رأي

بكل الوضوح

تخيل كيف يكون الحال  لو ما كنت سوداني !!

عامر باشاب

 
{الزول بفتخر ويباهي بالعندو، نحنا أسياد شهامة والكرم جندو، والحارة بنخودا.

 لم أجد أنسب من هذه المقاطع من رائعة الشاعر الوطني العملاق “محمد علي أبو قطاطي” لابتدر بها حديثي عن واحدة من المواقف الإنسانية العظيمة التي  سجلها الحجاج السودانيون وصاروا حديث العالم أجمع   خلال اليومين الماضيين،  ونحن كسودانيين في كل بقاع الأرض تابعنا  وبكل الفخر والإعزاز ما تناقلته وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن هذا الموقف  النبيل  الذي يؤكد بأن الشعب السوداني مازال بخير ومازال يمضي في ضرب الأمثال في النخوة والشهامة والرجولة. النفرة التي نظمها  الحجاج السودانيون لإغاثة  ضحايا حادث التدافع  بمشعر منى الذي راح ضحيته (717) شهيداً وأكثر من (800) مصاب حيث قام السودانيون بإخلاء مخيماتهم وتحويلها إلى مستشفى ميداني  كما قام به إخوتهم في الحرم المكي.

{ والقصة التي أكدت أصالة معدن الشعب السوداني وأثبت للعالم كله أن السودانيين بالفعل (أسياد شهامة وقادة مكارم  وأهل حارة  حكاها حاج سوداني كان من ضمن أبطال ملحمة إغاثة ضحايا (مشعر منى) قائلاً: عندما سمعنا بوقوع  الحادثة ذهبنا جميعاً إلى موقع الحدث وكان شيئاً لا يصدق الناس فوق بعضها البعض وعدد الموتى لا يحصى ورغم هول المصيبة بدأنا في إنقاذ من به روح من الحجاج المصابين ولحظتها كل المخيمات القريبة وبعد أن نفدت سيارات الإسعاف رفضت استقبال المصابين وإدخالهم لإسعافهم، اما السودانيين لم يتوانوا لحظة في تفريغ مخيماتهم التسعة من جميع  الأغراض والمحتويات  ،ليضعوها في خيمة واحدة ، وحولوا الثماني خيم  في المخيم السوداني إلى مستشفى ميداني ومجمع للطوارئ وعملوا جميعاً في مساعدة المصابين وقدموا لهم الرعاية الطبية.

{ وضوح أخير  

{مواقف السودانيين لم تقف عند الملحمة الإنسانية التي جسدها حجاجنا في تفاعل مع حادثة (مشعر منى)  فالصحافة السعودية أبرزت في صفحاتها الأولى أمانة السوداني “عنتر موسى”، وهو سائق حافلة لنقل الحجاج في مكة والذي أعاد مبلغ (9000)  آلاف ريال بالإضافة إلى مقتنيات أخرى كانت في حقيبة حاجة يمنية وجدها داخل الحافلة.

{ أخيراً لا أملك إلا أن أردد هذه المقاطع من رائعة الشاعر الوطني العملاق الراحل  إسماعيل حسن  

ديل أهلي البقيف في الدارة (وسط الدارة)

 واتنبر وأقول للدنيا ديل أهلي.

 وتخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي.

{ لو ما جيت من زي ديل..
كان أسفاي وأسفاي وآمأساتي وآذلي

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية