من وحي الأخبار

اليوم الأول

افتتح الحوار الوطني أعماله، ودخل الفرقاء السودانيون وكامل القوى الحزبية والسياسة الحريصة على هذا الوطن نقطة الانطلاقة الحقيقية، حضر من حضر وغاب من غاب والأمور بخواتيمها. لقد أكبرت شخصياً كل من تجاوز ضغائنه بالأمس وترفع على مراراته، هكذا يجب أن يكون السياسي، وهذا هو الموقف الذى يليق بمن يطرح فكرة ومشروعاً لصالح بلده وشعبه، حيث لا محددات إلا الصالح الوطني العام، ليس الأمر مزاجاً أو رؤى خاصة، وإنما هو قضية تحديات تواجه الجميع ومطلوبات تتوزع عليهم بالتساوي ..لا فرق.
بالمقابل لا أجد نفسي حاملاً على من غابوا أو تأخروا، فدوماً وأبداً يجب أن يظل للصلح والإصلاح موضعاً وخانة، وفي مقبل الأيام الـ(90) متسع لوصول كل ساع نحو الحوار ثم الوفاق والتصالح؛ وستكون الخرطوم في هذه المبادرة، حاضرة (البحر) النهر القديم ولا يهمها الذين يعدون في (السبت)، ولن تكون المعارضة الرافضة والمتمنعة قط إلا أخاً نمنحه المعذرة  وحسن الظن الرصين، فإن جنحوا للظلم والخيانة فإن الله حسيب المؤمنين، ولذا سيكون من الدور الأهم في المرحلة للمقبلة للأمانة العامة للحوار الوطني والمؤتمر الوطني كحزب حاكم، بتفويض عليه أمانة تؤدى ومن الحكومة من بعد أن تصل الكل والجميع، فتمتد المساحات والأيام لاستيعاب كل راغب وجاد في هذا العمل الكبير والمستمر.
إن الجلوس إلى دائرة مستديرة ووضع كل الشأن الوطني تحت أضواء العرض ومراجعات الحاضرين، حتماً توجه إيجابي ومسلك ظالم لنفسه ولبلاده من ينخذل عنه ويخذل، خاصة أن المشروع الكائن الآن يقوم إن لم أكن مخطئاً على منهج  الحوار التشخيصي الاستنتاجي والذي يقوم بعرض المشكل والتفكير ويترك للمحاور فرصة لاستنتاج الحل بنفسه، وتقديم مقترحات أقوى ما فيها أنها تكون مخرج الإجماع أو التقاء التقييم العام من المشاركين. ووفقاً لهذا فإن لكل صوت داخل صالات التداول حقه ومستحقه ونقاطه المسجلة، ويتساوى الجميع بلا تمايز أو أوضاع خاصة بحيث لا فرق بين حظوظ وفرص المؤتمر الوطني وأصغر الحاضرين كجماعة وتنظيم، وبالتالي فلا تبدو من مسوغات منطقية لأن يقفز البعض بعيداً.
الأمر الذي جرى بالأمس جلسة افتتاحية، إجرائية مراسمية، ضربة بداية. وأعتقد أن مجرد التقاء هذه المجاميع بمختلف الأجيال والتوجهات فعل محمود وابتدار صحيح، وإن كنت للأمانة قد لحظت اختفاء القوى المعبرة عن أجيال الشباب كأشخاص، وإن كانوا قد حضروا ربما كقوى، وقد انتهى اليوم الأول وتبقت (89) يوماً تحتاج إلى إحسان العرض والتداول والثقة بالنفس والاقتناع، بأن هذا الأمر سيفضي إلى خلاصات مفيدة. وقد استحسنت التزام السيد المشير “عمر حسن أحمد البشير” رئيس الجمهورية في خطابه بما معناه، بأن كل ما يخرج بإجماع الناس في هذا الحوار فهو إلى التنفيذ والتنزيل العملي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية