انطلاق مباحثات اديس ابابا بحضور ومشاركة كل الاطراف
توافق عام في احاديث الوفود حول وقف العدائيات والمسألة الانسانية
أديس أبابا: يوسف عبد المنان
تدافع العشرات من المبعوثين الغربيين نحو مقر مفاوضات السلام بين الحكومة ومتمردي قطاع الشمال من جهة، ومتمردي حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، ودفعت “الولايات المتحدة الأمريكية “بوفدها الذي يقوده المبعوث الخاص بـ”السودان”” دونالد بوث” ومبعوث من “النرويج”، وفي اختراق كبير لجدار العزلة بين السودانيين نجح وفد ألماني انخرط في الشأن السوداني مؤخراً في جمع الفرقاء السودانيين في جلسة مشتركة ضمت وفد الحكومة برئاسة “إبراهيم محمود حامد” نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس و”مني أركو مناوي” رئيس حركة تحرير السودان، و”ياسر عرمان” رئيس وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان، و”أحمد تقد لسان” رئيس وفد حركة العدل والمساواة، الإمام السيد” الصادق المهدي” الذي وصل “أديس” خصيصاً لاجتماعات الألمان مع الأطراف وغادر مساء أمس دون الانشغال كثيراً بجلسة التفاوض التي بدأت عصر أمس، وقالت مصادر خاصة للمجهر إن اجتماع الألمان مع الوفود السودانية اتسم بروح وفاقية صبت مياهاً باردة على علاقات أعضاء الوفود الشخصية، وتلاشت في لقاءات الأمس المشاحنات التي كانت تصبغ الجلسات الأولى في كل المفاوضات وتسعى ألمانيا من خلال مبادرتها لولوج” أفريقيا” وتقديم نفسها كدولة لا تقل مكانة عن “الولايات المتحدة الأمريكية”.
وفي ساحات فندق “ماريوت”.بوسط “أديس أبابا “توافدت قوى المعارضة السودانية التي تشجع الفصائل التي تحمل السلاح على مراقبة مسار التفاوض، وعقدت شخصيات معارضة قادمة من باريس اجتماعات مع” ياسر عرمان” رئيس وفد الحركة الشعبية ولم يفصح الأستاذ “كمال الجزولي” القيادي في الحزب الشيوعي عن تلك اللقاءات، بيد أن المعارضة التي توجد حالياً في” أديس” تشغلها موافقة الحكومة على عقد لقاء تحضيري في” أديس أبابا “يفتح أبواب مشاركتها في الفعل السياسي في قادم الأيام، وبدأت جهود الوساطة والآلية الأفريقية جهودها
في جمع مسار الدوحة والمنطقتين في عملية سياسية واحدة في مسارين، الشيء الذي رفضه وفد الحكومة من الجلسة الافتتاحية قبل عقدها بدقائق محدودة، حيث غادر “د.أمين حسن عمر” و”محمد مختار “واللواء” دخري الزمان عمر”، فيما اتخذ كل من “أركو مناوي” و”أحمد تقد لسان” موقعيهما في قاعه صغيرة ضاقت بحشد المعارضة والوفد الحكومي وأعلن “إبراهيم محمود حامد” رئيس الوفد، استعداد الحكومة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقتين و”دارفور” فوراً تمهيداً لإجراء حوار وطني يؤدي لوقف الحرب ويوطن للاستقرار في السودان من خلال استكمال البروتوكولات الخاصة بالمنطقتين، وحدد “حامد “سقف الحكومة في القضايا الإنسانية بالاتفاقية الثلاثية التي وقعتها “الحكومة” و”الحركة” و”الأمم المتحدة” و”الاتحاد الأفريقي”، وحمل رئيس وفد الحكومة الحركة معاناة المواطنين في “النيل الأزرق” و”جنوب كردفان” طوال الفترة الماضية، وأبدى استعداد الحكومة في هذه الجولة التوقيع على اتفاقية السلام التي يمكن التوصل إليها.
من جهة أخرى أجمع المتحدثون الثلاثة” ياسر عرمان” و”أحمد تقد لسان” و”مني أركو مناوي” على وقف العدائيات بهدف توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين، ووقف العدائيات يقود مباشرة إلى مؤتمر جامع كما كان متفقاً عليه مما يؤدي لتحقيق السلام في “السودان”، وأكد “عرمان “التزامهم بوقف الحرب لـ(6) أشهر، مطالباً الحكومة أن تحذو حذوهم، واتهم “عرمان” الحكومة بعدم الوفاء بما أعلنته من وقف باستمرارها في قصف المدنيين بالمنطقتين و”دارفور”، وقال إن السلام لن يكون شاملاً إلا بالحوار.
وبعد انسحاب الوفد الحكومي الخاص بمسار “دارفور” قال “د.أمين حسن عمر “في تصريحاته لـ”المجهر” إن الموقف تعبير عن رفض قيام منبر جديد في “أديس أبابا” يكون بديلاً للدوحة مكاناً واتفاقية، وكشف عن إبلاغ الوساطة لهذا الموقف ولكنها تمادت في إقحام قضية “دارفور” في غير موضعها، وقال إن الوساطة حرة في مواقفها ونحن أحرار في قرارنا في الوقت الذي قال “أحمد تقد لسان” رئيس وفد حركة العدل والمساواة لـ”المجهر “إنهم يعتبرون “الدوحة” شيئاً لا يعنيهم في شيء، وقال “مني أركو مناوي” إن المفاوضات لا تزال في بداياتها، وفي غضون ذلك انفض الاجتماع الأول بين الوفود في الساعة السابعة وتم منح المفاوضين ساعة واحدة لترتيب أنفسهم وتحديد مواقفهم لمعاودة الجلسات في الثامنة مساءً.
مشاهد وصور من شرفة المفاوضات
{غادر الإمام “الصادق المهدي” “أديس” مساء أمس ولم يشأ زيارة مقر التفاوض ولم يكترث قادة الحركات لوجود الإمام، وكذلك لم يعد “الصادق” عند السفراء الغربيين محل اهتمام.
{لأول مرة يغيب عن جلسات المفاوضات الفريق”جقود مكوار” الذي برر بعض قيادات التمرد غيابه بالاستعداد لصد هجوم صيفي على مواقع التمرد.
{الفريق “عماد عدوي” الذي يقود الوفد العسكري الحكومي له خبرات كبيره جداً ومعرفة عميقة بقضايا وقف إطلاق النار، وقد بدأ الوفد العسكري متناغماً ومتجانساً ويعلم تفاصيل عمليات وقف إطلاق النار.
{السيد “آدم كرشوم” القيادي البارز في الحركة الشعبية وهو من أبناء المسيرية، قال في حديث مع العميد “مركزو” والدكتور “محمد محجوب هارون” الذي زار وفد التفاوض وهو قادم من غرب أفريقيا، إن بعض أعضاء الوفود من الطرفين بعضهم لم يضرب بندقية في ولادة امرأة فكيف يتحدثون عن الحرب.
{الوفود التي تمثل المنطقتين من جهة الحكومة كانت أكثر فاعلية ونشاطاً ومشاركة في المداولات خاصة د. “حسين حمدي” و”أبو مدين”، ولأول مره يتم إشراك المرأة في التفاوض من خلال الأستاذة “خالدة أبو العلا جمعة” عضو مجلس الولايات، والأستاذة “عوضية عجبنا” وزير الرعاية الاجتماعية بجنوب كردفان.
{بدا “مني أركو مناوي” أكثر بشاشة مع الوفود، وقد ألقى كلمته باللغة الانجليزية مثل “أحمد تقد لسان” رئيس وفد حركة العدل والمساواة.
{رئيس الجبهة الشعبية بشرق السودان صافح المهندس “إبراهيم محمود حامد” بحرارة وجلس بالقرب منه، وداعب “مبارك أردول” الوفد الحكومي وقال سيطرتم على كراسي السلطة في الخرطوم والآن تسيطرون على كراسي القاعة.
{السيد “ثامبو أمبيكي” بدا نحيلاً شاحب الوجه غابت عنه الابتسامة التي اشتهر بها بينما مساعده “عابدول” قريب من الحركات المسلحة وبعيد جداً من وفد الحكومة.
{“كمال الجزولي” القيادي في الحزب الشيوعي جاء من “باريس” إلى “أديس” من أجل المفاوضات.
{قبل بداية الجلسة الأولى عقد المبعوث الأمريكي “رونالد بوث” اجتماعاً مطولاً في الفضاء المكشوف بالفندق، مع “ياسر عرمان” الذي ينشط في لقاء الدبلوماسيين والصحافيين، ولكنه لم يطلق أي تصريحات حتى الآن.
{من الصحافيين الذين يغطون جلسات التفاوض “عادل الباز” و”مزدلفة محمد عثمان” عن موقع (سودان تربيون)، و”محمد حامد جمعة” (اس ام سي)، و”محمد عثمان” عن الفرنسية و”عبد الرحمن عمر” عن تلفزيون السودان.