حوارات

القيادية المثيرة للجدل "تراجي مصطفى" في حوار مع المجهر (2/2)

*بعض ناشطي دارفور سعوا لتصفيتي من خلال استئجار مصريين
 *الشيوعي لن يكتسح الجماهير ما لم يمس قضايا الشعب

*المفاوضات لا تأتي بسلام و”ياسر عرمان” مرغم عليها

حاورتها عبر الهاتف / فاطمة مبارك
*{ألا تخشين على حياتك مما تواجهينه  من انتقادات  لـ”ياسر عرمان” و”وليد حامد” عبر الواتساب ؟
-حياتي ليست أغلى من حياة كثير من الشرفاء السودانيين والسودانيات والذين ذهبوا في إطار البحث عن وطن عادل، يقوده قادة تنفيذيون شفافون يجلبون العدالة لشعبهم.
{لكن قد تتعرضين لمخاطر؟
-المخاطر واردة ليس من هؤلاء فقط، هناك أعداء لا أعرفهم لكنهم يعرفوني تماماً وهم يتحركون ضدي.
{هل تعرضتِ لمحاولات اغتيال؟
-في زيارتي الأخيرة للقاهرة سعى بعض ناشطي دارفور من المنتمين للحركات، سعوا لاستئجار مصريين لقتلي ورصدوا مبالغ ضخمة، وكنوع من الذكاء يريدون أن تتم التصفية بأيدٍ مصرية، ولكن لن يستطيعوا.
{تقصدين أنك لديك حماية؟
لا أريد أن أقول لك إن “تراجي” محمية بدعوات الغلابى والصادقين الذين اكتووا بفساد هؤلاء المفسدين،  ومن يسر في مثل  هذا  الطريق لا يخاف والموضوع ليس “وليد حامد” و”ياسر عرمان” وحركات دارفور الموضوع داخلة فيه “مريم الصادق”.
{ما دخل “مريم”؟
-هي من أول الناس الذين يريدون قتل “تراجي” ..هذه شلة ألقت بثقلها خلف القوى المسلحة الدموية  ويعرفون دمويتها وفسادها وعدم كفاءتها للحكم ورغم ذلك يدفعونهم، ويظنون أنهم عندما يصلون للحكم  يمكن أن (يزحلقونهم) ويستولون على السلطة، هذه القوى الضعيفة المتآكلة مستعدة لارتكاب أي جريمة حتى لا يحكم هؤلاء المسلحون.
{من تقصدين بالقوة المتآكلة؟
-الأحزاب الكرتونية، الآن هناك حزب الأمة الذي تقوده “مريم الصادق” وحزب أمة آخر غير حزب الأمة الأصلي نفسه وغير حزب الأمة “عبد الرحمن” و”مبارك الفاضل”، هنالك مليون حزب أمة، ومثل ناس المؤتمر السوداني.
{والحزب الشيوعي؟
-الحزب الشيوعي موجود في نداء السودان لكن أنا أحفظ مكانته لا يتآمر مثل هذه التآمرات ولا يدخل فيها لأنه حزب لديه مؤسسية، يموت “الخطيب” ويشتمون “يوسف حسين” ولا يفتكرون هذه نهاية الحزب، ولكن هنالك أشخاص آخرون يظنون أنهم لو (هبشوهم) كأن هؤلاء كفروا ونسميهم حزب الرجل الواحد والمرأة الواحدة، هؤلاء جميعهم لو وجدوا طريقة تخفي “تراجي” من الأرض لفعلوها وأنا مدركة لهذه الأشياء ومدركة لوسائلهم السياسية غير النظيفة، ولكن أقول لهم  لو ماتت “تراجي” أو ذهبت سيتحول كل الشعب السوداني لتراجي ووقتها يا ويلهم.
{تحدثتِ في إحدى تسجيلاتك عن أنك ستكشفين عن عنصرية الشيوعيين متى ستقدمين على هذه الخطوة؟
-أنا كشفتها already، ولكن كلمة الشيوعيين بالألف واللام صعبة وكأنها تعني كل الشيوعيين، لا طبعاً نحن نتحدث عن بعض من دخلوا الحزب ولم يستوعبوا أي فكرة، ولكن للأسف هم غالبية من القيادات.
{ما دليلك على ما تقولين؟
 -الدليل خروج نوابغ من أبناء الهامش من الحزب الشيوعي السوداني وتركوا استقالات تاريخية ولو الحزب (بيستفيد)، لأن هؤلاء احترموا خصوصية الحزب وأعطوه  نقداً مؤسساً لعدم إحساسهم بجدية الحزب في قضايا الهامش، لكن لم يتعلموا الدرس وهذا الحديث له سنين طويلة ويتم من فرعيات كثيرة .. أصبح السؤال هل هذا الحزب يمتلك حلولاً لمشاكل السودان.
{ونحن بدورنا نسألك؟
 -أنا أعتقد أن الإجابة لا حتى الآن، فشل في أن يمازج بين الحداثة والإرث التاريخي، هنالك مدارس كثيرة جداً في التقدمية الآن وفي النظريات الاقتصادية وفي قضايا قد تعتبروها حديثة، ولكنها تمثل الكثير لشعوب العالم نشعر أن الحزب الشيوعي السوداني تقليدي، وهذا يمكنني أن أعطيك له تسجيلاً خاصاً وعميقاً، وهنالك حديث كثير يجب أن يملك للشعب السوداني.
{حول ماذا؟
-حول رأيي أنا تحديداً وإن كنت لا أمثل شيئاً لفطاحلة الحزب الشيوعي الذين يدعون أنهم يعرفون كل شيء في العلم والاقتصاد،  لكن بعلمنا  البسيط قادرون  أن نفند بأنه حزب غير  قادر على اكتساح الجماهير، ما لم يلمس قضايا أخرى أصيلة في تحديات الشعب السوداني.
{ألا يتحدثون عن الطبقة العاملة ووسائل الإنتاج؟
-موضوع ملكية وسائل الإنتاج وسيطرة الطبقة العاملة نقول  بلدنا اقتصادها غير صناعي حتى تتكون فيها طبقات عاملة، ولذلك نحن نشعر بغربة المداخل التي اعتمدها الحزب الشيوعي في تحليل الأزمات السودانية.
{من حديثك يبدو أنك تختلفين مع الحزب الشيوعي فهل هو اختلاف فكرة أم وسائل؟
-أنا ذكرت في الإجابة السابقة أن منهجية تحليله لتحديات الشعب السوداني آنا اختلف فيها  معه، باعتباري دارسة لعلم الاجتماع وعلم الاجتماع أعطاني دراسة منهجية واستنباطاً لتحديات كل مجتمع والتباينات المجتمعية  فيه، وهذه تجعلني قادرة على النظر للأمور بشكل واضح.
{إلى ماذا أوصلك هذا الوضوح؟
-أفتكر الحزب الشيوعي إذا اعتمد على النظريات الماركسية في تحليل الواقع السوداني يكون مخطئاً.
{ هذا من ناحية الفكر ماذا عن الوسائل؟
 -وسائلهم لم تكن سيئة إلى أن رموا بثقلهم وراء  الحركات المسلحة، فالوسائل القديمة مثل الاحتكاك الجماهيري والتواصل والاستماع لو اعتمدوا عليها كانت ستوصلهم إلى منهجية تلائم منهجية الشعب السوداني.
{حسب معرفتك بـ”ياسر عرمان” هل هو جاد في التفاوض مع الحكومة؟
-“ياسر عرمان” حالياً يتفاوض من باب الإنسان الذي يقال عنه مجبر أخاك لا بطل، “ياسر عرمان” ليس جاداً في التفاوض ولا يشعر بأنه يجدي ولكنه مرغم.
{من أين أتى الإرغام؟
– الإرغام لم يأتِ لهزائم الحكومة لكن حالياً هو مقبل على التفاوض ومتشبث به، والآن “ياسر عرمان” للأسف الخرطوم التي يتحدث عنها زمان بأنها خرطوم الإنقاذ، الآن هو في أعماقه يحسها  البقعة الأكثر أمناً له من أي مكان في العالم .
{لماذا؟
-لأنه يعرف ماذا عمل للآخرين والآن هو يحبو على يديه وقدميه لتقبل به الخرطوم.
{قلت  “ياسر” يعمل لصالح الحزب الشيوعي كيف عرفتِ ذلك؟
-“ياسر” يعمل لصالح مصالحه الشخصية مستغلاً بعض صداقاته وبعض تقارباته مع شيوعيين انتهازيين وليس النزهاء، لأن لدي معلومات بأن لا “صديق يوسف” راضٍ عنه ولا “فاروق أبو عيسى” راضٍ عنه ولا “حيدر إبراهيم”،  في معسكرات أخرى تقدمية راضين عنه، أفتكر “ياسر عرمان” يستغل بعض الشيوعيين المتمردين على الحزب ولكنهم تحولوا للانتهازية، وبعضهم توهم أنه من خلال موكب “ياسر” سيصل للحكم هذه ناحية.
{ماذا عن الناحية الأخرى؟
-الشيء الآخر هؤلاء يدعمون “ياسر” بأجندتهم فقط و”ياسر” اليوم يمكنه أن يتخلى عن العلمانية ويريد الحكم فقط بأي طريقة، لكن شوية الشيوعيين الذين يصنعون له آلته الإعلامية  هم الذين يفرضون أجندتهم العلمانية، لذلك نحن قلنا المطالب ليست مطالب أهل جبال النوبة هذه مطالب فئات أخرى.
{أبناء النوبة ليس من بينهم شيوعيون؟
-صحيح عدد كبير منهم شيوعيون ولكن هناك انتهازيون من أحزاب أخرى فرضوا على “ياسر” للأسف، من ناحية المبادئ الأجندة تبدو أجندة الحزب الشيوعي، لكن هل الحزب الشيوعي بلجنته المركزية هو متورط في هذا الشيء .. الإجابة لا .. ولكن هنالك شيوعيين لا يلتزمون بأجندة الحزب هم الساس والرأس والمفكرون لياسر عرمان وهم الذين جاءوا بالمسبات والشتائم لحزبهم .
{قطاع الشمال سيتفاوض مع الحكومة ماذا ستفعلين؟
-أولاً كل هذا النقد والفاعلية والحدة والنشاط الذي أبديها من أجل السلام، ولا يوجد من يرفض السلام وأنا أدعم هذه المفاوضات، لكن أرغب في وجود ممثلين حقيقيين محترمين وسط أبناء جبال النوبة وينالون  ثقة  أهل المنطقة  غير ذلك لن تقف الحرب.
{لكن المؤتمر الوطني يفاوضهم نيابة عن أصحاب الحق؟
-المؤتمر الوطني يعلم أن هؤلاء فاسدون وملفوظون وهو سعيد على أن يحصل على تنازلات منهم ويعرف أنهم  لا يستطيعون أن يطأوا الميدان، وهناك محاولات جادة لتصفيتهم من شدة الغبن الجماهيري وهذا كله المؤتمر الوطني يعرفه.
{ماذا تريدون أنتم؟
-نحن لا نفكر في مصلحة حزب ولا شلة، نفكر في مصلحة وطن وشعوب ظلمت وقهرت سنين وحان الوقت لإنصافها، ويبقى هل سنصل إلى مفاوضات حقيقية حاسمة لموضوع الحروب للأبد أم تنجز اتفاقيات سبهللية كرتونية غير أصلية تؤدي إلى اندلاع آخر مجدداً.
 نحن ما نريد من كل الأطراف أن يتم إنجاز اتفاق أصيل وهذا لا يتم إلا بمفاوضات العناصر الحقيقية التي تحظى باحترام جماهيري داخل جماهيرها حتى لا تلحق جبال النوبة بجنوب السودان لأنه أنجزت نيفاشا ولم نحافظ على السودان الموحد، وهذا سبب النقد لكن ليس لدي مشكلة في أن يذهبوا ليفاوضوا وليس لدي مشكلة في مقابلتهم بل هم الذين سيكون لديهم مشكلة في مقابلتي وتحمل أسلوبي.
{ قلتِ الحكومة تعرف الكثير ماذا تعرف الحكومة عنهم ؟
– الحكومة لديها معلومات كثيرة عن انشقاقات بينهم والمفاوضات لا أعتقد أنها ستمضي بصورة (كويسة) والشيء الثاني أبناء هذه الأقاليم وبناته سواءً كانوا في دارفور أو جبال النوبة أو النيل الأزرق، غير مقتنعين بتمثيل هؤلاء لهم  إطلاقاً.
{ لماذا؟
– لا هم أكفأ الناس ولا أكثر الناس علماً أو إخلاصاً بل بالعكس ينظرون لهم باعتبار أن فيهم فساداً كبيراً وأياديهم ملوثة بدماء كثيرة، وبالتالي هم أصبحوا خايفين من الجماهير يريدون الوصول لأي اتفاقيات في الخرطوم حتى يحتموا بحراسات مشددة باعتبارهم يحملون وظائف دستورية، (لأنو هناك بلاوي) وتصفيات حصلت في الميدان وهناك أشياء كثيرة غير عادلة تمت وهم يعلمون ذلك والمؤسف، لذلك هذه ليس مفاوضات هذه مسرحيات تتم وأموال خرافية تصرف عالمياً، ولن تأتي بسلام حقيقي في السودان.
{ ما علاقتك.. بحركات دارفور ورأيك في الخلاف بين مكونات الجبهة الثورية؟
– أختي “فاطمة” حنختلف مرة أخرى في كلمة حركات يبدو أنك تتحدثين عن شلة “أديس” أما كلمة حركات دارفور فهي كلمة كبيرة جداً وهناك تيارات مغيبة وغير موجودة، في “أديس أبابا” علاقتي بكل المهمشين من الإعلام جيدة فهم حاملون سلاحاً لكن همشوا إعلامياً، فالقواعد الجماهيرية لديها تقدير لشخصي أم العدد المحدود من أسر رؤساء الحركات فهم يعادونني.. لأنهم يعتقدون أن الكيكة اقتربت من فمهم وبعد ما سال لعابهم “تراجي” هي من ضيعت عليهم هذه الكيكة.
{إذاً ليس لديك علاقة معهم؟
-أنا لست حريصة على علاقة معهم مع أنني  في كل نقد كنت حريصة على توضيح الحل لهم دائماً أقول الاعتذار والتراجع عن هذا الفساد المالي.
{كيف؟
 -يردوا المال العام ويعالجوا جرحاهم والفساد في سياساتهم وممارستهم التنفيذية يمكن حله بإشراك حقيقي، لكل القواعد الجماهيرية التي تشارك معهم ويكفوا عن التكالب الأسري ولفظ خشوم البيوت الذي أقحم علينا لاحقاً في الثقافة السودانية.
هذه حركات مسيطر عليها من قبل أسر محددة في داخل كل عشيرة وخشم بيت وضحنا إليهم الحلول يعني كل تسجيل مهما كان حاداً ومُراً أو قاسياً في نهايته كان هناك كلام عن الحلول، لكن للأسف هم يتشنجون ويهملون النقد وما قدمناه من حلول وهذه ليست حلول “تراجي”، وإنما حلول أهل دارفور كلهم لكن هم لا يريدون السماع.
{ في أي سياق فهمتِ الخلاف حول رئاسة الجبهة الثورية؟
– أعتقد أنه شيء إيجابي أنو ينفجر خلاف بينهم  وهذا في مصلحة الشعب السوداني  الذي شاهد تطبيقاً وتمريناً جيداً وعرف من هم قيادات هذه الحركات، التي لا تحس بمعاناة أهلهم في المعسكرات، وهم بنفس التماطل والتباطؤ يريدون استهلاكنا في صراع الرئاسة.
{ألا يعبر عن ديمقراطية؟
-أبداً، كل التيارات أعتقد أنها غير ديمقراطية “جبريل” الذي يطالب “عقار” بالتنازل هو داخل حركته لا يمكن أن يعمل انتخابات، “عبد الواحد” لا يمكن في داخل حركة تحرير السودان أن يتنازل عن الرئاسة، “مناوي” كذلك تبقى هذه مرضة موجودة في هذه التنظيمات.
{ هل هناك اتصالات بينك وبين الحكومة الآن حول الحوار؟
– لا توجد أي اتصالات رسمية كل الموجود أن بعضهم معانا في مجموعة الواتساب ونتناقش معهم كسودانيين كما نتناقش مع البعثيين والمؤتمر الشعبي والإصلاحيين وحزب الأمة، والاتصال الوحيد الذي تم كان بخصوص الدعوة للحوار ولا أعتقد أنه تم على مستوى عالٍ.
{ مع من تم؟
– تم مع الأستاذ “عبود” المنسق للحوار وهناك آخرون عندما أقابلهم في وسائل التواصل الاجتماعي أرحب بهم وأناقشهم ويردون علي، إما كتابة أومن خلال  التسجيلات.
{لا يوجد اتصال مع شخصية أخرى ؟
– أنا قلت هناك اتصال مع “إحسان عيسى” وهي أساساً حزب أمة لكن فاعلة من خلال كيان اسمه نساء الأحزاب، وجمعتنا بالأخ “عبود جابر” مسؤول التنسيق وهي مكالمة واحدة بعدها أصبحت أكتب مع بعض الموجودين في داخل الحوار، إن كانوا مؤتمراً وطنياً أو غير مؤتمر وطني، لكن لا توجد اتصالات بمستوى أعلى من ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية