مسألة مستعجلة
تقليعة في مخاطبة المعنيين بالحوار!!
نجل الدين ادم
سؤال عريض يفرض نفسه.. هل سيلحق الرافضون للحوار بالقطار بعد إقلاعه في تدشين يوم “السبت” الماضي؟ هذا السؤال لا يغيب عن مخيلة أي مواطن وهو يتابع مجريات الحوار من خلال اللجان الفنية التي كلفت بالنظر في القضايا المختلفة.. الأيام وحدها هي الكفيلة بالرد.. لكن من المحفزات الإيجابية التي يمكن أن تعزز من فرص نجاح الحوار، التحاق البعض من الرافضين أو المترددين بالداخل أول أمس “الأحد” بأعمال لجان الحوار الست، وهذه إيجابية تعطي مؤشرات جيدة في اتجاه نجاح عملية الحوار.
ففي جلسة الافتتاح حضر ممثلون من بعض الحركات المسلحة بعد جهود الرئيس التشادي “إدريس ديبي” وكانت انطباعاتهم جيدة، و”أبو القاسم إمام” رئيس حركة تحرير السودان الثانية والقائد “الطاهر حجر” يشيران إلى ذلك عقب لقائهما بالرئيس “البشير” بحضور الرئيس “ديبي”، مع إبداء بعض الملاحظات حول مسار ملف دارفور والتفاوض بشأنه.
غادر الاثنان البلاد على أمل أن يشاركا في أعمال اللجان، وأعتقد أن في عودتهما إلى قواعدهما وقيادات الحركات المماثلة بالخارج رسالة يمكن أن يعكس فيها هؤلاء واقع الحال والانطباعات، والأخيرة مهمة كيما تقرر البقية الباقية اللحاق بالحوار أو التخندق، وآمل أن يحدث ما هو إيجابي ونطوي ملف المقاطعة سيما وأن الحوار فرصة حقيقية للمعالجة، إذ إنه كيف لنا أن نتوصل إلى حلول لمشاكل البلاد ونحن نرفض مجرد الجلوس والتفاكر.
مسألة ثانية.. لفتت نظري بشكل كبير، ومعظم الصحف لم تتنبه لذلك، تلك المبادرة النوعية التي أطلقها اتحاد طلاب ولاية الخرطوم في يوم تدشين الحوار وهم يحملون مناشدة مؤثرة جداً وزعت على عدد من القيادات المعنية بأمر الحوار، تناشد، هؤلاء السياسيين أن يضعوا مصلحة البلد في الأولويات وهم يتناقشون خلال لجان الحوار.
المبادرة المكتوبة على قطع من الجلد المدبوغ سلمت إلى رئيس الجمهورية المشير “البشير” و”الترابي” و”الميرغني” الصغير و”موسى محمد أحمد” و”فضل السيد شعيب” و”التيجاني سيسي” وآخرين بواسطة أطفال صغار يقومون بتسليم المبادرة، ويتحدثون إلى هؤلاء حديث البراءة بأن أوقفوا الحرب وضعوا مصلحة البلد في سلم الأولويات.. تقليعة مشاركة هؤلاء الصغار كان لها الأثر الكبير في نفوس هؤلاء وهم يتسلمون المبادرة مكتوبة على قطع الجلد.. الرئيس “البشير” وفي مشهد رائع انحنى للطفلة وهي تحدثه عن المبادرة، وفي المقابل تأثر “فضل السيد شعيب” حتى ترقرقت عيناه بالدمع، وخف قلب شيخ “الترابي” ووقف مصغياً.
ميزة هذه المبادرة التي جاءت من الطلاب، وهم بالتأكيد أبناء لهؤلاء القادة، أنها تأتي من الأصغر إلى الأكبر في شكل التماس.. والمعروف أن الكبار هم من تقع عليهم مسؤولية نُصح الصغار عن الأخطاء، لكن المبادرة جاءت التماساً رقيقاً من هذا القطاع الحيوي الذي يمثل المستقبل القادم.. كم تمنيت أن تكتمل هذه اللوحة الرائعة للمبادرة وأن تقدم بذات الشكل إلى قادة الحركات المسلحة في الخارج والرافضين لترق قلوبهم ويستجيبوا لنداء الأطفال والطلاب الذين يكتوون بنيران الفرقة والشتات والحرب والاقتتال.
مطلوب من هذا القطاع أن يكمل جهده ويعززه بتعميم المبادرة لقادة الحركات، حتى لو استدعى ذلك السفر.. حينها أتوقع أن تجد المبادرة الاستجابة ويتحرك الحوار.. والله المستعان.