رأي

فوق رأي

عمليات زرع الضمير ونزع الجلكسي
هناء إبراهيم
 
حين تتزوج التكنولوجيا المتقدمة من النفوس الشريرة فإنهم ينجبون الكوارث.. والحقيقة تقول إن هذا الزواج في ازدياد لا يعيقه غلاء المهور، لا طلبات أم العروس، لا الوازع الأخلاقي ولا مراجعة النفس.فـلما تقول الإحصائيات إن الدول العربية شهدت ما يفوق الـ(30) ألف حالة ابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي والمؤشر في ازدياد هذا العام، فإن الموضوع خطير..إن حاولت قراءة الأمر من ناحية إنسانية ربما حصلت على العلامة الكاملة في مادة الخوف من زوال الضمير، وإن قرأته من ناحية علم وثقافة لأحرزت أعلى درجات الرعب من كمية الجهل والاستخدام السالب لأشياء هي في الأصل موجبة.. (30) ألف حالة.. عدد مرعب وشيء مزعج..طبعاً غالبية الضحايا بنات وأكيد وراء ابتزازهن صور قد تكون حقيقية وعلى الأرجح مفبركة.. وفي الحالتين (خمي وصري) على رأي حبوبة جيرانا..”المملكة العربية السعودية” التي تشهد خلال اليوم الواحد ما يفوق الـ(15) حالة ابتزاز إلكتروني وضعت رقماً على الصحف للتبليغ عن الابتزاز ومسلسلاتو حتى تتمكن من مساعدة الضحايا، لكن من يبلغ ذلك المبتز أنه يغتال إنسانيته بيده؟
يبدو أننا بحاجة إلى عمليات زرع ضمائر وفقاً لتشخيص مصائب مواقع التواصل واستخدامها السيء.
مواقع التواصل غير مذنبة بكل تأكيد لكنه سوء استخدامها.
ولأن الوقاية خير من العلاج، إن لم تكن تستطيع التعامل بشكل آمن مع أجهزتك الرقمية ومحتوياتها، أبعد عن (الخطر) ريثما تستطيع العودة وأنت عارف ومحصن ومطمئن..
ربما علينا الموافقة والتوقيع علي معاهدة الـ(لاءات الثلاث) والتي تنص على :لا تدعوا صوركم تقتل أرواحكم وتحطم سمعتكم ونفسياتكم ولا تثقوا بكل من هب ودب ولا تكثروا من الشكولاتة والمشروبات الغازية.
إذ أن فن إتقان الفبركة و(الفتوشوب) مستعيناً بغياب إنسانية البعض وتطور وسائل الإجرام وأشكاله.. قد يحيل حياتنا إلى كابوس طويل المدى ومشاكل أرض جو.
فمن الحكمة أن نتعامل بحذر مع الغرباء.
غرباء الأرقام، الروابط الغريبة وغرباء البشر.
المشاكل من هذه الفصيلة صارت أكتر من (الهم على الشعب).
و………

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية