رأي

مسألة مستعجلة

ربيع العلاقات الخارجية!!
نجل الدين ادم
يحاط السودان خلال هذه الفترة باهتمام دولي وإقليمي واسعين من خلال الزيارات التي تنفذ على مستوى رئاسة الجمهورية والوزراء ومن خلال المبادرة التي تطرح، وفي الجانب الآخر استقبال عدد من الوفود الأجنبية. كل ذلك بالتأكيد يصب في خانة الحراك الدبلوماسي الذي من شأنه أن يخلق حالة استقرار في العلاقات، بعد بيات شتوي تقطعت خلاله أواصر التواصل المباشر مع عدد من الدول.
 مبادرة روسيا البيضاء ودعوة وزيرة خارجيتها لكل من وزير الخارجية بروفيسور”إبراهيم غندور” ووزير خارجية دولة جنوب السودان لزيارة “موسكو” الأسبوع المقبل، في إطار محاولة تسوية العلاقات الفاترة بين البلدين الجارين كانت الأخيرة في هذا الإطار، سبقها بالتأكيد دعوة الرئيس الصيني لنظيره “البشير” لمشاركته في احتفالات بلاده بالانتصار في الحرب العالمية الثانية. ومعروف عن الزيارة أنها حظيت باهتمام عالمي واسع في الوسائط الإعلامية، سيما وأن الزيارة حققت مكاسب كبيرة بجانب أنها وضعت حداً للتعامل مع المحكمة الجنائية. و”بكين” تعمل على تأمين زيارة الرئيس “البشير” وترفض الاملاءات الأمريكية والاحتجاجات الساخطة من استقباله، أيضاً من أشكال الحراك الدولي صوب السودان كانت الزيارة غير العادية للوفد الأمريكي الرفيع برئاسة مبعوث الرئيس “أوباما” “دونالد بوث” للخرطوم، حيث تباحث مع المسئولين في الحكومة حول عدد من الملفات. وغير بعيد من زيارة الوفد الأمريكي فإن دعوة قدمت لرئيس البرلمان مولانا “إبراهيم أحمد عمر” للمشاركة في أعمال البرلمان الدولي بالعاصمة الأمريكية “نيويورك”.
هذا التحول والحال التي بتنا عليها تبعث الأمل في خروج البلاد من العزلة الدولية التي فُرضت عليها، حيث سبقت الحكومة في معالجة الملفات بإعادة العلاقات وبصورة أقوى مع دول الخليج بعد حالة قطيعة نائمة كان تأثيرها سالباً على البلاد، وهذه بالتأكيد كانت البداية ومن ثم توالت حالة الانتقال السلس في ملف العلاقات الخارجية، تارة بتحرك دبلوماسي وتارة أخرى تأتي الترتيبات عن نفسها طائعة.
أتوقع أن يكون لهذا الحراك الدبلوماسي الكبير نتائج ايجابية خلال الفترة المقبلة والدول العظمى عن نفسها تدخل في موجة لإعادة ترتيب العلاقات بصورة أفضل مع السودان، وإلا لما تبنت روسيا مبادرة صلح بين السودان ودولة جنوب السودان، أو أن تأتي أمريكا طائعة تطلب فتح الملفات العالقة مع الحكومة بعد أن أغلقتها من نفسها، ويرسل “أوباما” مبعوثه الشخصي  إلى الخرطوم للقاء الحكومة.
 آمل أن تستفيد الحكومة من هذا الفصل الربيعي لازدهار العلاقات الدبلوماسية وتقود تحركاً أوسع لتعزز به هذا التحول النوعي، سيما وأننا نعلم أن حالة العزلة هي ما قادت البلاد إلى التراجع إلى الوراء في كل شيء وعلى رأس ذلك الوضع الاقتصادي والاستقرار السياسي، لذلك لابد من تسارع الخطى نحو آفاق علاقات دولية أفضل وبالله التوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية