رأي

بكل الوضوح

إذا غابت الحكومة أفعل ما شئت!!
عامر باشاب
 
 كثيراً ما نسمع عبر أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية { ونقرأ في الصحف اليومية، بأن الحكومة قررت والحكومة أصدرت والحكومة وجهت و(الحكومة فعلت والحكومة تركت)، ولكن واقع الفوضى والعشوائية (الواقعة) عندنا في كل مكان خاصة بـ(السوق المطلوق)، يؤكد بأن الحكومة غائبة تماماً ولا يشعر أحد بوجودها حتى أن عبارة (الحكومة وين!!) صارت التساؤل الدائم الذي يعبر به المواطن البسيط  عن اندهاشه كلما مر بموقف يؤكد ذلك الغياب.
{ وعندما تجد سعر صنف إحدى السلع يختلف من (سوق لي سوق) ومن (بقالة) إلى أخرى ومن (طبلية إلى طبلية) ومن (درداقة إلى درداقة) والمنتجات الغذائية الضرورية مثل (اللحوم والخضروات والسكر والدقيق)، عندما تباع بأزيد من السعر المحدد تنتبه لغياب الحكومة، وعندما تتفاجأ (بأن لكل مستشفى وكل مستوصف قيمة مالية مضاعفة حددت بالمزاج للعلاج أو لإجراء عملية جراحية مثلاً لـ(إزالة الزائدة الدودية)، وهنا تتعجب من غياب الحكومة، وعندما تجد تجار وسماسرة العملة ينتشرون في جميع أركان وتقاطعات شوارع وأزقة السوق يتأكد لك غياب الحكومة.
{ عندما تجد قيمة تذاكر المواصلات تختلف من (هايس لي هايس) والوجهة (شارع واحد) ومن (سياحي لي سياحي) والوجهة مدينة واحدة تستغرب لغياب الحكومة.
{ عندما يكثر ترويج السلع المغشوشة التي امتدت حتى إلى الأدوية ومواد البناء تنزعج لغياب الحكومة، وعندما يستمر التعامل بـ(اورنيك 15) بعد ميلاد (الإيصال الالكتروني)  تندهش لغياب الحكومة.
{ عندما تجد (الكشات) خصصت فقط لمداهمة (ستات الشاي والباعة المتجولين)، وترك فوضى وجشع التجار الكبار (تنفقع مرارتك) من غياب الحكومة. 
{ وإذا غابت الحكومة أفعل ما شئت.. لذا تتصاعد التساؤلات لماذا لا توجد عندنا في السودان أجهزة خاصة بمراقبة المؤسسات الخدمية لضبط العمل الإداري ومنع استغلال الوظيفة ومحاربة الفساد قبل وقوعه، ولماذا لا توجد أجهزة خاصة بتفتيش الأسواق لضبط الأسعار ومنع الاحتكار ومحاربة الغلاء.

{ بوضوح أخير
{ في مصر (القريبة دي) توجد (إدارة عامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية)، تراقب جميع الأسواق باستمرار على مدار الساعة، وتعمل على تخفيف ورفع العبء والمعاناة عن كاهل المواطن من خلال ضبط وخفض الأسعار.
{ صباح (الجمعة) الماضية سافرت إلى “الحصاحيصا” عبر (الميناء البري) دفعت في كاونتر (فواصل) مبلغ (35) جنيهاً والسعر المكتوب على التذكرة (25) جنيهاً، تكرر نفس الشيء في رحلة الإياب.. قد تكون الغلطة مطبعية وقد تكون التذاكر قديمة، ولكن كل ذلك لا يبرر غياب الرقابة حتى وإن كانت رقابة ذاتية!!.
{ فواصل ونواصل في الأعداد المقبلة حتى نصل إلى (الحكومة وين!!).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية