ءمنظمة (الهفوة) الدولية
تعجبت وما أكثر العجب في زماننا هذا ومنظمة العفو الدولية -مكتب أفريقيا- تسطر تقريراً هو مثال شاخص على التطفيف واختلال الموازين لتتهم القوات الحكومية السودانية، بارتكاب انتهاكات حسب زعمها في دارفور وجنوب كردفان، وسمت المنظمة مناطق في شرق جبل مرة ومواقع أخرى استحت أن تقول إنها كانت معاقل لمتمردين خارجين ضد الدولة، ومن حق أي حكومة محترمة أن تحمي مواطنيها من تفلتات جماعات حملت السلاح وجعلت المواطنين دروعاً بشرية، ووظفتهم في أعمال السخرة وحرمتهم من الرعاية الصحية بما في ذلك برامج تحصين الأطفال المدعوم من المنظمة الدولية؛ إنه منطلق التسييس لأغراض أخرى غير إقامة عدل الرقابة الحقوقية.
العفو الدولية التي تصدر وأصدرت بحق السودان عشرات التقارير أصدرت عن سوريا مثلاً ثلاثة تقارير فقط واثنين يتيمين عن بورما ولم تصدر عن أفريقيا بما في ذلك شأن الحرب في جنوب السودان، إلا تنويهاً صغيراً يحوي مناشدة رغم أن الانتهاكات هناك طالت حتى موظفي الإغاثة والصليب الأحمر. وأما في أمريكا وأوربا فتلك في عرف المنظمة الدولية (فراديس) وجنان لا يضام فيها أحد! ولهذا ألا يبدو غريباً أن تصاب (العفو) بالعمى ولا يرتد إليها بصرها إلا أن تعلق الأمر بالسودان ودارفور، وكأنما اسم هذا البلد قميص “يوسف” الذي ألقي على “يعقوب”.
دارفور المفترى عليها وبشهادة الجميع لم تستقر إلا بعد إزالة قوات الدعم السريع سرطانات حركات التمرد الدارفورية وسحقتهم في وادي البعاشيم وفنقا وقوز دنقو التي لمعلومية كتاب التقارير، كانت معركة حربية لم يكن للمدنيين فيها حضور وإنما مسلحون بكامل عتادهم الحربي ومركباتهم كانوا غزاة قادمين من دولة أخرى، فقتلوا وأسروا وهو مصير أي فئة متمردة بالسحق والسحل فلا ديمقراطية في الحرب لاختبار أصوات الناس حول كيفية التصرف حين البأس.
التقرير متحامل حد الخجل لأنه كالعادة المريبة لم يثبت خرقاً وخطأ واحداً للمتمردين الذين أغلقوا مدارس تلك البقاع، وجعلوا من تلاميذها قسراً حملة بنادق ومقاتلين بالإكراه، هذا بخلاف أعمال القتل والمحاكم العشوائية وتصنيفات العرق والفخذ القبلي فضلاً عن فظاعات عديدة يعف عنها القلم والبيان.
إن مثل هذه التقارير أثبتت في مواطن عديدة أنها فبركات تخلط واقعة صحيحة بعشر مدعاة، بعضها يكتب من متطوعين مصدرهم بيانات الكذب الاسفيري وبعضها تطوع من معارضين جعلوا من تلك الأسطر مورداً للمعارضة وسهماً وهي في الغالب معلومات مكذوبة، بدليل أن العفو الدولية تحدثت عن مواقع بأخطاء جغرافية مضحكة وسنفصل لاحقاً في طرائف ما تم إيراده.