاق) ما عندي خبر.
{ ليه ما راجعت “عوض الجاز”؟
– لحدي اليوم (لم أسأله) ولن اسأله.
{ في محطة معينة الآباء يذكرون مهن أولادهم وهذا مهم… نتعرف على أولادك؟
– “هيثم” استشاري جراحة أطفال في “لندن”، “وائل” يمتلك شركة لوجستيات، و”رانيا” خريجة جامعة الخرطوم وهي الآن في (كيب تاون) كأول سودانية تتخصص في دراسة (منع الكوارث)، ولديها ماجستير من “أكسفورد” وتعمل في “الأمم المتحدة”، و”سماح” درست في “كنت” ماجستير أمن الإعلام وهي الآن في شركة (دال).
{ هل حجيت لبيت الله الحرام؟
– حجينا أنا و”علي شمو” بدعوة من الملك فهد شخصياً في عام 2004 وجينا المناسك بطيارة c31 شفنا الحجاج تحتنا، قلت لـ”شمو” ديل منو؟ قال لي: ديل ضيوف الرحمن، قلت ليهو: ونحن؟ رد وقال: نحن ضيوف الملك.
{ هل شعرت بذلك الصفاء؟
– كانت قصيدة محمد المكي إبراهيم (مدينتك الهدى) واقفة كلها قدامي، شعرت براحة عجيبة.
{ بعد كل تلك الانتصارات لكن “دقش” لم (يعتب) على جامعة الخرطوم؟
– غير متأسف لعدم دخولي لها وأنا أكبر من جامعة الخرطوم.
{ ما هو الشيء الذي لم تحكه في عملية القلب بـ”جنوب أفريقيا”؟
– الصدفة والأقدار كنت في “أديس” شعرت (بزمة) كدا ونسيتها، قام الأمين العام اتصل وقال لي تمشي “جنوب أفريقيا” لحضور مؤتمر .اتحاد الكتاب العالمي، جاءني مغص في الطيارة وطوالي على المستشفى.
{ دخلوك عملية سريعة؟
– بعد الفحوصات أخبرني الدكتور.. لابد من تدخل جراحي كانت صديقتي المذيعة في “جوهنسبيرج” تمسكني من يدي و”برنارد” يلم محتوياتي الصغيرة وكلاهما من البيض، وطبعاً كتبت وصية تسلم لـ”بخيتة” إذا حصل القدر.
{ أنت وحيد في بلد مثل “جنوب أفريقيا”؟
– “بخيتة” في “لندن” أخبرتها بكل شيء كعادتها بإصرارها جاءت، لكن وصلت بعد إجراء العملية.
{ لكنك صافحت يهودياً هو الطبيب ضمن (التيم) الذي أجرى العملية الجراحية؟
– دا “كوهين سيدون” صافحتو شنو الراجل دا لو داير شر كان ممكن يقتلني بسهولة أثناء العملية، جاء وصافحته وأخبرني بأني بشبه أبوه تماماً.
{ وقفنا في حتة قدييييمة وقت كانت “بخيتة” فاكراك المراسلة؟
– قلت لـ”محمود أبو العزائم” سوف تدفع هي التمن غالي، وضربت ليها قالت لي أوعى تكون أنت وصمتنا وضحكت.
{ كانت دنيا؟
– “بخيتة” في (الزمان) و”أم عادل” في (الرأي العام) و”زينب الفاتح” في (الصحافة) و”فاطمة سعد الدين” في (السودان الجديد)، وكان “كمال شانتير” و”بشير الطيب” طالعين عاملين وجوديين.
{ قالت ليك تعال وبأصبعا؟
– مشيت لـ”محمود أبو العزائم” قلت ليهو بالله المفعوصة دي تعملني مراسلة، أداني تلفونها وكان 71535 وكنت مؤجر بـ(15)ج ومرتبي في جريدة الزمان (15)ج، كما أخبرتك قالت لي أوعى تكون أنت كنت مراسلة (الصباح)؟، زاد اهتمامنا ببعض وعجبتني.
{ مشت الحاجات؟
– كنا بنمشي حدائق عبود أنا و”هجو” وخطيباتنا.
{ كيف تمت الخطوبة رسمياً؟
– فكرت كويس، وكان “مصطفى أمين” سكرتير تحرير (الأيام)، أقنعت سواق “يحيى الفضلي” “مايكل” بجنيه يوصل الوزير ويرجع ومشيت لهم بعربية الوزير.
{ أين كان شهر العسل؟
– مشينا “لندن” وصلنا وكنت مؤجر محل (أستوديو)، بعد قعدنا “بخيتة” قالت لي (قوم دخل العفش) صاحبي يموت من الضحك، قلت ليها ندخل العفش وين تاني.
{ يقال إنك رجل رقيق وبلا قرار تقريباً؟
– مرة رسلت السواق عشان يكلم الخادمة برفدها، وحفظت نصيحة أبوي عدم الشرك بالله، وأن لا أضر الناس لكن لابد أن أكون حاسم برضو.
{ ما هي الحيرة التي تربك “دقش”؟
– الحسد الذي انتشر وسط السودانيين.
{ ما هي علاقتك بالصدفة.. تقريباً كل حاجاتك تأتي صدفة؟
– ما عاوز أكون مشعوذ، لكن من زمان كنا نستلم مصروف الشهر ريال للكبار وشلن للصغار، أتذكر لقيت راجل عجوز تحت طندبة، قال لي أنا عمك جعان وأديتو الريال ومشيت، قال لي تعال يا وليدي مسح على وجهي وأكاد أجزم كانت تلك بداية علاقتي مع الصدف التي نقلتني.
{ أنتج الفن العظيم على أيامكم؟
– كنا دائماً مجموعتين ننقسم بين “أحمد المصطفى” و”عثمان حسين” وبين “صلاح” و”بازرعة” وكتب “صلاح” قصيدة (عديلة)… (إن شاء الله يا عديلة تمشي وتجئ تاني) يغنيها “أحمد المصطفى”، بينما رائعة (يرعاك الإله) لـ”سيد خليفة” وتاني “خليفة خوجلي”… (التقينا والمطرة تصب وافترقنا والمطرة تصب علينا).
{ لهذه القصائد نساء طبعاً؟
– للأمانة مرة ماشي في شوارع أديس دخلت على محل لقيت الأغنية وبديت أردد فيها جاءتني الحبشية أسمها “حنا بقرة”، قالت لي إنها المقصودة في الأغنية.
{ هل توافق أن “وردي” ظلم “إسماعيل حسن”؟
– طبعاً لا، وعمل “إسماعيل” محاولة لإبدال “وردي” بفنان اسمه “أحمد فرح”، وبعيداً عن هذا الموال مرة سألت “إسماعيل” عن أغنية (ذات الشامة)، فقال لي إنها لفتاة في مدرسة (سنار الأولية) الواقعة في مشروع (كساب الزراعي)، حلفته أن يفش سر (غلطة كانت غرامي ليك) و(ولو طلعت القمرا) فرفض بشدة.
{ عمي “دقش” إنت الحياة عندك طرفة وذكريات واختلاط بالناس؟
– متابعة لحكاية القلب المفتوح في “جنوب أفريقيا”، جاءتني “بخيتة” وأنا تحت البنج لكن صاحي قلت أستهبل عليها قعدت جنبي قلت ليها إنتِ منو؟… أجي يا “دقش”، قلت ليها: القلب القديم شالو بكل ما فيه (إنتِ منو؟)، طبعاً بكت بكاءً شديداً، قمت فجأة ضحكت، زعلت وقالت لي: (دا وقت ضحك يا دقش؟).
{ كان “عثمان حسين” ترزياً؟
– وأخبرته (إنت يا حسين مدين للمكنة دي بمعظم إيقاعاتك)، فقال لي أيوا نعم.
{ الفيتوري؟
– عندي معه حكايات، ومرة قال لازم أشوف الولد دا يجي مكتب الوزارة، جابوا الفول والطعمية والعيش مفروش في الأرض، فجأة جاء الوزير “طلعت فريد” قعد معانا على الأرض، وجاء “يحيى الفضلي” وكورك في وجه طلعت (إنعل أبو العينك) وطااااخ ضرب صورة “الأزهري” بمركوبه أتحرجت، لكن “الفيتوري” طلب أجي باكر.
{ جئت باكر؟
– طبعاً جئت ولقيت الثلاثة يتونسوا ويضحكوا كأن ما حصل بالأمس كان جزءاً من دراما.
{ “الفيتوري” الذي كتب (لا السجن ولا السجان باق)؟
– هذه القصيدة لم تكتب في أكتوبر الثورة كما يتردد دائماً، بل كتبت في مايو سنة 1964 وليس أكتوبر بمناسبة اجتماع وزراء المالية الأفارقة كتحية لهم وهم في الخرطوم ومنشورة طبعاً في جريدة (الثورة).
{ نحن الجيل الذي أحب (الدهابية) ولم يرها؟
– أنت قايل (الدهابية) دي منو ما زوجة دكتور “عمر محمود خالد”.
{ لو عاش “علي المك” فترة أطول؟
– كان سيكون حاجة مذهلة لكل الناس، وكنا نسميهم هو و”صلاح أحمد إبراهيم” بـ(تيمان برقو الما بتفرقوا)
{ من زمان بتاع حكومات (الصراحة الجديدة) جريدة حكومية تكتب فيها؟
– بس كان دمها خفيف شوف الفيها… “علي شمو”، “علي المك”، “منير صالح عبد القادر”، “حسب الرسول أحمد عرابي”، “إسحاق محمد خليفة” و”سعد أحمد حسين”.
{ عمالقة فعلاً؟
– كنا بنعمل حاجة اسمها (محكمة الأدب) نقاش، ومرة “عبد الله الطيب” جاء بورقة وحسبها محكمة وبوليس وقاضي ضحكنا عليه طبعاً.
{ كان أدب الخلاف عندكم ماتع.. ثقافة واسعة وحوار؟
– لامن تقرأ “منير صالح عبد القادر” يهاجم “الطيب شبشة” حاجة عجيبة، ومرة جوني “الطيب” و”منير” بمقالات بأسماء مستعارة (لميس الطيب ووداد أحمد حسين… جاءني.. وريتو الأصول، وأخبرني أن أحذرهم وقال لي بالحرف (أنا عندي كل مقومات الرجل الظالم) كان عاتياً وطويلاً.
{ لا نستطيع كتابة تفاصيل (القعدات)؟
– أنا لا أدعو للرذيلة، ولكن في تلك (القعدات) كانت كل مشاكل العباد تحل هناك.
{ كيف نكتب تلك التفاصيل؟
– (أوعاك) لكن كسير التلج الحايم هسع دا كان قصته الأصيلة على زمنا، الموظفون الكبار بيجوا المساء وطبعاً من أجل الترقية بيجوا الموظفين الصغار يكسروا التلج في “البيرة” و”الويسكي” للأفندية الكبار.
{ برضو (نسمع بسكرة ويني) ولا نعرف قصتها؟
– “ويني” دا كان يمر بـ(لكوندة) وسط الخرطوم ويحوم أي كافيتريا يلقي قدامك حاجة يشربها ويفوت في عدلو… سمك بيرة ويسكي زيونة جبنة بس قام طرش كل الحاجات ووقف قدامو الحاجات وبقي يتكزر كل شيء، وكانت في كديسة ترعى في طراشه المتنوع دا، فسأل نفسه وقال أنو الحاجات دي كلها أكلها فعلاً، لكن الكديسة دي أكلتها وييييييين وهكذا قالوا(سكرة ويني).
{ وبت بيلا؟
– كانت قوادة مشهورة مشت للشيخ “يحيى أبو القاسم” وأخبرته برغبتها في التوبة، سألها كل أموالك من السجم والرماد دا؟ فقالت (أي نعم)، فرد عليها (لا يحق لك الوقف)، زهجت ومشت لـ”الشريف الهندي” وسألها نفس السؤال فأجابته ولا قرش حلال مافي فقال ليها (أمشي أعملي وقفك ورب العالمين غفور رحيم).
{ “الشريف حسين” قائد مختلف وملهم بشكل عجيب؟
– ما شفت في حياتي رجل أذكى منه.