مسألة مستعجلة
نجل الدين ادم
شرور زوار الليل تترى!!
قبل شهور قليلة لجأ إلينا نفر من أهالي الكلاكلة شرق يجأرون بالشكوى من تزايد ظاهرة السرقات المنظمة ليل نهار، وقد تبين لنا خلال تحقيق صحافي أجريناه أن هناك مناطق متاخمة أيضاً، منها “أبو آدم” و”ود عمارة” تعانيان من ذات المشكلة.. استمرار هذه الظاهرة في ظل توالي شكاوى المواطنين يعني أن هناك خللاً يفترض أن تتعاطى معه السلطات المحلية في محلية جبل أولياء التي لا نعرف ماذا تفعل ومشكلة مثل هذه تضرب بأضانها ولا تحرك ساكناً!!
مشكلة السرقات وكثرة زوار الليل بالتأكيد ستكون لها تبعات سالبة إذا سلم الناس بأن المحلية لا تفعل شيئاً وأنها تقف متفرجة واضطروا لحماية أنفسهم بأنفسهم، وشكل شباب الحي دوريات طوعية للحراسة.. لا أحد يضمن أن يتعامل هؤلاء المتطوعون من أبناء الحي مع اللص إذا وقع في أيديهم خاصة وأنهم يكونون في أشد حالات الغضب من تحدي “الحرامية” لهم، وبالتأكيد لن يتعاملوا معهم كما دوريات الشرطة وستحدث عمليات ضرب وتنكيل وتشفٍ يمكن أن تصل حد قتل من يقع بين أيديهم جراء الإسراف في التعذيب، وحادثة لص (الشطة) هي إفراز للتعاطي السالب للسلطات مع شكاوى المواطنين.. والمواطنون عندما يتركون ليحرسوا حيهم ماذا سيكون خيارهم حين يتردد عليه “الحرامية” كما الضيوف ويعدمونه (الحبة)؟ بالتأكيد سيتصدون لهم لحماية منازلهم من هذا الانتهاك المستفز.
كما أشرت، لا أعرف ماذا يفعل السيد معتمد جبل أولياء منذ أن تم تعيينه برغم أن أهالي المحلية استبشروا به خيراً من واقع خبرته، فالرجل كان جنرالاً ناجحاً وله بصمات طوال خدمته العسكرية، لكن الآن الوضع يبدو مغايراً.. محلية جبل أولياء على مر السنين تجدها مصابة بلعنة إهمال المعتمدين الذين تعاقبوا عليها، لذلك هي في مؤخرة محليات ولاية الخرطوم في كل شيء، بدءاً من إصحاح البيئة ومشكلة النفايات التي باتت تحاصر جميع أحيائها خاصة النائية منها، وغياب الطرق الداخلية وغيرها.
أهالي الكلاكلات قاموا بكل ما في وسعهم، حتى أن أئمة المساجد ظلوا ينبهون الناس ويتحدثون عن خطورة الظاهرة.. السيد المعتمد أرجو أن تتعامل مع هذه المشكلة بحجمها وتضع النقاط فوق الحروف، لأن في تمدد الظاهرة تمدد لظواهر أخرى.. تدابير بسيطة يمكن أن تضع حداً لحركة زوار الليل، لكن أين المحلية من هذا الأمر؟؟ أرجو أن يجد أهالي الكلاكلات إجابة شافية تقيهم شرور اللصوص.. حمانا الله منهم، وهو المستعان.