من وحي الأخبار

وسادسهم

•  أتمنى ألا تذهب حالة الاحتواء والمصالحة العارضة لطرفي السلطة الإقليمية بعقل الحكومة الرشيد في أكثر من وجهة، فأما وقد صرف الله الشر والأذى عن البلاد والعباد يبقى من اللازم والضروري أن تجلس الحكومة لتعيد أمر قضية دارفور على نحو جديد، على نحو تخاطب به جمهور المتأثرين مباشرة في الإقليم وخارجه بأية آلية تواصل وحوار وعمل مشترك تقطع به الحكومة الطريق على (سماسرة) الأزمة الذين صار لهم في كل جنب وطرف وزاوية مقاماً ومتكأً وتدبيراً.
• ما أضر بمعالجات الأمر في بعض الأحايين إصرار الحكومة على القفز مباشرة لأية كتلة تحمل السلاح وأي تنظيم ولو كان مكوناً من خمسة عشر رجلاً و(سادسهم) اسمهم، فتشتت جهودها في إدخال المجموعات إلى حياض السلام والمهادنة بالتقسيط والأقساط التي لم تفعل شيئاً سوى تفريخ جماعات أخرى منشقة عن ذات الواصلة لميس الهدنة، أملاً في الحصول على المغانم والفوائد وبعد ما تكشف ووثق به الجميع حتى المعارضين من كثير من القوى الدارفورية الناشطة في الأزمة غير جادة وتمتطي القضية لأهداف حزبية وطموحات شخصية وثارات لبعض دول الجوار. يبقى من العاجل وبأعجل ما تيسر أن تخاطب الحكومة مباشرة الجالسين في قراهم ومدنهم الكبرى.
•  أول مداخل التفعيل في تقديري بإيجاد دور حقيقي للسلطة وبشراكة واضحة من المؤتمر الوطني الذي جعل مؤسسات السلطة خالصة للحركات المسلحة في كل المفوضيات تقريباً، ومع تقديرنا واحترامنا لجهد أولئك الرجال من شركاء اتفاقيات السلام، إلا أن التمثيل الكامل والوافي للحزب الحاكم أو الحكومة، بل والمعارضين الملتزمين من القوى الحزبية بالداخل من شأنه أن يحدث حراكاً فاعلاً ويخرج أنشطة مقبولة ومفيدة خاصة أن قلنا إن الفترة الماضية لم تخلو من مظاهر الضعف والذي يتحمل الشريك الأكبر جزءاً كبيراً فيه بإهماله الغريب لتلك المهمة وكأنها مهمة “السيسى” أو “أبو قردة” وحدهما!
• الغالبية العظمى والمؤثرة من أهل دارفور وبقية أبنائهم بولايات السودان المختلفة وخارج البلاد الأغلبية تنحاز كلها لخيار السلام وأخذ الأمور بالحسنى ولم يكونوا قط طرفاً في الحريق المشتعل والذي هو صناعة مخربين استغلوا وجود فراغات في البناء السياسي للإقليم البعيد وضخموا أنفسهم بزهد أبناء دارفور الحقيقيين في كثرة الحديث والرد، فانتهت الأمور إلى ما انتهت إليه بوجود قضية يتبناها غير أهلها حتى صارت مثل الفرس النافر في الخلاء كل من يجد يضع عليه ما تيسر من (بديد) وأحياناً يركبه البعض (عرى)  والتعبيرين من بادية دارفور لمن أراد البحث والتقصي والفهم.
• اللهم قد بلغنا فاشهد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية