رأي

فوق رأي

عارفني بغرق في شبر شوق


 هناء إبراهيم


تعرف خبر؟!
أنا دي الصحيت حلمانة بيك
وفسرت أحلامي الخطى
الشايلة سري وجاية ليك
تعرف خبر..
أنا دي الـسمعتك ما بتقول
كل الكلام كان مني ليك
تعرف خبر
أنا في الصحف
ما بقرأ غير أخبار مجيك
وحين تجولت بين أخبار الجرايد لم أجد طائرتك قادمة في خبر عاجل، ولا طلتك في نشرة القادمين إلى أحبائهم، حينها تغير طعم القهوة التي كنت أتناولها، وتذوقت طعم الحديث معك عبر الهاتف، قلت لي أخبارك كلها إلا خبري معك، ثم سألتني عن تفاصيلي التي لا تقال لغيرك، فتجاهلت سؤالك الحلال واستبدلت إجابته بإجابة حرام لكنها صحيحة على أي حال )غصباً عن الكنترول شخصياً (قلت فيها كل ما تيسر من شجن وبكيت على أساس الشوق بكاي، وأنا كما تعرفني )بغرق في شبر شوق)..
كتبت على تلك الورقة:
الشوق كافر والحب بكاي
الفرحة تسافر والهم جواي
وأنا عاد قلبي ما بقعد ساي
سواح في الحب فنان في أزاي
وصداع الشوق المزمن لن يهدأ بمسكنات حوارك الوطني ولا ببندول اتفاقياتك الخارجية ولا بحركات جفاك المسلحة..
والله جد..
حيث الحالة الاقتصادية العامة تجبرك أن تشتاق لقائمة طويلة من الأشياء البسيطة..
لذا أحسب أننا بانتظار كميات هائلة من الشوق في طريقها إلينا اعتماداً على الحوار المتعسر بين الجنيه ونظيره الدولار..
نظيره دي ذاتها حارة شوية..
المهم بهذه الطريقة من الممكن أن يخلص مخزون الشوق الإستراتيجي، الأمر الذي يجعلنا نستورد شوقاً من فرنسا وأستراليا والصين.
يعني لما تشتاق للكهرباء المستقرة وتشتاق للطماطم والبصل والزيت والمواصلات حـ يفضل ليك شوق تشتاق بيهو لعربية النفايات من وين؟!
يبقي لازم نستورد شوق وبالدمعة الصعبة طبعاً..
لنصبح بذلك الدولة الأولى عالمياً من حيث استهلاك واستيراد الشوق…
ومن ذلك، الاشتياق للعديد من السلع التي كانت ذات يوم في متناول الجميع..
و…….
تعودنا على جنونك .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية