رأي

عز الكلام

 على عينك يا تاجر!!
أم وضاح
عايني يا ولية ضاربة لي لشنو؟؟ أنا مش الصباح أديتك مصاريفك؟؟ آه أجيب عيش تاني أنتي أهلك ديل ما بشبعوا؟؟ ما عندي! أمشي جيبي طماطم ودكوة (موصيا) ليهم تأكلوا السم!! أجيب ليكم من وين يعني؟؟ حريقة تحرقكم (تيت)، ولفظ نابي يقوله الرجل دون أن يحس. الحوار السابق والذي هو من طرف واحد تدور تفاصيله عبر الهاتف داخل المواصلات وبالتالي لم يكن متاحاً أن نسمع ما يقوله الطرف الثاني، وإن كنت قد استنتجت سبب (القيامة الرابطة) وعلى (هايس) تتهادى في مسيرها.. جلست سيدة في متوسط العمر تحمل هاتفها النقال وتتحدث مع أخرى لتقول لها بكامل الأريحية. أي ما بمشي ليها تمشي بطنها. هي لي ما جات باركت لي عرس أخوي دايراني أمشي أبارك عرس أختها (الخوخة التشرط خشمها). ويظل الحوار من طرف واحد منداحاً وصاحبتنا ناسية تماماً أنها تجلس في مواصلات عامة بها عشرات العيون والآذان التي تسمع وتشاهد هذا العرض وعلى عينك يا تاجر!!
قصدت من هذين النموذجين أن أعكس سلوك كثير من الناس في الأماكن العامة وخاصة المواصلات وهم ينسون أنفسهم تماماً، ويجعلون الخاص عاماً وما هو غير مباح لمن يستمع، وماخدين راحتهم على الآخر في نسج حكايات شخصية وعائلية وربما عملية، لا ينبغي أن تطرح هكذا على العلن دون حجاب أو ساتر ولو أن هذا السلوك فردي أو قليل الحدوث لما قلنا حاجة أو منحناه هذه المساحة المقدرة، لكن الظاهرة وللأسف أصبحت تتكرر وشهودها كثر وكأن الناس قد خلعت برقع الحياء وأماطت اللثام عن تفاصيل حياتها، هكذا دون أي وازع ضمير أو أخلاق. وعلى فكرة السلوك الخاطئ في الأماكن العامة هو أمر لا يخضع لقوانين وتشريعات، ولا أظن أن هناك جهة تستطيع أن تقول لفلان اتكلم بصوت منخفض أو تأدب وهذب نفسك وأنت مطروح في ساحات التعامل العام الذي يتعدى حوش الخاص مما يجعل له قوانين ولوائح إنسانية متعارف عليها، والإنسان هو رقيب نفسه وقاضيها الأول الذي يراقبها ويحاسبها أولاً بأول، لأن السلوك الفردي إن تكرر يصبح ثنائياً وإن تعدد يصبح سلوك أمة ومجتمع، لكل ذلك أرجو أن يعود للمجتمع السوداني القدر الذي كان يتمتع به من (حشمة)، ولا أقصد فقط حشمة المظهر لكنها بالتأكيد حشمة الأخلاق والمعاملات ورقي التصرفات التي هي وحدها الحد الفاصل بين السلوك الإنساني والحيواني.
كلمة عزيزة
في واحدة من صحف الأمس واعتذر إن لم أتذكر اسمها قرأت خبراً مفاده أن السادة نواب البرلمان قد حملوا الشعب مسؤولية الفقر وتدهور اقتصاد البلاد، وقالوا إن السودان بلد غني لكن تراخي الشعب وعدم جديته أدى لوصوله إلى هذه المرحلة. (عليكم الله ذي ديل هسي يقولوا ليهم شنو) ويردوا عليهم بشنو، والشجاعة تخون من أطلق هذا التصريح وهو يعاين للفيل ويطعن في ضله وما قادر يقول للحكومة، إنها سبب بلاء وابتلاء الشعب السوداني ومعظم إن لم يكن كل خيراته تذهب إلى حيث لا ينبغي أن تذهب، والظل الإداري قد تمدد إلى ما لا نهاية ووظائف ومناصب الترضيات تهدى للخاصة ولذوي القربى من دفتر حساب الشعب السوداني العظيم الذي يستحق قلادة شرف على صبره وطولة باله، وهو يسمع عن المليارات (تسف) والخزائن (تعض) ولا حياة لمن تنادي. يا أخي اختشي وإذا بليتم فاستتروا!!
كلمة أعز
انتو قائلين الفساد ده إلا سف قروش، الفساد أيضاً يشمل من يقصر  في وظيفته ولا يؤديها كما يجب. وبالتالي يا ناس الكهرباء سبب القطوعات المتكررة شنو؟ احترموا المواطن وضعوا بين يديه الأسباب!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية