مسألة مستعجلة
محلية الخرطوم.. (فورة لبن)!!
نجل الدين ادم
قبل أيام انتشرت آليات وعربات محلية الخرطوم على عرض الشوارع في أضخم نفير لإزالة الأنقاض وتحسين البيئة في وسط العاصمة، وخرجت أكوام (متلتلة) من التراب تجرها (الكراكات) وبإشراف السيد معتمد الخرطوم “أبو شنب”، عندها كبّرنا وهللنا بهذا الإنجاز منقطع النظير والمحلية تقوم بعمل ضخم شاركتها فيه منسقية الخدمة الوطنية.. المهم تم حمل الأنقاض والتراب خلال يوم واحد، والإنجاز في الحقيقة كان كبيراً حيث كانت أجزاء كبيرة من الشوارع الأسفلتية مغطاة تماماً بالتراب ولا تكاد تراها ولسنوات مضت، وقدر لها في ذلك اليوم أن تظهر واضحة، لكن بقي كثير من التراب على الأرصفة.. وعند سؤال المعتمد عن بقية المخلفات وتكملة هذه المهمة، رد بان هذه هي المرحلة الأولى حيث تقوم الآليات بإزاحة الأنقاض والتراب وترفع على العربات ومن ثم تأتي آليات أخرى ومتطوعون لإكمال الحلقة المهمة من النفير، حيث إزالة جميع الأتربة عن طريق المكانس التقليدية وتصبح الشوارع (زلط) كما يقال ونظيفة، لكن ماذا حدث؟ إن شيئاً من متبقي التراب ترك على أرصفة الشوارع في انتظار فرج إزالة كل ذره تراب وبقي الوضع على ما هو عليه في اليوم الأول والثاني، واستنشق الناس من الأتربة ما لم يستنشقونه من قبل والعربات تمر على تلك الشوارع التي لم يكتمل فيها العمل، لم يسخط أحد من هذه الحالة العارضة لأنهم كانوا يأملون أن تحدث نظافة كاملة وتزال كل الملاحظات كما وعد المعتمد.. ولكن هيهات!!
قلنا من قبل إن الخلل الأساسي في أي عمل عندنا في السودان هو غياب المتابعة.. فورة لبن وينتهي العمل دائماً مع التدشين الأول، توقعنا أن يكسر سعادة الفريق هذه النظرية وهو معروف عنه نشاطه وهمته.. لكنه ذات السيناريو يتكرر!! يعني ناس الخرطوم شرق استفادوا من حملة السيد المعتمد استنشاق هواء ملوث بأتربة الأنقاض التي تركت في عرض الشارع، والبعض تأثر بالحساسية جراء هذه الحالة، وبعض استخدم “الموية” ليُهدئ من روع الغبار الهائج في شوارع وسط الخرطوم، وآخرون تأذت عرباتهم.
وغير بعيد عن هذه الحالة فإن نفق “عفراء”، لا أدري أية صيانة تمت فيه خلال الأيام الماضية، لكن لاحظت أن العمل قد اكتمل وتبقت كمية كبيرة من الخرسانة على رصيف الشارع ليوم ويومين أربكت حالة المرور السريع المعهود في مثل هذه الأنفاق، وتسبب بعض الحصى في كسر زجاج عدد من العربات، وقد شهدت ذلك وعلى مدى يومين.. السؤال: ما هي الجهة المسؤولة من مثل هذه الأخطاء الجسيمة؟ وإلى متى ينتهي العمل عندنا في السودان بالتدشين؟ شيء غريب!!
أرجو أن أحرض كل متضرر من مثل هذه الإخفاقات بمقاضاة الجهات المسؤولة سواء أكانت المحلية أو الولاية أو وزارة البنى التحتية، عندها سيعرف كل مهمته ويقوم بواجبه على أكمل وجه.
السيد معتمد الخرطوم.. ما نزال عند العشم، ولا تدعنا نقول لك إن ما قمت به من عمل وتجاوزت به صلاحيات وزارة البنى التحتية كان مجرد فورة لبن!!