رأي

مسألة مستعجلة

حتى لا يصبح حلم اللهو موتاً!!
نجل الدين ادم
في صباح يوم أول أمس “الأربعاء”، منى طلاب إحدى رياض الأطفال بحي “شمبات” أنفسهم بزيارة متنزه عبود العائلي بالخرطوم بحري واللهو بالألعاب التي تنتشر في الحديقة.. أطفال يافعون حملتهم الأقدار إلى هناك ولم يعلموا أنهم كانوا على موعد مع حادثة مأساوية تخطف روح أحدهم وتصيب اثنين آخرين بجروح، والبقية بصدمة أشد من الموت، والأسر بالهلع.
حادثة مصرع الطفل هزت قلب كل من قرأ الخبر وحركت في نفسه حالة من الحزن الأليم.. نعم.. إنها الأقدار، لكن تبقى النفس تسأل عن الأسباب و.. و… فالحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها من قبل حادثة في متنزه المقرن العائلي تسببت في حالة بيات طويل من معاودة الزوار.
يموت الناس غرقاً في النيل بانقلاب قوارب نهرية تقليدية، وتبحث لجان التحقيق والتقصي في الأسباب وتوجه بالمعالجات، لكنها لا تنزل على أرض الواقع، ليأتي حادث آخر وبمركب مشابهة، وتأتي لجنة أخرى لتقول بما قالت به سابقتها من اللجان.. وهكذا… نفس الأمر يتكرر.. الأمر يحتاج لمزيد من الحذر والعناية لأن أي خطأ بسيط تكون النتيجة ضياع روح.. أرجو أن لا تضيع الأرواح هكذا، مع التسليم بالقضاء والقدر، لذلك فإن الأمر يحتاج لمزيد من إحكام الرقابة حتى لا يكون حلم اللهو عند الأطفال في الحدائق موتاً!!
سألت نفسي من المسؤول عن مراقبة هذه الألعاب الخطيرة داخل الحدائق وتتبع صيانتها والتأكد من ذلك بين الحين الآخر؟! كما يقوم الطيران المدني بمراجعة وصيانة الطائرات مع الشركات وإلزامها بالتحقق والفحص الدوري وإلا فلا تصديق لها بالطيران، فالكل هنا سواء في الخطورة، فكما تطير الطائرة، تطير هذه الألعاب بسرعات خيالية تخفق لها قلوب راكبيها.
لا ضابط يحكم من يصعد على هذه الألعاب المخيفة التي تسمى بـ”قطار الموت” أو “ساقية الهواء”، فالأطفال الذين يعانون من أمراض القلب بالتأكيد لا تصلح هذه الألعاب لتكون ملهاة لهم، وكذلك المصابون بالهبوط والدوار، لكنهم جميعاً يركبون بلا هوادة.. لا أحد يسأل في ذلك.. فقط تحصل الأموال ليصعدوا على طول!!
أتمنى أن تكون هناك شروط مثل هذه حتى لا يضار أطفالنا، وأن يكون هناك جهاز رقابي لعمل مثل هذه الملاهي.
التعازي للأسرة المكلومة في فقد ابنها، وقد علمت أنها عفت وسلمت بقضاء الله وقدره (.. فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ..) ومن ترك أجره على الله فلن يضيع.. والتعازي لـ”الروضة” التي فقدت أحد براعمها.. وأسأل الله أن يجعله من عصافير اللجنة وشفيعاً لوالديه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية