شهادتي لله

"سلفا" و"مشار" .. لا حل إلا بالعودة للوطن الكبير

تعود “الخرطوم” اليوم بقوة للمبادرة في الشأن (الجنوبي)، باستقبالها أمس الرئيس الأوغندي “يوري موسيفيني” والنائب الأول لرئيس جمهورية “جنوب السودان”  العائد للسلطة قريباً بموجب اتفاق السلام الأخير الدكتور “رياك مشار”.
ما كان لاتفاق السلام في جنوب السودان أن يمضي إلى نهاياته السعيدة ما لم تتوافق “الخرطوم” و”كمبالا” على تعاون إيجابي يدعم استقرار الجنوب، ويساعد بالتالي في أمن واستقرار المنطقة  بصورة مكبرة .
النظام الأوغندي دعم بلا هوادة ولا مواربة، الرئيس “سلفاكير” وقوات الجيش الشعبي الموالية له في حربه ضد نائبه السابق “مشار”، وقواته المشكلة في الغالب من قبيلة (النوير) المقاتلة .
بزيارته للخرطوم، يريد “موسيفيني” أن يطمئن لإمكانية التفاهم مع شريك الحكم القادم “رياك مشار”، وكيفية التفاهم معه خلال الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام ( 30 شهراً) .
والاتفاق يمنح “مشار” – المحسوب حليفاً للخرطوم – سلطة واسعة في إدارة الحكم في الجنوب، حيث لا يتأتى للرئيس “سلفا” منفرداً إصدار قرارات مهمة ما لم يتم التوافق عليها مع النائب الأول، ومن ثم توقيع الموافقة عليها، وهكذا يعود “مشار” بسلطات وصلاحيات أكبر من تلك التي كان يحظى بها قبل اندلاع (حرب الدينكا والنوير) قبل أكثر من عام .
كان “مشار” نائباً أول للرئيس، ولكن النفوذ والفعل كان في المقام الأول بيد الرئيس “سلفا” القائد الأعلى للجيش، وبدرجة ثانية في يد “باقان أموم” الأمين العام للحركة الشعبية .. يا حليل “باقان” مثير فتنة  (الانفصال) التي أودت بحياة مئات الآلاف من شعب الجنوب وشردت الملايين . 
ومع أن غالب المساندين لـ”مشار” من زمرة (الانفصاليين) السابقين الناقمين  على “الخرطوم”  التي آوتهم قبل الانفصال وبعد حربهم مع (الدينكا)، إلا أنه لا خيار لهم سوى التسليم بالتعامل مع السودان .. صاحب الحضن الكبير .
ندعو للسلام والأمان في جنوب السودان، لكنني غير متفائل باستمرار الاتفاق دون خروقات ومؤامرات متبادلة، فلا زالت حواجز (عدم الثقة) عالية وستبقى لسنوات .
الحل أن تعودوا يا “مشار” و”سلفا” .. لحضن الوطن الكبير .. كما عادت ألمانيا الشرقية والغربية، وليس ذلك على الله بعزيز.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية