الديوان

أشهر (سواق) يسير على محطات الطرب

‫كمال (بوب): الغناء هواية بالنسبة لي أثناء القيادة والفنان الذري عمّي‬
‫بكيت لحظة قصّ الحلاق شعري وتعجبني أغنيات البنات‬ والسيرة
‫حوار – عبد الله أبو وائل‬
‫شهرته اكتسبها من إمساكه بـ(مايك) سماعة البص الذي يعمل به (سائقاً)، مردداً مختلف الأغنيات سيما أغاني (السيرة) وأغاني (البنات)، وقد ساعده على ذلك جمال صوته وخفة دمه وسرعة تغلغله إلى دواخل (الركاب) وبقدر ما هو ماهر في الغناء فهو ماهر جداً في القيادة، وصار من أوائل السائقين الذين يرغب أصحاب (المناسبات) ممن يرغبون في إيجار بص هيئة مواصلات ولاية الخرطوم.. تسريحة شعر رأسه منحته مزيداً من التميز حتى صار يلقب بـ(بوب).. إنه “كمال محجوب” أو كمال (بوب) الذي التقته (المجهر) في دردشة سريعة نتابعها عبر المساحة التالية:‬
‫{ صباح الخير؟‬
‫ـ صباح النور ويا هلا بيكم.‬
‫{ ما هي قصة ترديدك للأغنيات أثناء قيادة البص؟‬
‫ـ الغناء بالنسبة لي هواية منذ وقت ليس بالقصير، وقد كنت أستمع إلى الأغنيات وأحفظها، ومن ثم أرددها من خلال الترنم بها، بمعنى أنني أغني لنفسي قبل أن أعشق تريد الأغنيات.‬
‫{ ألا يؤثر إمساكك بـ(المايك) على القيادة؟‬
‫ـ لا أعرف الغناء دون الإمساك بـ(المايك)، كما أنني أستطيع التحكم في مقود البص أثناء الغناء وأجد متعة كبيرة وأنا أمارس هذه الهواية.‬
‫{ لاحظنا تفاعل ركاب الرحلة مع أغنياتك.. ما هو تعليقك على ذلك؟‬
‫ـ أنا أعمل دائماً على أن يحظى الركاب بالسعادة والفرح، وأكون أكثر سعادة حينما أراهم يتفاعلون مع أغنياتي بترديد مقاطعها خلفي، لأن طول الرحلة أحياناً يصيب الركاب بالملل.‬
‫{ هل أنت من أسرة فنية وبمن تأثرت من الفنانين؟‬
‫ـ عمي هو الفنان الذري “إبراهيم عوض” الذي أعشق أغنياته وأحفظها عن ظهر قلب، لكنني بجانب ذلك أميل إلى ترديد أغنيات السيرة باعتبارها تلهب حماس المستمعين، إضافة إلى ترديد أغنيات البنات باعتبار أن معظم الركاب من الجنس اللطيف.‬
‫{ ما هو سر تسريحة شعرك (بوب)؟‬
‫ـ مكثت فترة طويلة بـ”الإمارات العربية المتحدة”، وهنالك اهتممت بشعري حتى وصل طوله إلى متنصف ظهري، وكنت سعيداً بذلك ولم يكن هنالك سبب يدفعني لقصه ولم أتعمد تقليد أي من الفنانين.‬
‫{ مقاطعة.. هل كان شعرك أطول من الآن؟‬
‫ـ نعم كان طويلاً جداً وحينما عدت من الإمارات وجدت كثيراً من المضايقات والانتقادات من الآخرين الذين كانوا يرون أن ذلك تشبهاً بالنساء وجراء ذلك قمت بقصه.‬
‫{ صف لنا لحظات قص شعرك؟‬
‫ـ بكل تأكيد كان الشعور بالألم والحزن وأنا أجلس على كرسي الحلاق لقص شعري، وأذكر لحظتها أنني بكيت وكأنني فقدت ابناً من أبنائي لأنني تعبت في الاهتمام بشعري لسنوات طويلة لأقص جزءاً منه في ثوان معدودات.‬
‫{ لماذا يصر البعض على استئجار بصك دون الآخرين؟‬
‫ـ أنا أعمل سائقاً بالشركة ولا علاقة لي بمسألة حجز البصات، لكن العلاقة التي خلقتها مع الركاب الذين نقلتهم من قبل في مناسباتهم تجعلهم يطلبونني بالاسم.‬
‫{ موقف لا تنساه؟‬
‫ـ من المواقف التي لا أنساها أن مدير الشركة استدعاني وقال لي (أنت عامل لينا مشكلة)، وحينما سألته عنها أجاب أن شخصاً طلبك بالاسم لنقل المعازيم لمناسبة، وفي ذات التوقيت طلبك شخص آخر،  وحينما أرسلنا بصاً آخر أعادوه،  لأن أصحاب المناسبة يصرون عليك، وقد اكتشفت بعد ذلك أن العريس والعروس سبق لهما أن كانا من ضمن الركاب الذين نقلتهم في مناسبة ما،  وأن من يودون نقلهم هم أهلهم.‬
‫{ كيف تصرفت إزاء هذا الموقف؟‬
‫ـ وفقت في نقل جميع المعازيم بشيء من التنسيق بنقل معازيم أهل العروس ثم أهل العريس وكذا الحال بعد الفراغ من المناسبة.‬
‫{ هل أنت سعيد بما تقوم به من عمل؟‬
‫- سعيد غاية السعادة لأنني أسهم في إدخال البهجة والسرور إلى دواخل من يجلسون بكراسي البص.‬
‫{ كلمة أخيرة؟‬
‫ـ الشكر كل الشكر لكم في صحيفة (المجهر)، واسأل الله أن تكون إطلالتي عبركم خفيفة على القراء.‬

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية