"نافع"
ثارت ثائرة أحزاب المعارضة ورموزها على الدكتور “نافع علي نافع” القيادي بالمؤتمر الوطني والذي دك حصون المعارضة – إن كانت لها حصون – بمدفعية ثقيلة من الانتقادات اللاذعة في ندوة جماهيرية بمنطقة الكلاكلة أمس الأول. المعارضة ستمارس كالعادة عادة العويل وادعاء أنها حمل يتعرض لتحرش من ذئب ! وسيحرف بعضهم الأمر إلى مظان أن “نافع” هو الرأس المحرك لأنشطة الحزب، وأنه ليس رجلاً يجلس على المدرجات وإلى ما ذلك من خزعبلات، بينما لن يسأل في المعارضة نفسه لماذا (تتضقل) الحكومة وحزبها بالمعارضة في كل مناسبة ؟!
الإجابة ببساطة لأن المعارضة تثبت في كل مرة أنها منتهية وهالكة ولا وزن لها أو رائحة ناهيك عن الطعم؛ الندوة الجماهيرية في الكلاكلة التي خاطبها “نافع” وعدد من الأحزاب غير المعارضة شهدت حضوراً كبيراً ومهيباً، لو احتشدت الجبهة الثورية وقوى الإجماع ونداء باريس وميثاق أسمرا بصيغها الأول لما حشدت نصف الحضور، وهذا دليل صغير أن خطابها غير مسموع أو مرغوب أو يأبه له أحد، بدليل أنها تملك الحق لكنها لا تقيم نشاطاً أو تملك قاعدة تخاطبها.
أثبت “نافع” أن حزبه ولسانه يملك شيئاً يقوله وقد امتلك الشجاعة والحضور والأهم من هذا الشجاعة المعنوية، ليثبت مواقفه على تلة من التحدي في الهواء الطلق، فيما تكتفي المعارضة وقيادتها بخطابات الهاتف وكأن هذا الشعب مغفل لدرجة تصديقه أن الحكم يمكن أن يسقط بمثل هذا النوع من ممارسة السياسة عبر الألياف الضوئية. وبالمناسبة فإن سماح الحكومة لحملة سلاح بمخاطبة الناس في حد ذاته مؤشر ثقة، لأني أوقن لو أن الوضع كان مغايراً لما تمكن قيادي بالمؤتمر الوطني من قول كلمة في وضع مماثل.
إن بؤس المعارضة ثابت ومعلوم فهي قد رهنت مواقفها لآخرين يكفلونها بالمال ويوجهونها لذا لم تعد تملك شبراً في الوجدان الوطني، فهي ضد الحوار الوطني وضد السلام وها هي تجتمع في باريس لتأخذ موجهات أولياء نعمتها بالتعويق والمماطلة، ولو كانت فعلاً معارضة سودانية لقدمت صالح الشعب والمواطنين لكنها لن تفعل.
لو أن لي قضية سياسية وموقفاً ضد الحكومة لما ترددت في منازلتها في الشارع بالحوار والنقاش، والقانون الذي منح الأحزاب إقامة ندوة في أحياء الكلاكة يمنح هو نفسه ذات الحق لـ”عرمان” و”جبريل” و”عقار”، لكنهم لن يأتوا وسيظلون هكذا غياباً ثم يبكون من ضربات أحزاب الداخل.