ولدنا !
لا استلطف الإشارة إلى منطقة الشخص الذي يكلف بمنصب مال ،والموقع الذي تقلده أو نحي عنه ، إذ كثير ما يصدر قرار يصعد بشخص أو يهوي بآخر، فنجد في ثنايا الإشارة إليه زهواً وخيلاء إنه من مواليد كذا وأهله من كيت، كأنما البعض يسرف في سودانية الرجل وعزته وعزوته، والأصل في الأمر إنه كلف بموجب مطلوبات وتقديرات استوفت معايير أخرى غير الجغرافية، والحقيقة أن القرارات الرسمية تترفع عن ذلك فيما تسرف الجهات الأخرى وبعض الإعلاميين في الأمر
أيام تعيينات الولاة برزت ظاهرة تفويج المكلفين الجدد بنسق أقرب إلى) سيرة عرس)، ولولا مظنة الخجل لنثر البعض الضريرة وأذاع البخور على المكان والمكلف، وقلت يومها أن هذه بدعة كان المؤسف فيها أن غالب الناشطين فيها إعلاميين، وإشكالية هذه التصرفات إنها تكرس لمشاعر غير ايجابية وتلقي لمعايرة جهوية في النقل والإعفاء،و لا تفعل شيئاً سوى توسعة شرخ ثوابت قناعات الناس بمعاني التسامح والتماسك الوطني الذي في مواقيت الولاية في العمل العام يجب أن تحضر بمعاني أكبر من هذه الانحيازات الضيقة
الأصل في أمور التكليف أن من لم يسرع به عمله لن يشفع له نسبه، ودوماً من الأفضل قياس أداء المؤسسات بتاريخ وتميز العاملين بها أكثر من تصنيف قبائلهم وجهاتهم ومساقط رؤوسهم ، ولا أرى غضاضة في أن تكون مؤسسة ما كاملة لجهة جغرافية، طالما أنهم شرفاء وقادرون على العطاء وقدمهم كسبهم لثقة القيادة فيهم، ولذا فإننا بحاجة لإشاعة شي من الوعي يجمع ولا يفرق ويتعافى في المقاصد أكثر مما نرى ونتابع
الأمر كذلك يحتاج إلي مواقف أكثر حسماً من السلطات نفسها، ليس مطلوباً من مسئول أن يكون في موضع اشتباه، ومن ذاك تجدد ظاهرة أفواج المرافقين لمعتمد أو رئيس محلية على نحو ما حدث الأسبوع الماضي حينما قامت طائرة من عاصمة ولائية طرفية (تسير) معتمداً إلى محليته الحدودية بحشد من القيادات الأهلية والرسمية، وبالطبع الإعلاميين حيث نجا القوم من حادث تحطم طائرة لطف الله أنقذ من كان فيها، فعادوا من حيث أتوا وتحول الأمر للتهاني بالنجاة للوفد العريض
شخص دستوري كلف كان يمكن أن يستغل مركبة براً أو يذهب فوق ظهر دابة و(خلاص انتهينا) ولا داع لتعطيل مصالح الناس وزيادة تكلفة الإنفاق بالولائم والاحتفالات لشخص سيستلم محلية الراجح أن فيها مائة مشكلة، الإنفاق عليها أولي من بذل المال للضيوف، لاسيما أن المحلية داخل حدود الولاية والوطن وليس في فضاء القدس الشريف
بعض التصرفات تأتي من حيث لا ترجو وتظن، بشواهد غير مريحة من حيث التكريس بأن التكليف تشريف ومهرجان لانتصارات الأشخاص، وهذا مرفوض وغير مستحب ،ولو كنت معنياً بالأمر في هذه الدولة لأصدرت توجيهات صارمة ملزمة للولاة والمسئولين، فهذا بلد للجميع ومن يقدم للخدمة يقدم لكونه (ولد) الوطن والشعب وليس (ولد ) محلية أو جماعة أو حزب مع احترامنا للجميع.