مسألة مستعجلة
أزمة في مصر ومفاوضات في “أديس” !!
نجل الدين ادم
اليوم تتوجه أنظار السودانيين صوب العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” لمشاهدة فاصل جديد من مفاوضات أكبر مشكلتين تقفان عقبة أمام تقدم البلاد إلى الأمام، والنيران ما تزال تشتعل، وهما ملف قضية دارفور والمنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، ملف دارفور معروف أنه في جزئية محددة لذلك يمكن أن تكون التعقيدات فيه أقل.
تبدأ مفاوضات منفصلة اليوم (الأربعاء) برعاية الوسيط الأفريقي الدائم “ثامبو أمبيكي” والحكومة قد أجرت تغييراً جذرياً في وفديها المفاوضين، حيث سيترأس مساعد الرئيس “إبراهيم محمود حامد” جانب التفاوض بشأن المنطقتين، بينما دكتور “أمين حسن عمر” جانب التفاوض في ملف دارفور. جملة من التحديات تنتظر الوفدين وهما يلتقيان بخصوم مراوغين يجيدون فن المراوغة والاستعانة بصديق ووو..، أتمنى أن تغيب الأخيرة من قاموس الوفدين المسلحين هذه المرة ولا يستعينوا بصديق حتى تمضي المفاوضات إلى الأمام. الفريقان الحكوميان يحتاجان لشئ من المناصرة والتشجيع وهما يخوضان معركة التفاوض هذه المرة، أفضل ما في التشكيلة الجديدة أنها استوعبت الملاحظات السابقة وسخط بعض أبناء المنطقتين في تشكيل الوفد المفاوض، وفي جانب الوفد المكلف بمفاوضات دارفور، وجاءت التشكيلة ملبية للرغبات شيء ما.
دكتور “أمين” يبدو أنه هو الأنسب لتولي زمام التفاوض مع حركات دارفور المسلحة، من واقع متابعة الرجل للملف وتوليه وفد مفاوضات الدوحة التي أسفرت عن اتفاق وضعت بموجبه عدد من الحركات السلاح، وانخرطت في صفوف الحكومة وفق ما يضمن لهم مطالبهم. أيضاً تم تطعيم الوفد ببعض الوافدين الجدد وهذه أيضاً ميزة جيدة شأنها أن تسهل من عملية كسر حاجز تحقيق تقدم في جولات التفاوض السابقة. نتمنى أن تكلل جهود هذه الجولة بالنجاح وإحراز تقدم في الملفين.
مسألة ثانية .. أيام مضت .. وما تزال الغيوم تخيم على أوضاع بعض السودانيين في مصر وتعامل السلطات هناك معهم بصورة تعسفية، لا تشبه أزلية العلاقة التي تجمع بين البلدين. الشارع السوداني بدا الآن أكثر سخطاً ومعلومات تترى بشأن التعامل المشين مع السودانيين المقيمين هناك، الوسائط امتلأت أمس غضباً وسخطاً على معاملة أهلنا بصورة غير لائقة ومصادرة أمتعة البعض، وحق على السودانيين أن يطلقوا حملة مقاطعة السفر إلى مصر في ظل صمت السلطات هناك وعدم المبالاة بما يصرخ به السودانيون الذين تعرضوا إلى انتهاكات. لا أتخيل أن هناك جديداً جعل مصر تغير في مواقفها في التعامل مع السودانيين إلا سبباً واحداً وهو ملف سد النهضة، ومعروف عن القاهرة أنها دائماً ما تستخدم معنا حرب الملفات، وما أن تطرأ قضية إلا وتجدها اتجهت صوب قضية حلايب التي تظل مبردة لتخرجها لنا بغية التعامل معها ككرت رابح لتمرير شيء آخر. أتمنى أن تعلو نبرة الحكومة في التعاطي مع هذا الملف. وأمس قد شاهدنا جميعاً حجم التعذيب الذي تمارسه السلطات هناك، فهل من قرار جرئ يعيد للسودانيين كرامتهم؟!