بكل الوضوح
عاجل لـ(الموتسبين) و(الموفسبكين)
عامر باشاب
* الغالبية العظمى من المسلمين في هذا الزمان يعيشون في غفلة من أمرهم ولا يشعرون بالخطر الذي يأتيهم من بين أفواههم وما يلفظون به من أقوال، وما تخطته أيديهم في (الواتساب) (الفيس بوك) من كتابات يمكن أن ترمي بهم في الدرك الأسفل من نار جهنم، فحركاتنا وأفعالنا وكلامنا نحن بني البشر محسوب ومرصود بالدقة، وكل قول لديه رقيب عتيد، وكما تعلمون هناك كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
* معظم المسلمين الآن إلا من رحم ربك خاصة (الموتسبين) و(المفسبكين) يتحدثون ويثرثرون ويتبادلون (الشمارات) و(الخبارات) و(القطائع) و(المقاطع) بغير حساب، ناسين بأن هناك رقابة مشددة تحصي كل شيء.
* معظمنا نقضي يومنا في حالة كلام وحوار يومي في الفارغة والمقدودة دون أن ندقق في ما نقوله قل أو كثر، هل يمكن يعرضنا للمساءلة يوم الحساب، فنعلم جميعاً الكلمة التي تخرج من اللسان أو الكلمة التي تكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إما تكون لك أو تكون عليك، فإذا كانت كلمة طيبة فهي لك تثاب عليها خيراً، وإذا كانت كلمة سيئة تكون عليك يوم القيامة خزي وندامة، ولذلك لابد أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب.
{ وضوح أخير:
عن معاذ بن جبل “رضي الله عنه” قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال: سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” ألا أدلك على أبواب الخير؟ (الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا قوله تعالى ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ: يَعْمَلُون)َ.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه سلم (ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: كف عنك هذا، قلت يا نبي الله إنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في نار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) رواه الترمزي.
ويقول الله تعالى في سورة النور: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).