ربع مقال
سوخوي – 24 .. طعنة “بوتين” وصفعة “أردوغان” ..؟؟!!
خالد حسن لقمان
.. دهشة بالغة اعتلت وجه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إثر إبلاغه خبر إسقاط طائرة تركية من طراز اف 16 لقاذفة قنابل روسية من طراز سوخوي – (24)، وفي أول كلمات خرجت منه ذكر “بوتين” أن ما حدث يعتبر طعنة على الظهر، مؤكداً بأن قاذفته أسقطت داخل الأراضي السورية على بعد كيلو متر واحد من الأراضي التركية .. وفي أثناء غضبه وهياجه هدد “بوتين” بعواقب وخيمة داعياً السياح الروس لعدم زيارة تركيا التي وصفها بالداعمة للإرهاب والساعية عبر قيادتها لأسلمة الدولة التركية، كما هدد أنقرة بعقوبات اقتصادية فورية فيما قررت وزارة الدفاع الروسية نشر أحدث منظومة دفاع جوي روسية من طراز أس 400 مع وقف كل أشكال التعاون العسكري بين البلدين .. في المقابل أطل الرئيس “طيب رجب أردوغان” بوجه هادئ على وسائل الإعلام مؤكداً بأنه لا يسعى لتصعيد الموقف مع موسكو وأن ما حدث يعتبر دفاعاً عن أمن بلاده .. وبين هيجان “بوتين” وهدوء “أردوغان” يظل التوقع ضعيفاً بحدوث تصعيد عسكري بين الجانبين، كما أن روسيا المنهكة اقتصادياً والمتورطة في السهول والوديان السورية لا تستطيع تهديد علاقتها التجارية مع تركيا والتي تصل إلى أكثر من 44 مليار دولار، فضلاً عن مشروعات ضخمة يتم تنفيذها منها بناء شركة (روس أتوم) لمحطة نووية تركية بتكلفة تربو عن (26) مليار دولار، وإنشاء شركة (غازيروم) خط لأنابيب الغاز عبر تركيا. ومن ناحية أخرى تظل عضوية تركيا المؤثرة بقوتها وموقعها وتاريخ تعاونها داخل حلف شمال الأطلنطي (الناتو) معضلة أمام أي محاولات روسية لاستعداء دول الحلف ضد تركيا، بما يعني إجهاض أي عقوبات على وجه عسكري أو أمني تجاهها لصالح روسيا بمواقفها المتحفظ عليها من قبل الناتو ..
إذاً ووفقاً لهذا الوضع يكون “أردوغان” (ومن خلال هذه الصفعة القوية لروسيا وبوتين) وكما يقولون قد (لعبها صح) وبذكاء كبير، أكد من خلاله على قوة تركيا الجديدة في عهده خاصة وقد زادت حادثة السوخوي من شعبية الرجل ووضعته تماماً على كرسي (رجل تركيا القوي)، كما وزادت من وضاءة وجهه على مستوى الشارع العربي والإسلامي الغاضب على روسيا لتدخلها العسكري في سوريا.