رأي

بكل الوضوح

نجومية (أبو القنفد)!!
عامر باشاب
 
{ الشعب السوداني أصبح من أكثر الشعوب التي تقع فريسة للشائعات بسرعة كبيرة، وصلت مرحلة الوباء الاجتماعي الذي أصاب جسد كل فئات المجتمع وسيطر على عقولهم لدرجة أن جميع السودانيين الآن لا يستطيعون التخلص من وباء الشائعات أو على الأقل البعد عنه. 
{ في اليومين الماضيين راجت شائعة بيع الحيوان الخلوي (أبو القنفد) الشهير بـ(أبو شوك) الذي وصل سعره فجأة وبدون مقدمات إلى ملايين الجنيهات، بعد أن أشيعت روايات وحكايات عن اكتشاف مادة بداخله تعالج مرض السرطان دون تحديد لنوع ذلك السرطان. 
{ الشائعات بدأت بحملات هامسة هنا وهناك.. وعن طريق “واتساب” و”فيسبوك” تم حبك قصص عن قدوم رجال أعمال سعوديين لشراء قطيع من (أبو القنفد.. ضكر)، ومن هنا تحولت الشائعة إلى ريح عاصفة جعلت الجميع داخل وخارج العاصمة يحملون الكشافات اليدوية (البطاريات)، وينتشرون في المناطق الخلوية بحثاً عن نجم الموسم (أبو القنفد).
{ وأهلنا في كل وادٍ، في البنادر والبوادي شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، بدل أن يشمروا عن سواعدهم لفلاحة وزراعة أرض الطيبين، استنفروا كل طاقاتهم  من أجل القبض على (أبو القنفد).
{ بالأمس زارني نجم الدراما السودانية القدير “الهادي الصديق” (دكين)، وقبل أن يجلس سألني متعجباً عن (دراما أبو القنفد) التي شغلت الناس وحكا لي بأن أحد معارفه بالجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور أكد له أن المواطنين هناك ظلوا يسهرون الليالي بحثاً عن أمل الثراء السريع المدعو (أبو القنفد). والزميلة “سعدية إلياس” قالت لي إن الناس في مناطقهم بالنيل الأبيض (شبشة) وما جاورها، جن جنونهم بالبحث عن (أبو القنفد).
{ هكذا سحب (أبو القنفد) بساط النجومية من تحت أقدام نجوم التسجيلات في أندية القمة (الهلال والمريخ)، كما خطف الأضواء من نجوم السياسة المشاركين في الحوار الوطني والرافضين له.
{ والغريب في الأمر أنني لأول مرة أعرف أن (أبو القنفد)، (أبو شوك) له وضعه ومكانته في قانون حماية الحياة البرية مثله والأسد والنمر والغزال والنسر. 
{ فبالأمس أوردت هذه الصحيفة (المجهر) أن شرطة الحياة البرية بالخرطوم ضبطت بعض الأشخاص بحوزتهم (أبو القنفد) وعدّتهم  مخالفين لقانون الحياة البرية الذي يحظر تملك بعض الحيوانات البرية.
} وضوح أخير
 أخيراً.. أعتقد أن الثعابين هي الوحيدة المستفيدة من حملة القبض على (أبو القنفد )، وما ينتج عنها من خلل في التوازن البيئي،
وكذلك من المستفيدن تجار الكشافات الصغيرة (البطاطير).
{ ختاماً. فيما يخص حملة (أبو القنفد). . نحن في انتظار تصريح أو تعليق من الخبير في مجال الحياة البرية البروفسور “محمد عبد الله الريح” (حساس محمد حساس) . 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية