مسألة مستعجلة
تعقيدات الدوري .. لعب عيال !!
نجل اليدن ادم
باتت أزمة الدوري الممتاز لكره القدم أو الموسم الرياضي في البلاد أكثر تعقيداً الآن من ذي قبل رغم الوساطات والتدخلات المباشرة وغير المباشرة والجوديات، نظراً لوصول كل المحاولات إلى طريق مسدود، بشأن القضية التي تعتبر شرياناً أساسياً عندنا، تنتظرها الجماهير بفارق الصبر. تمسك الاتحاد العام للكرة بقراراته وإصراره على نفاذها، في مقابل رفض فريق الهلال والأمل للقرارات وتمسكها هي الأخرى بموقفها زاد الطين بلة.
وساطة البرلمان ودون أي رتوش أستطيع أن أقول إنها فشلت في مهمتها، وكان ما أخرجته من بيان قبل ثلاثة أيام رغم أنه ملئ بالأمل مجرد خطوة لحفظ ماء الوجه!.
إرهاصات الأزمة بالتأكيد سيكون لها تأثيرات سالبة على مستقبل العمل الرياضي في البلاد وهي سابقة غير حميدة، فحسناً تدخلت شرطة ولاية الخرطوم وفق تقديرات أمنية وأعلنت عن إلغاء مباراة القمة بين الهلال والمريخ والتي كان محدداً لها يوم أمس (الجمعة) بجانب المباريات الأخرى مسار الأزمة. قيام المباراة بالتأكيد كان سيحدث حالة فوضى عارمة في العاصمة الخرطوم وهي غني عنها ولا أكون قد بالغت إذا تنبأت بأنها كانت يمكن أن تؤدي بحياة البعض من الجماهير، من واقع الحشد السالب والمضر الذي مُلئت به الوسائط الالكترونية. هنا دعوني أسأل الاتحاد هل سيكون سعيداً بهذه التعقيدات ووقوع الجماهير في مهالك ضياع الأنفس والأذى؟ .. تخندق اتحاد الكرة في مربع أن أزمة الموسم لا ينبغي أن يحدث فيها تدخل سياسي والتقوي بالاتحاد الدولي للكرة هو أس البلاوي، لا ينبغي بأية حال أن يستخدم اتحادنا سياسة التدويل وعصا التدخل الدولي في مقابل أي تدخل سياسي كما تفعل الحركات المسلحة والمعارضة غير الرشيدة في الشأن السياسي، إلى أن أدخلت البلاد في جحر ضب الآن وبات الوضع معقداً والتدخل الدولي يفت في عضد البلد.
أما رئيس نادي الهلال السيد “أشرف الكاردينال” فإنه يصبح غير حكيم إذا اعتبر القضية انتصاراً للذات، ويركب راسو وهو يعتمد في ذلك على أصدقاء آخرين لمزيد من التسخين للجو السالب للموسم الكروي. الهلال فريق عريق وصاحب قاعدة جماهيرية عريضة، ينبغي أن يكون القدوة في الترفع عن الصغائر، وليس منتصراً كما الانتصار بالأهداف.
يموت الناس في حرب ضروس لسنين عددا ويأتون في آخر المطاف إلى طاولة التفاوض للوصول إلى اتفاق يحقن الدماء ويعيش الناس بعدها في سلام وأمن، فهل يكون هدف في مرمى أو خروج فريق من منافسة أكبر من هذا الحجم؟. ابتغوا الحكمة، على الأطراف جميعاً بل وينبغي لها أن تضع المصلحة العامة أساساً. وهنا أذكر اتحاد الكرة بأن السودان كان الرائد في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فهل تأتون اليوم لتنسفوا تاريخاً عريقاً كهذا بشكوى؟!.
يوم أمس أيضاً علمت أن الاتحاد العام للكرة لم يأبه بالمخاوف الأمنية وأصر على تحديد يوم غد (الأحد)، موعداً للمباريات التي قررت الشرطة عدم إجرائها!!.
عفواً سادتي فإنني لا أجد توصيفاً لهذه الأزمة التي باتت عند أطراف الصراع مسألة انتصار للذات، إلا توصيفاً واحداً، وهو أن ما يجري (لعب عيال)، وحان الآن تدخل الكبار مهما كانت الأحوال، والله المستعان.