في الذكرى الـ(14) لأحداث سبتمبر .. روسيا تلوح بكشف تورط المخابرات الأمريكية في الهجمات!!
(المجهر) تعيد قراءة الحدث مع الخبراء
“الساعوري”: (داعش) كانت آخر حصاد (11) سبتمبر و”واشنطن” أخذت على السودان استضافته “بن لادن”
تقرير – هبة محمود
تحل يوم غدٍ (الجمعة) الذكرى الـ(14) لأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي شكلت علامة فارقة في العالم أجمع، تحولات كبرى طرأت على الساحة الإقليمية والدولية وما تزال الحقائق غائبة والمعلومات عن الحادثة متباينة. (المجهر) قلبت في تداعيات الحادثة في الذكرى ووقفت على آخر المعلومات واستنطقت الخبراء والمحللين بشأن التحولات.
ممارسة الاضطهاد ضد المسلمين
لم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 حدثاً عادياً في تاريخ العالم، فقد غيرت مجريات مشاهد كثيرة خاصة وأن المعتدى عليها أكبر الدول عدة وعتاداً، فبمختلف الأديان والمعتقدات والاتجاهات السياسية تعاطف العالم مع هذه الأحداث، إلا أن أحداً لم يتوقع من الإدارة الأمريكية أن يكون ردة فعلها على قدر عالٍ من العنف ضد العرب والمسلمين واستهداف وجودهم وعقيدتهم وكرامتهم، للحد الذي قام معه المتعصبون في الكونغرس بتمرير الكثير من القوانين التي تنتهك حقوق الإنسان وممارسة الاضطهاد ضد الأقليات العربية والإسلامية.
فوفقاً لإحصائية سابقة صادرة من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، فإن أحداث التمييز العنصري ضد المسلمين خلال الفترة الفاصلة بين 11/9/2001 وبين 29/11/2001 قد بلغت (1452)حادثة تتراوح بين القتل والتحرش اللفظي.
احتلال من أجل النفط والسيطرة على الثروات
العنف ضد العرب والمسلمين من قبل الأمريكان لم يتوقف، عند حد القتل والتحرش اللفظي وخلافه، ولكن استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تقود هجوماً ضد الإرهاب استطاعت من خلاله احتلال باكستان والعراق، بزعم أن الأولى تضم معقل زعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” بينما تمتلك الأخرى أسلحة دمار شامل، الأمر الذي شكك فيه بعض الأمريكان، ورأوا أن الحادي عشر من سبتمبر ليس سوى حرب مزعومة ضد الإرهاب، كما وصفها الكاتب والباحث الأستاذ الجامعي البروفيسور “ديفيد راي غريفين” الذي طعن في وقت سابق في الأحداث التي وصفها بأنها حرب عدوانية ضد المسلمين، من أجل النفط والسيطرة على ثروات الدول الإسلامية. ووصف وفيات مئات الآلاف من الأشخاص في أفغانستان والعراق، سواء كانوا مدنيين أبرياء أو جنوداً محاربين نتيجة لاحتلال لا أخلاقي ولا شرعي.
وقال “غريفين” خلال هذه المدة كلها شاهدنا تعتيماً وتضليلاً لا نظير لهما من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والدول المتحالفة معها فيما يخص القضية. وأضاف: بمجرد التدقيق في انهيار المبنى السابع من مركز التجارة العالمي سيعتبر أي شخص له دراية بالموضوع، أنه تم تدميره من الداخل بواسطة المتفجرات، كما سبق وأن أوضح ذلك “داني جووينكو” الخبير الهولندي في التفجير والهدم المتحكم فيه عن بعد.
السفارة الأمريكية تمتنع!!
وحول تلك المزاعم بشأن التفجيرات المتورط فيها الولايات الأمريكية، حاولت (المجهر) استنطاق السفارة الأمريكية بالخرطوم، إلا أن السفارة أثرت الصمت حيال هذه القضية، فيما استبعد المحلل السياسي د. “الطيب زين العابدين” أن تقدم أمريكا على التورط في أحداث تدمر اقتصادها وتقتل مواطنيها الأبرياء. وقال لـ(المجهر) أمريكا ليست بحاجة لمثل هذا التصرف لأنها دولة قوية لا أحد يستطيع الوقوف أمامها إذا أرادت احتلال دولة ما أو نهب ثرواتها، فهي دولة قوية لديها غرور عالٍ و(ما في بلد بتقول ليها تلت الثلاثة كم). واستطرد “زين العابدين” يمكن أن تتهم بالغرور والكبر لكن خلاف ذلك فلا.
واعتبر “الطيب” أن كل ما يحدث في الساحة الآن ما هو إلا نتاج لأحداث 11 سبتمبر خاصة عندما احتلت أمريكا العراق وحلت الجيش العراقي.
ويرى المحلل والخبير الاستراتيجيد.”حسن الساعوري”، أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر صنفت السودان من ضمن الدول الراعية للإرهاب نظراً لتواجد زعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” في السودان لحقبة من الزمن، ونظرت “واشنطن” أن ذلك إيواء للإرهاب. ويضيف “الساعوري” أن آخر حصاد 11 سبتمبر كان ظهور تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصاراً بـ(داعش). ويقول إن كل قياداتها كان سبباً في المشاكل التي تحيط بالعالم، يؤكد في حديثه أن “واشنطن” استثمرت الحادثة بصورة جيدة لمحاربة الإسلام سواء ثبت تورطها أو لم يثبت.
الهدوء الذي يسبق العاصفة
تمضي السنوات ولكن مازالت أصابع الاتهام تشير باشتراك الولايات المتحدة الأمريكية وضلوعها في تفجيرات سبتمبر، فقد أشار موقع “برافدا” الروسي في شهر فبراير الماضي إلى أن الرئيس “بوتين” يستعد لتوجيه الضربة القاضية التي ستنهي الأسطورة الأمريكية للأبد، حيث تستعد روسيا للكشف عن أدلة تثبت تورط المخابرات الأمريكية في هجمات 11 سبتمبر.
وتشمل هذه الأدلة صوراً التقطتها الأقمار الصناعية الروسية، تثبت أنه تم تفجير البرجين من الداخل، ومن ثم يتأكد أن أمريكا خدعت العالم، وألصقت التهمة بتنظيم القاعدة عبر خطة نفذها عملاؤها، ليبدو الأمر وكأنه جزء من الإرهاب الدولي الذي تتعرض له “واشنطن”، كي يكون مسوغاً لشنّ الحرب على الإرهاب!!
وعلى الرغم من أن مسؤولاً أمريكياً قد أقر في وقت سابق أن أمريكا خططت ونفذت هجمات 11 سبتمبر وأن حكومة بلاده متواطئة وشريكة في تنفيذ هذه الهجمات، إلا أن الحرب على الإرهاب أصبحت المحور الأول في العلاقات الدولية تحت ضغط الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر. نظمت هذه الأخيرة حملة عسكرية على أفغانستان ثم قامت بغزو العراق بحجة مقاومة الإرهاب. وقد غيرت الحرب على الإرهاب وضع الكثير من الدول في العالم مثل باكستان التي تحولت من دولة منبوذة تخضع لعقوبات اقتصادية إلى شريك مفضل في محاربة الإرهاب وتنظيم (القاعدة) الذي يمثله.
الآثار الاقتصادية
لقد عد البعض أنه وبخلاف الخسائر في الأرواح والبرجين والطائرات الأربع التي اختطفها الإرهابيون وإغلاق البورصة الأمريكية لبضعة أيام، فلا توجد آثار اقتصادية مباشرة على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الحادثة وبحسب خبراء اقتصاديون عالميون فقد كانت ضربة حقيقية للاقتصاد الأمريكي، ليس فقط لأنها تسببت بسقوط برجي التجارة، وأثرت على أعمال آلاف الشركات الاقتصادية، وتسببت في هز البورصة فحسب، بل لأنها أجبرت الإدارة الأمريكية على انتهاج سياسة جديدة في العالم تتمثل في زيادة الأمن، واحتلال بعض الدول، وتحمل نفقات الاحتلال، وتقديم المعونات للدول العالمية لضمان مساندتها لسياساتها، بالإضافة إلى السياسة المالية الداخلية التي أدت إلى زيادة الأعباء على الحكومة وزيادة عجزها الاقتصادي، كما قامت برصد مبلغ (غير نهائي) بقيمة (87) بليون دولار لتمويل الحرب على العراق، ما أدى إلى انتكاسة أخرى في الاقتصادي الأمريكي، وقد أشارت دراسة أمريكية، فيما يتعلق بالآثار التي لحقت بالسياحة، إلى أن أحداث 11 سبتمبر أدت إلى انخفاض في الطلب العالمي على السياحة بنسبة (4.7%) عامي 2001 و2002، نتج عن ذلك ركود شبه كامل في قطاع السياحة والأنشطة المرتبطة به، كما نتج عنه أيضاً التسبب في بطالة أكثر من (10) ملايين موظف على المستوى العالمي، حيث انخفض عدد العاملين في القطاع السياحي من (180) مليون موظف عام 2001، إلى (170) مليون موظف عام 2002. كما انخفض عدد السياح على المستوى العالمي بمعدل (3.1%) في نهاية عام 2001، حيث انخفض عددهم من (697) مليون سائح عام 2000، إلى (689) مليون سائح عام 2001. وثمة تأثير آخر لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وهو زيادة المشاعر المعادية للعرب في الخارج مما شجع بعض المستثمرين من أبناء الشرق الأوسط على التفكير في تقليص تعاملاتهم المالية الواسعة مع الولايات المتحدة، خوفاً من تجميد الأموال كجزء من الحرب التي تشنها أميركا ضد الإرهاب. وتأثرت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط بأحداث 11 سبتمبر، وخسر بعضها معظم مكاسبها المسجلة منذ أول العام.
سيناريو التفجيرات
بحسب المصادر العالمية والرواية الرسمية للحكومة الأمريكية، نفذ (19) شخصاً على صلة بـتنظيم القاعدة هجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة. انقسم منفذو العملية إلى أربعة مجاميع ضمت كل منها شخصاً تلقى دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. وتم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة. وتمت أول هجمة حوالي الساعة 8:46 صباحاً بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. وبعدها بدقائق، في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي. وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون. الطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف، هذا ما حملته الروايات من تفاصيل السيناريو وتبقى الحقيقة غائبة في ظل تشكيك البعض في تورط “واشنطن” وتنفيذها الحادثة، وحتى تكشف روسيا عن هذه المزاعم كما لوح بها رئيسها “بوتين”، تبقى الأحداث عملاً إرهابياً مدوناً ضد مجهولين.