ثغر السودان الباسم يتحول إلى بائس ..وتردي مريع للبيئة بشوارع المدينة
في جولة لـ(المجهر) وسط بورتسودان
بورتسودان – سيف جامع
لم تمض أقل من خمسة أشهر من التغيير الكبير فى ولاة الولايات حتى طفح حديث المواطنين عن الانجازات التي حققها الولاة الجدد ،خاصة في الولايات التي ارتبطت فيها التنمية بأسماء بعض الولاة مثل (البحر الأحمر) التي ارتبطت الطفرة الكبيرة فيها بواليها السابق “محمد طاهر أيلا” الذي تم تنصيبه والياً على ولاية (الجزيرة) .
رصدت (المجهر) بولاية البحر الأحمر بعد خمسة أشهر من التعيين آراء وتعليقات المواطنين كما رصدت بالكاميرا مظاهر تردي البيئة بالمدينة السياحية الأولى التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية حتى صنفت بأنها من أنجح تجارب الحكم اللا مركزي في السودان، إذ استطاع واليها السابق “محمد طاهر أيلا” تطبيق الحكم الرشيد، وجعل التنمية واقعاً عملياً ،وهذا ما أجبر عدد من قيادات الدولة وزوار الولاية من الضيوف أن يتغزلوا في تجربة البحر الأحمر.
لكن بعد مغادرة (أيلا) للولاية وتنصيب (علي أحمد حامد) خلفاً له هل ستستمر الولاية بذات الوتيرة نحو التنمية، هذه التساؤلات تطرح في الوقت الراهن بالشارع العام بالولاية وفى انتظار الأجوبة
(1)
الخميس الماضي هطلت أمطار غزيرة بالولاية وكان قد اعتاد مواطني مدينة بورتسودان أن يصحوا اليوم الثاني ويجدون الشوارع خالية تماماً من المياه بفضل عمليات شطف ونقل مياه الأمطار عبر الشاحنات إلى البحر لكن هذا الخريف ظهرت صورة أخرى للمدينة إذ ما زالت المياه راكدة في الشوارع والأحياء
(2)
يتحدث أهالي المدينة عن العهد الجديد في جميع مجالسهم حيث يقول الكثير منهم أنهم حتى الآن لا يعرفون خطة الوالي الجديد في التنمية وهل سيسير على نهج سابقه (أيلا) الذي أهتم بالسياحة والبنية التحتية أم سيكون بخلاف ذلك ، التساؤل العريض في ذهنية مواطني البحر الأحمر ربما تجيب عليه الأفعال ،خاصة وأن أهل المدينة يهمسون بأن الوالي الجديد مناهضاً للسياحة ،رغم أنها أضحت إحدى الاقتصاديات المهمة للولاية و إغلاق مقهى (بنة كافي) خير دليل على توجه الوالي الجديد
(3)
اشتهرت الولاية بمهرجان البحر الأحمر السياحي السنوي الذي يدشنه عادة رئيس الجمهورية المشير “البشير” في شهر نوفمبر ويحقق المهرجان بنهايته عائدات كبيرة للولاية ، لكن هذا الموسم لا توجد أي استعدادات من قبل حكومة الولاية فكانت المدينة تدهن شوارعها ومؤسساتها وكورنيشها مبكراً بألوان الفرح ، كل ذلك غائباً الآن على أرض الواقع بالولاية
(4)
و شهدت ولاية البحر الأحمر في السنوات الأخيرة طفرة تنموية كبيرة في مجالات عدة، الأمر الذي سلط عليها الأضواء، لا سيما في قطاع السياحة، حتى صارت الولاية الأولى في السياحة بفضل موقعها الإستراتيجي كبوابة تطل على البحر الأحمر..
(5)
أماني وطموح أهالي المدينة تتمثل في استقرار الإمداد الكهربائي المتذبذب ، فضلاً عن حل مشكلة مياه الشرب التى تواجه المدينة عامة ، رغم الجهود التي تبذلها حكومة الولاية لحل مشكلة المياه ، وهذا ما أكده عدد من المواطنين الذين استطلعتهم الصحيفة ، وأبلغ أحدهم أن المدينة ظلت منذ فترة تعاني من تدني مستوى خدمات النظافة ، خلافاً لما كان معهوداً في عهد الوالي السابق ، وقال إن عربات النظافة قلت حركتها وأختفت من أغلب الشوارع الرئيسية ، مما تسبب في تراكم كميات كبيرة من النفايات ، منوهاً إلى إهمال السلطات المحلية لعمليات نقل النفايات في وقتها ، وقال إن تلك الأوساخ تظل في أحايين كثيرة تقبع في مكانها ولا تمتد إليها يد عمال النظافة ، فيما أكد بعض المواطنين إلى أن هناك قصور واضح في عمليات نقل النفايات ، و أوضحوا إن الأمطار التي شهدتها المدينة أواخر الأسبوع الماضي خلفت الكثير من المظاهر السالبة ، المتمثلة في تراكم مياه الأمطار الآسنة بالقرب من الطرق الرئيسية ، الأمر الذي من شأنه التأثير على المظهر العام للنظافة .
وأرجعت مصادر للصحيفة هذا التراجع في مستوى النظافة إلى أن مدير النظافة في عهد “أيلا” اصطحبه معه إلى ولاية الجزيرة ، الأمر الذي تسبب في خلل كبير في عمليات النظافة ،وبالتالي اختفت مشاهد العمال وهم يكنسون شوارع المدينة نهاراً وليلاً ، وعادت الفوضى من جديد إلى سوق المدينة بتشييد الرواكيب، وعادت أيضاً عربات (الكارو) إلى الشوارع وسط المدينة حيث كانت كل هذه المظاهر محظورة فى العهد السابق