عز الكلام
الهردبيس في سوق المقاييس
أم وضاح
شاهدت قبل يومين على فضائية “الشروق” أحد المسؤولين الكبار في هيئة المواصفات والمقاييس، لفت نظري أنه بدأ حديثه بالشكر الجزيل لفضائية “الشروق” على الاستضافة الكريمة وهي صفة أصبحت تلازم كثيراً من المسؤولين الذين تتم استضافتهم في القنوات وكأنهم (مستكثرين) على أنفسهم الاستضافة، ولا أدرى هل السبب في ذلك شعور داخلي بأنهم لا يستحقون الظهور يعني (كيسهم فاضي)، وبالتالي هذه الاستضافة كرم من الفضائيات؟ أم أنهم لا يقدرون أنهم يجلسون على كراسٍ قيادية لمؤسسات كبيرة تجعل الإعلام حريصاً على التعرف على تفاصيلها من خلالهم؟! المهم أن المسؤول الكبير الذي أظنه نائب مدير الهيئة تحدث عن الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسته حفاظاً وصوناً لما يستهلكه المواطن في حياته اليومية.. وبصراحة استمعت لكلام الرجل الذي كان مثالياً أكثر مما يجب ولا علاقة له بأرض الواقع، حيث إن السوق السوداني يعج بالبضائع التي لا تنطبق عليها أدنى مقاييس الجودة، وكثير من البضائع لا أحسبه قد مر بمراحل القياس والتقييم لأنه لو تم ذلك لما وجد منفذاً للأسواق أو لأيدي المستهلكين.. وكدي بعيداً عن اللمبات الضاربة والأحذية التي تنتهك حرمة اسم الجلالة والشنط المدرسية التي لا تحتمل عاماً دراسياً كاملاً.. كدي بعيداً عن ذلك دعوني أسأل حضرة المسؤول عن حمى الكريمات التي ضربت الأسواق السودانية من كل حدب وصوب ومعظمها يباع على عينك يا تاجر وتحت بصر وسمع هيئة المواصفات والمقاييس، وهي كريمات مسرطنة وضاربة ومنتهية الصلاحية، ح تقولوا العذر الجاهز والشماعة التي ما عادت تحتمل الخطايا والذنوب إنها دخلت عن طريق التهريب.. طيب هل السوق لابس طاقية الإخفاء؟ إذ بالإمكان مصادرتها وهي في أرفف العرض حماية للمستهلك!!
حاجة ثانية هل الإخوة في المواصفات والمقاييس على علم ومتابعة بما يدور في سوق الأعشاب والعشابين الذي خرج من طور السر إلى العلن، ومن الخفاء إلى العرض بكامل الصراحة والشفافية؟؟ هل المواصفات والمقاييس وبما تملك من آليات ومعامل وخبراء تفرز كيمان هذه الأدوية العشبية حتى تتأكد من صلاحيتها للاستعمال الآدمي ناهيك أن تكون مصدراً للشفاء ودواءً لأي داء؟!
أعتقد أن الفوضى العارمة في السوق السوداني لا تحمل إلا معنى واحداً أن هذه الهيئة هي مجرد اسم من غير حراك، ولافتة من دون تأثير.. لا أدري ما هي حدود الصلاحيات الممنوحة لها، لكن على قدر المجال والمساحة المتاحة لها هي “تنوم نوم العوافي” وما شايفة شغلها، والماري بكافيتريات ومطاعم وجزارات وأماكن بيع الخضروات مؤكد يشاطرني هذا الرأي مائة بالمائة، لأن التقصير ما عاد خافياً على أحد!!
{ كلمة عزيزة
زارت لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس التشريعي مبنى فضائية الخرطوم للوقوف على أحوال القناة وسير العمل فيها، ويبدو أن زيارة اللجنة أو لعلها بركات الحج قد أغرت أخيراً أخانا “عابد سيد أحمد” للجهر بمشاكل الفضائية التي يتمثل أغلبها في مال التسيير، حيث ذكر “عابد” أن الميزانية الممنوحة لهم هي (100) مليون جنيه مقابل (4.5) مليار جنيه تمنح للفضائية السودانية.. ودعوني أقول إن كلام الأستاذ “عابد” ربما هو صحيح مائة بالمائة، لكن ما الذي جعل السيد المدير يسكت طوال المدة الماضية دون أن يطالب بالميزانية التي من شأنها أن تجعل القناة في المستوى الذي يليق بها؟! ما الذي جعل أخانا “عابد” يعترف أخيراً أن بعض موظفي القناة لم ينالوا أجورهم منذ يوليو الماضي؟ كيف ولماذا صمت “عابد” طوال الفترة الماضية؟ هل هو أيضاً لم ينل مرتبه وحوافزه من يوليو الماضي؟ أم لأنه المدير كان خارج كشف المعاناة التي يعيشها المنتسبون لفضائية الخرطوم؟!
أعتقد أن حديث الأخ “عابد” جاء في الوقت الضائع لأن القناة الآن وعلى مستوى المنتج وعلى مستوى أوجه العرض والشاشة في أسوأ حالاتها، ولا أظن أن المال وحده سيعدل الحال المائل في وجود بعض، أقول بعض المستفيدين، من أن لا تخرج القناة من الحفرة التي وقعت فيها!! والمال وحده ليس السبب، لكنها سياسات الحفر والقوالات ووضع من لا يستاهل في مكان لا يستاهله!!
{ كلمة أعز
درجت هيئة الحج على إعطاء فرصة الحج لكثير من المؤسسات الحكومية، لكنني لاحظت أن الفرصة دائماً يستأثر بها المدير ويظل (مكنكش) في الفرصة دون إعطائها لشخص آخر، وما عارفة ليه؟ هل لأنه المدير ما بدي فرصة للآخرين؟ ولاّ لأنه ممكن تكون ذنوبه بقدر درجته الوظيفية؟؟ ولاّ شنو الفهم؟! أرجو أن تمنح الفرصة وبالقرعة لأعمامنا وعماتنا البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة وبلاش أنانية!!